على غير عادته في التحفظ إزاء الحديث عن المؤسسة الملكية، قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن حزبه ليس له أي اتفاق مع الملك بخصوص أي موضوع، مؤكدا أن الملك "فوق رؤوسنا، انتهى الكلام". وأضاف بنكيران، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني لشبيبة حزبه، مساء اليوم الأحد، إن حزبه ماض في التدافع مع الفساد والاستبداد في البلاد، وأردف بالقول: " جا الوقت اللي خصو يتقال خصو يتقال واللي خصو يدار خاصو يدار". وتقاسم رئيس الحكومة مع الحاضرين ما وصفه ب"الشعور بأن اللحظة ليست عادية، وليست سهلة وأنا أخاطب شبيبة حزب العدالة والتنمية وضيوفهم الكرام، في هذا الظرف الذي تعيش فيه منطقتنا هذه الاضطرابات القوية، والذي نعيش فيه داخل حزبنا ووطننا تداعياتها". وشن بنكيران هجوما مزدوجا على وسائل الإعلام من جهة وحميد شباط من جهة ثانية عندما خاطب شباب حزبه بالقول: "أعرف أنكم مشوشون ومنزعجون مما يقع في الأرض وفي الصحف والمجلات وفي القنوات المغرضة والمستفزة، وغير المنصفة، ومن بعض الزعماء السياسيين، الذين يستهدفون الحكومة، والحزب خصوصا، حتى أنه اليوم قرأت له قوله مطالبته بحل حزب العدالة والتنمية". وأردف المتحدث نفسه بالقول: "هو عمدة المدينة، (في إشارة لفاس التي يرأس شباط مجلس مدينتها) وهزموه الدراري ديالنا وجابوه الثالث، ويريد التخلص من حزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات المقبلة"، لا أريد أن أواجه الحزب (الاستقلال) باسمه، لأنه كانت لنا معه علاقات، وكان زعيمه علال الفاسي رحمه الله"، قبل أن يختم الموضوع بالقول: "إذا ردينا على شباط نوليو كلنا دراري". وفي ما يبدو تهييئا لنفسية شبيبة حزبه لكل الاحتمالات، بشكل يبدو أكثر دقة في التعاطي مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة، قال بنكيران إن الحكومة التي يرأسها هي اليوم حكومة أقلية، وإن المعارضة تمتلك الأغلبية في البرلمان بعد انضمام الاستقلال إليها، وخاطب المعارضة بالقول: "إذا لم تكن هذه الحكومة تستطيع المواجهة فليقوموا بالدعوة لانتخابات سابقة لأوانها"، وأردف: "جلالة الملك له واسع النظر، وحزب العدالة والتنمية مستعد لكل الاحتمالات". واستمرار لحواره مع الذات، كما وصفه في معرض كلمته، قال بنكيران أمام نحو 3000 من أعضاء شبيبة حزبه: "شتان بين أن تكونوا في رئاسة الحكومة وبين أن تكونوا خارجها"، وأضاف: "عندما قررنا الدخول للحياة السياسية قلنا سنشارك مع الناس في الشأن العام بما آتانا الله"، مؤكدا على أن " العدالة والتنمية ليس طائفة، هو فكرة، هو حلم، هو أخلاق، هو قيم" موصيا أنصاره بالتشبث بالمرجعية الإسلامية وبالملكية، والعض عليها بالنواجذ.