، كل ما نعيشه في شامنا وعراقنا وقدسنا، في أرجاء أمنا الأرض، مجرد أحلام نضحك عليها حين نستيقظ ونجد أنفسنا ملفوفين بلحاف حافظ على دفئ أجسادنا ونحن نجول بين خراب الشام، نهرب من أمطار الصواريخ التي لا تبقي ولا تذر، نزيح أعيننا عن مشاهد الأطفال الممزقين وسط الشوارع والأسواق. نخفي رؤوسنا في الوسادة ودقات قلبنا تعود إلى طبيعتها بعد أن نعرف أن ما شاهدناه بين شوارع البصرة وبغداد، من خوف، ورعب، وهلع، مجرد حلم، حلم مخيف مليء بالسيارات المفخخة، والاغتيالات، والمكائد، والدسائس، والخيانات، ورقص الأوغاد على جثث الأبرياء، في سبيل منصب، أو عشيرة، أو عمامة. نتقلب في مساحة الفراش مطمئنين أن أحدا لن ينازعنا إياه ونحن نتذكر أن سرقة حرمنا الثالث مجرد حلم، حلم تظهر فيه قبة الصخرة ركاما من الأحجار بعد أن هدها اليهود فوق رؤوس الرجال، وقسموا ما تبقى من أرض الإسراء قسمة بشعة، ثلث للمحتلين، وثلث للمحتلين، والباقي للمحتلين. أضغاث أحلام، كل ذاك القتل البشع للمسلمين في بورما، كابوس ينتهي بطلوع شمس الصباح، كل ذاك الذل الذي منينا به أحلام قبيحة لا تستحق ذكرها لأطفالنا. كل ذاك أحلام، إلى أن نستيقظ، ونتيقن كل اليقين بأن الأحلام حقيقة، بأننا نعاني من كل ذاك الذل، إضافة إلى بلية الحكام الذين لا يسمعون إلا صوتا يبشر بطول بقائهم. ويبقى الحلم: جامعة الدول العربية تقرر في جلسة استثنائية، أن احتلال فلسطين عمل غير شرعي بموجب دستورنا الأعلى، وبالتالي تمهل الاحتلال مهلة 24 ساعة لإخلاء فلسطين عن بكرة أبيها، وإلا فإن جميع الخيارات متاحة للتعامل مع الوضع في حالة الرفض. يبقى حلما أن يعلن شيخ من شيوخ خليج النفط، أن الأوان حان كي نخلع الصفر عن عقولنا، وندشن مرحلة شعارها البقاء للأصلح. يبقى حلما أن ملكا من الملوك يتنازل عن ثروته لأن قرية في صحراء ما، أو أطلس وعر، لا تتوفر على مستشفى تلد فيه النساء أطفالا لو كتب أن يعرفوا لكرهوا الخروج، أو على الأقل لأعدوا له عدة. يبقى حلما أن تضبط الشاشة على القناة الوطنية وتسمع شيئا غير ما سمعت الأسبوع الفائت، والشهر الفائت، شيئا غير ما اعتاد والدك سماعه حين كنت أجنة في بطن أمك، لأنك ستنسى بسهولة تراث بلدك، وحكامنا يعون ذلك جيدا، ويعرفون قيمة "التكرار يعلم ..." )بعد الاعتذار إلى المشبه به ). تبقى الأضغاث واقعا، ريثما نعود إلى السرير، لنحيا؟؟ ونرسم والنعاس يداعب الأجفان مستقبلا، نعيشه حين يغطينا النوم وينشلنا من الواقع، من ألم الكوابيس ووخز الضمير. يبقى كابوسا لعينا ذاك اليوم الذي نتدرب فيه على ممارسة تطبيقية لدرس عنوانه "الحرية".