"سأعود بقوة عندما أشفى إن شاء الله" و"حلمي الوحيد هو أن أعود إلى الجمهور العزيز".. هكذا كان الراحل هشام الفني، المشهور ب" تيكوتة"، الكوميدي المغربي الشاب، يختم مقابلاته الصحافية خلال فترة علاجه من مرضه، واعدا محبيه بعودة أقوى بعد الشفاء. وهو تعبير عن رغبة كبيرة وحلم للكوميدي الراحل في مزيد من العطاء ورسم الابتسامة على شفاه ملايين المغاربة المعجبين بطريقته الخاصة جدا في الفكاهة.. حلم حال بينه وبين تحقيقه الموتُ. وهشام تيكوتة، الذي غادر إلى جوار ربه اليوم، الإثنين 26 يناير، بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، بعد صراع مرير مع مرض غامض، تحول إلى سرطان لم ينفع معهد دواء، من موالد مدينة مراكش سنة 1978. مشوار قصير وابتسامات كثيرة لم يُكتب للمشوار الفني للفقيد هشام تيكوتة أن يطول، حيث برز نجمه في الساحة الفكاهية المغربية عبر برنامج اكتشاف المواهب في هذا المجال "كوميديا" سنة 2009، قبل أن يدخل مرضه الغامض سنة 2013 على الخط ويبعده عن المجال. وخلال مشاركته في طبعة 2009 من كوميديا، استطاع الكوميدي الراحل أن يفرض نفسه بقوة وأضحك جماهير واسعة، بل واختطف الضحكة من لجنة التحكيم ومنافسيه أيضا، فتسلق الدرجات إلى أن بلغ الدور نصف النهائي من المسابقة. وشارك تيكوتة في عمل فني رمضاني إلى جانه منافسه في "كوميديا 2009″ وزميله في المجال خالد جواج في عمل رمضاني حمل اسم "الشاف جواج" بثته القناة الأولى. كما شارك في أعمال فكاهية ودرامية أمازيغية مثل "البخيل والمسراف"، الذي بثته في وقت سابق قناة "الأمازيغية" المغربية. اشتغال الفنان الراحل امتد أيضا إلى فضاء الأثير، حيث شارك في تنشيط أحد البرامج الإذاعية على إذاعة "مارس"، واستطاع أن يجر تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور. وتزوج الفقيد سنة 2013 من إحدى فتيات مدينته الحمراء، التي وقفت إلى جانبه في معاناته مع المرض إلى أن أسلم روحه إلى بارئها اليوم الإثنين. ابتسامات تُخفي الآلام في الوقت الذي كان يقوم فيه بأصعب مهمة، إضحاك المغاربة ورسم الابتسامة على شفاههم، كان هشام تيكوتة يُعاني مع مرض نادر تطور إلى سرطان لم ينفع معه دواء. وكان يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي للعلاج ومقاومة المرض. وهو الدعم الذي صرح قيد حياته بأنه وجده في محبيه ومتابعيه كل على قدر استطاعته. تكريم قبل الرحيل وتم تكريم الكوميدي الراحل، هشام تيكوتة، في غشت من العام الماضي من جمعية النساء الحركيات بمسقط رأسه، في حفل جمع بين التضامن والتكريم. وحضر التكريم نجوم سينمائيون وتلفزيون وفنانون مغاربة ضمنهم فضيلة بنموسى وعبد الله فركوس وحسن فولان وطارق البخاري وجواد السايح وزهور السليماني وزهور صادق و"إيكو" وحمزة الفيلالي والفنان مراد البوريقي ومحمد رضا ومجموعة الراب المغربية "لفناير" والأختان التوأمتان صفاء وهناء وآخرون. وامتلأت جنبات مدرجات المسرح الملكي حينها بعدد كبير من محبي الفنان الراحل، الذين اتوا لمؤازرته والتعبير عن حبهم له.