جموع غفيرة من عموم المحبين والفنانين حجت بعد ظهر يوم الثلاثاء 26 يناير 2015 بمراكش لتوديع الكوميدي هشام فني الملقب بتيكوتا الذي شُيع بمقبرة باب دكالة . وجوه كثيرة من عالم الكوميديا والغناء والتمثيل والرياضة تقدمت الموكب الجنائزي الذي شارك فيه عدد كبير من محبي الفكاهي المتوفى، ومن زملائه في برنامج " كوميديا شو " وممن عشقوا خفة دمه و قفشاته المبهجة التي ظلت العلامة المشعة في مسار لم يمهل الموت طويلا . المشيعون يحتفظون للرجل الذي أجبره المرض على الترجل سريعا من صهوة الفن، بعد أن أضعف جسمه النحيل وجعله يجتاز محنة إنسانية شدت إليه تعاطف شرائح واسعة من الجمهور، شغفه غير المحدود بإمتاع الناس وإدخال الفرح إلى قلوبهم بمرح. وحتى بعد أن اختبر محنة المرض، الذي حد من تحركه ونشاطه، ظل الفن أمله الوحيد وطاقته المشتعلة في المقاومة . تيكوتا الذي فارق الحياة بالمستشفى العسكري بالرباط عن سن يناهز 35 سنة، دشن حضوره الفني، من خلال برنامج »كوميدديا» سنة 2009، حيث وصل إلى مرحلة نصف النهاية، وسمح له ذلك بإثارة انتباه الجمهور إلى موهبته الفكاهية، التي عمقها بمساهمات في مشاريع فنية ثنائية جمعته بفكاهيين آخرين إضافة إلى حضوره على المستوى الإذاعي، قبل أن يوقف تعنت المرض مسيرته ويسرع برحيله . محبو الراحل هشام تيكوتا، تجمعهم قناعة موحدة في كون الفقيد اختطف في بداية مغامرته الفنية، دون أن يتيح له ذلك الإفصاح عن تلك الطاقة الهائلة في الإبداع التي يختزنها وخاصة في مجال الكوميديا. أصدقاؤه والمقربون من معارفه، يذكرون أن الرجل، لم يهزمه المرض، حيث ظل متمسكا بخيوط الأمل التي تربطه بالحياة، متحدثا عن المستقبل، إذ لم يتمكن الألم والضعف الجسمي أن ينهك حلمه الدائم بإمتاع جمهوره وإدهاشهم بلحظات من الفرح الصادق، لأنه ظل مؤمنا بأن الابتسامة رسالة محبة لكل الناس.