"مش خايفة (لست خائفة) وهطلع (سأخرج) في مظاهرات حتى لو حبسوني تاني (مرة أخرى)" عبارة رددتها فاطمة عطا (6 أعوام) أكثر من مرة أثناء مقابلة صحفية أجريت معها بعد انتشار خبر كونها "أصغر معتقلة في مصر" على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تنفيه الجهات الأمنية المصرية قائلة إنها كانت "برفقة والدتها المتهمة". فاطمة عطا وبحسب روايتها ورواية أسرتها وتأكيد محاميها، كانت في طريقها مع والدتها وإخوتها البنات إلى إحدى المسيرات المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن إحدى نقاط تفتيش الشرطة استوقفتهم في منطقة التجمع الخامس (شمال شرق القاهرة)، وحينما وجدت بحوزتهم إشارة رابعة العدوية احتجزتهم جميعا ثم أحالتهم إلى النيابة. وبلهجة طفولية، تقول فاطمة "جرّوا عمّو السواق ومامته (والدته) قدّام (أمام) عنينا (أعيننا)، واحنا قلنا: حسبنا الله ونعم الوكيل". ويعلق في ذاكرة الطفلة من تلك الساعات الثلاثين -التي بدأت منذ السادسة مساء الاثنين الماضي وانتهت عند الثانية عشرة ليلا يوم الثلاثاء- ما تلفظ به بعض أفراد الأمن من "كلام وحش" (سباب) بحق والدتها وإخوتها، بجانب أسلوب المعاملة في قسمي شرطة التجمع الخامس ومدينة الرحاب، وردها على أسئلة وكيل النيابة. ورغم أن النيابة استثنتها من التحقيق مع باقي المجموعة (والدة فاطمة، وشقيقها عبد الرحمن، وشقيقتيها الأكبر سنا، وصديقة لأمها وابنتها، والسائق ووالدته) لصغر سنها، فإن محضر الشرطة الذي تم بموجبه إحالتهم إلى النيابة أثبتها "كمتهمة" هي وأخوها عبد الرحمن عطا (12 عاما)، مما أدى إلى احتجازها هذه الساعات، وهو ما أثار استياء المتابعين والمراقبين وعدد من النشطاء بحسب محامي الأسرة عماد نجيب. نفي الشرطة وتعليقا على نفي مديرية أمن القاهرة احتجاز فاطمة كمتهمة، وقولها في بيان صحفي إن الطفلة كانت متواجدة فقط "في انتظار والدتهما أمام مكتب وكيل النائب العام"، يتساءل نجيب: "ما الداعي إذن إلى احتجازها ثلاثين ساعة؟ لماذا لم يصرفوها معي أو مع أحد من أقربائها، وأصروا على احتجازها مع والدتها وباقي المحتجزين؟". وأضافت مديرية أمن القاهرة في بيانها أن "فاطمة كانت برفقة والدتها منى فاروق جاد الكريم محمد المتهمة بتوزيع منشورات والاعتداء على أفراد نقطة التفتيش الأمني"، وأنها وشقيقها عبد الرحمن ليس لهم علاقة بالتحقيقات. من جانبه أوضح المحامي أن النيابة بالفعل استثنت فاطمة من التحقيق ولم يكن تحقيقها مع عبد الرحمن باعتباره متهما وإنما باعتباره حاضرا وشاهدا، لكنه أكد "أن فاطمة وعبد الرحمن كان اسماهما مدرجيْن في محضر الاتهام من قبل قوات الأمن" الذي أحيل إلى النيابة. وأضاف "رغم حصول النساء جميعا وعبد الرحمن على إخلاء طرف من قبل النيابة صباح الثلاثاء، فإن قوات الأمن أصرت على استمرار احتجازهم وأطلقتهم عند الساعة 12 مساء، لتستمر فترة الاحتجاز 30 ساعة". وأكدت فاطمة وأخوها عبد الرحمن أن النيابة وجهت إليهما أسئلة. وفي هذا السياق تقول فاطمة "عمو (وكيل النيابة) سألني: كنتي بتقولي إيه في المسيرة؟ فقلت له: يسقط يسقط حكم العسكر.. ارحل يا سيسي (وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي) مرسي رئيسي". ويبدو أن ما حدث لم يرهب فاطمة إذ تقول بصوت مرتفع يعكس إصرارا انتقل إليها -على ما يبدو- من والدتها وشقيقاتها: "أنا مش خايفة وحفضل أنزل المظاهرات لغاية ما يرجع الرئيس" مرسي. وفي ما بدا أنها تتحدث باسم العائلة كلها، اختتمت قائلة "احنا مش خايفين واللي بيموت شهيد ويدخل الجنة".