انتقد قيادي في جماعة العدل والإحسان المعارضة بشدة حضور رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مسيرة التنديد بالإرهاب المنظمة الأحد الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس، فيما سكت عن الحديث عن الموقف المغربي بتعليق مشاركته في المسيرة بسبب الرسوم المسيئة للرسسول محمد صلى الله عليه وسلم. وكتب عمر إحرشان، أحد القياديين البارزين في جماعة الفقيد عبد السلام ياسين، تدوينة طويلة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اعتبر فيها حضور نتنياهو المسيرة المذكورة "رفقة وزيره الأكثر منه إجراما ليبرمان مؤشر مقلق على الحرص على الاستغلال السياسوي للحدث لتلميع صورة هؤلاء المجرمين وتبييض ماضيهما الأسود وفرض التطبيع معهما". وأكد إحرشان على أنه "شخصيا لا يتصور مشاركة في مسيرة جنبا إلى جنب مع هؤلاء المجرمين الذين لم تجف أيديهم من دماء الفلسطينيين". من جانب آخر، انتقد القيادي في جماعية ياسين "عدم تناسب تصريحات المسؤولين الفرنسيين الى حد الساعة مع فعلهم"، واوضح أن "هناك كلام على التمييز بين الإسلام والإرهاب، ولكن بالمقابل، هناك تجاهل للحملة ضد مساجد المسلمين ومصالحهم في فرنسا". وذهب المتحدث إلى أن المؤشر الثالث للاستغلال السياسوي للحدث هو "الحرص على إلزام الجميع أن يكون هو شارلي مع العلم أن الخط التحريري لهذه الجريدة مستفز لمشاعر المسلمين ويحرض على الكراهية ضدهم ويزدري الدين الإسلامي". وشدد عمر إحرشان على انه "بالقدر الذي نندد فيه باستعمال العنف للتعبير عن الاختلاف فإننا نندد بمن يزدري بديننا ويسخر من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم". وتطابق موقف إحرشان مع المحلل السياسي المنار اسليمي في اعتبار منفذي الهجوم الإرهابي على "شاري إيبدو" "منتوج فرنسي"، لافتا الانتباه إلى حرص الغرب على "ربط مرتكبي هذه الأحداث ببلدان والديهم وتناسي انهم منتوج فرنسي مائة بالمائة لأنهم خريجو المدرسة الفرنسية والبيئة الفرنسية والإعلام الفرنسي". وقال أيضا: "ربما يعلم هؤلاء أن هذا عنوان آخر لفشلهم في إدماج فئات في دينامية المجتمع ويتحدثون الحديث بصراحة عن أزمة هوية يعيشها الكثير من الفرنسيين ذوي الأصول غير الفرنسية أو من الفرنسيين المسلمين". وفي مستوى آخر من تدوينته، رأى القيادي في جماعة العدل والإحسان تسليط الضوء أن هذا الحدث "يجب الا ينسينا ضحايا يموتون يوميا في فلسطين والعراق وسوريا بسبب تقاعس من يتباكون اليوم على ضحايا التفجير الاجرامي لمقر شارلي ايبدو، وفي مقدمتهم الحكومة الفرنسية". ودعا إلى "الاستفادة من هذا الحدث وسن تشريع يجرم ازدراء الاديان ورسل الله كما فعل مع من يعادون السامية ويشككون في المحرقة"، مستدركا: "وإلا فنحن ابعد عن معايير العدالة والسلم وننهج سياسة فرض الامر الواقع التي تقود بعد تفاقم الضغط الى انفجار، ثم بعد ذلك نتباكى جميعا على النتائج دون ان نقف وقفة شجاعة لمعرفة اسبابها الحقيقية واجتثاتها". في المقابل، سكت عمر إحرشان في تدوينته عن إبداء رأيه تجاه موقف وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وشكيب بنموسى، السفير المغرب بفرنسا، حينما أعلن تعليق مشاركتهما في المسيرة بسبب رفع منشورات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسم. وهو الموقف الذي لقي ترحيبا كبيرا على مستوى المغرب ومن لدن نشطاء من الجزائر ومن دول عربية وإسلامية كثيرة.