(سي إن إن) : لماذا ظلت إدارة أوباما تقاوم فكرة التدخل في سوريا؟ ثمة عدة أسباب : الإرهاق الأمريكي جراء الحروب السابقة، وعدم رغبة أوباما التسبب في خلق نزاع جديد بالشرق الأوسط، وحالة التجزئة و الإنشقاق في المعارضة السورية لبشار الأسد. لكن سببا واحدا يظهر جليا : القاعدة يعرف بشكل عام عن جبهة النصرة كفرع تابع للقاعدة بسوريا أنها القوة الأكثر فعالية في قتال الأسد إن لدى مقاتليها رغبة في التضحية بأنفسهم (الإستشهاد) في سبيل القضية، و هم في عيون الكثيرين غير فاسدين و غير متورطين في النهب و السلب كما هو حال القوى المعارضة الأخرى. ثم إن عددا من مقاتلي الجبهة ذوو جَلَد مكتسب من نزاعات أخرى مثل نزاعات العراق و أفغانستان إن فرع القاعدة بسوريا ممول بشكل جيد حيث يتلقى الدعم السني الأصولي المتشدد من أشخاص في دول الخليج الثرية مثل قطر و العربية السعودية و قد أدرجت جبهة النصرة التي تعني جهة النصر على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية من قبل وزارة الخارجية و العلاقات الدولية الأمريكية في شهر دجنبر و هي في الجوهر فصيل منشق عن القاعدة في العراق كما أن الكفاءة العسكرية لجبهة النصرة و روابطها المتينة مع القاعدة تجعلها وبشكل محتمل خطرا جديا عى مصالح أمريكا في المنطقة و قد أعلنت النصرة في شهر نونبر مسؤوليتها عن 45 هجوما في محافظات دمشق و درعة و حما و حمص أدت إلى مقتل العشرات تضمنت عملية إنتحارية واحدة أسفرت حسب التصريحات عن 60 جريحا إنها أول منظمة متمردة في سوريا تعلن مسؤوليتها عن هجمات أسفرت عن ضحايا مدنيين و بالرغم من ذلك فإن الجبهة نجحت في الحصول على دعم لا يستهان به من قبل سنة سوريا ليس فقط لكونها القوة الرائدة في حملة الإطاحة بالأسد و كن لكونها أيضا تقدم خدمات أساسية مثل الطعام و الخدمات الصحية و المحاكم الشرعية لصالح الشعب المعني بالحرب الدائرة و كذلك و بالنسبة للوقت الراهن فإن النصرة لا تفرض أسلوب طالبان في حكم المناطق التي تسيطر عليها كما فعلت القاعدة في محافظة الأنبار الواسعة في السنوات الأولى لحرب العراق. فلقد عجل الحكم القاسي للقاعدة بظهور الصحوات السنية التي من خلالها ثارت القبائل العراقية على القاعدة و يظهر أن النصرة تعلمت من هذا الخطأ و هي تتعامل وفق سلوك حزب الله كمقدم خدمات إجتماعية على أكبر مستوى و بموافقة ساكنة المناطق التي تقع تحت حكمها لكن ثمة شيأً من الغموض حول مدى دقة موقع النصرة داخل النسيج الشبكي الواسع للقاعدة فقد أصدرت القاعدة في العراق شهر أبريل تصريحا تعلن فيه إندماجها رسميا مع النصرة مصرحة أن التنظيم الجديد سيطلق عليه إسم الدولة الإسلامية للعراق و الشام. بعد ذلك رفض أحد زعماء النصرة الإندماج واعدا بتقديم مجموعة النصرة الدعم للقائد العام للقاعدة أيمن الظواهري و في التاسع من يونيو حصلت الجزيرة على نسخة من رسالة الظواهري بإلغاء الإندماج لكن بعد أسبوع واحد و عبر تسجيل صوتي أذيع على الشبكة رفضت قاعدة العراق إلغاء الإندماج ما يزيد غموضا حول من يؤطر القاعدة تعد سوريا بالخصوص مكانا مناسبا للقاعدة. فقد كانت قاعدة أساسية لتدريب و تأهيل المقاتلين الأجانب أثناء إنتفاضة سنة العراق التي إنطلقت سنة 2003 و يعد الأسد شريرا بإمتياز بالنسبة للقاعدة. فهو شيعي علوي و بناء على ذلك فهو ضال في نظر أصوليي السنة. و هو علماني و هو بناء على ذلك كافر في نظرهم، ثم إنه يقود حربا غير معلنة ضد أغلب سنة شعبه يعتقد أن 2000 إلى 5500 مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا منذ بداية النزاع السوري لأجل الإلتحاق بالمتمردين الذين يرغبون في إسقاط نظام الأسد و لم يلتحق كل المقاتلين الأجانب بالفصائل الجهادية للقوى المتمردة و لكن بحكم فهمهم الديني للمسؤولية فقد استدرجوا للنزاع، و من المحتمل أن تكون المجموعات الجهادية قد حصلت على نصيب الأسد من المقاتلين الأجانب حتى في أعلى التقديرات فإن المقاتلين الأجانب يشكلون جزءا صغيرا من القوى المصطفة ضد نظام الأسد: النسبة لا تتجاوز 10 بالمئة و تعد النصرة كمجموعة معارضة داخل سوريا الأكثر جاذبية للمقاتلين الأجانب. كما يعتقد أنه يوجد حوالى 100 مقاتل أجنبي من المملكة المتحدة في سوريا كما أن الخبراء يقولون أن الأمريكيين الذين يقاتلون في سوريا هم إحتمالا أقل من عشرة أشخاص، كما تم التأكد أن حالات معدودة منهم تحارب في صفوف النصرة و قد حكم على إريك هارون سنة 2013 و هو جندي أمريكي سابق بتهمة التآمر لأجل إطلاق قذيفة صاروخية في سوريا و قد إعترف أنه يحارب إلى جانب النصرة بيتر بيرغن محلل في شؤون الأمن القومي بنشرة (سي إن إن) الأمريكية و مؤلف كتاب - مطاردة رجل: عشر سنوات بحثا عن بن لادن