لقد استشهد أصحاب هذا الشعار، في ميدان رابعة العدوية، على يد سلطة الإنقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليوز الماضي، في مصر، هذا ما قاله مؤيدو الشرعية عندما اخترعوا هذا الشعار. وكان الشعب المصري بدأ اعتصاما ومقاومة سلمية غير مسبوقة في تاريخ العالم، بميدان رابعة العدوية، في 28 يونيو الماضي، ليدافع عن حرياته ومستقبله وأصواته التي اختار عبرها أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد، محمد مرسي. أصل الشعار ابتكر المعتصمون شعار رابعة المتمثل في رفع أربعة أصابع للمرة الأولى في هذا الميدان، فيما لم يُعرف صاحب فكرة هذا الرمز، ومن قام برفعه أولا، وعندما سئل أشخاص رفعوا هذا الشعار في رابعة العدوية بعد حوالي شهرين عن معانيه أجابوا :" إنه شعار رابعة، وهو مستوحى من اسم الميدان، الذي يرمز للعدد أربعة والترتيب الرابع في العربية، وهو اسم سيدة تقية من أولياء الله رابعة العدوية، التي توفيت في القدس، في العصور الأولى للإسلام، حيث حملت هذا الاسم لأنها كانت المولود الرابع لأسرتها، وللتأكيد على ذلك نرفع هذا الشعار، إضافة للتأكيد على أن محمد مرسي هو الرئيس الرابع للبلاد بعد جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، والتمييز عن المؤيدين للانقلاب في ميدان التحرير الذين يرفعون إشارة النصر التقليدية برفع الأصبعين، ونقوم بنشر شعار رابعة". شعار عابر للحدود شعار "رابعة"، الذي رفع في ميدان رابعة العدوية وسط العاصمة من قبل مؤيدي مرسي، اكتسب زخماً كبيراً وسرعة انتشار في أماكن مختلفة من العالم ليس فقط في مصر، وفي ظرف قياسي جدا تمكن مؤيدو الشرعية بمصر من نشر شعار "رابعة" على أوسع نطاق، وأبدع المتعاطفون مع القضية المصرية عبر العالم صورا للتضامن والتأييد. وبدأ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لا يكتفون فقط برفع الرمز بديلا عن صورهم الشخصية أو مضافًا إليها، بل باتوا يوثقون بالصور أهم المناسبات والمواقع التي يرفع فيها هذا الشعار. "رابعة" في كل المناسبات وكانت الأعراس الأردنية من بين المناسبات الاجتماعية التي تأثرت بهذا الشعار، لا سيما خلال رقصة "الدحية" الشعبية، في إشارة إلى التضامن مع مؤيدي الشرعية في مصر والرافضين للانقلاب العسكري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي. فقد أشار المشاركون في عرس أقيم غرب العاصمة الأردنية أمس الثلاثاء، بأيديهم بشعار "رابعة"، الأمر الذي أثار حماس المدعويين. وتداول نشطاء أتراك على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورة يظهر فيها حلاق تركي يقوم بقص شعر الأطفال علي شكل شعار رابعة، إعلانا عن رفضهم لفض اعتصامي النهضة ورابعة، والانقلاب العسكري في مصر. وقد ذكر أحد المواقع التركية نقلاً عن الحلاق: "وجدت رئيس الوزراء يرفع يداه بإشارة رابعة.. فحرصت بحكم مهنتي علي حفرها علي رؤوس زبائنى لتحية شعب مصر". سياسيون مع "رابعة" كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول زعيم إسلامي يرفع شعار "رابعة" أمام أنصار الشرعية في اسطمبول، في لقاؤ جماهيري نظم للتنديد بمجازر فض الاعتصامات بمصر. وأعطى أردوغان زخما جديدا للشعار، وانتشرت صوره على أوسع نطاق، وهو الزعيم الذي رفض منذ البداية الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. وخلال لقاء لشبيبة حزبه بالدر البيضاء، ظهر رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران وهو يرفع شارة "رابعة"، وحيا بن كيران أنصاره برفع هذا الشعار، سالكا بذلك طريق نظيره التركي أمام أنصاره في اسطمبول.