أثارت صورة مركبة انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا فيسبوك وتويتر، يظهر فيها المفتي السابق للجهورية المصرية علي جمعة، والشيخ الأزهري عبد الجليل سالم والداعية المشهور في أوساط الشباب عمرو خالد وخلفهم نفس قطع الديكور مع بعض التغيير الطفيف، (أثارت) استغراب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إياها. ووصف فيسبوكيون الفيديوهات الثلاثة، التي يظهر فيها الرموز الإسلامية، بنفس الديكور تقريبا ب"البليدة"، قائلين إنها "محاولة يائسة لإيهام المتلقي بأن المتحدثين الثلاثة يتحدثون من تلقاء أنفسهم ومن أماكن مختلفة". فيما ذهب البعض الآخر إلى التأكيد على أن "المكان واحد"، وأن "المتحدثين الثلاثة ينفذون أوامر الانقلابيين لإضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري"، مستدلين على ذلك ب "قطع الديكور التي هي نفسها يغير مكانها فقط". ويرى مهتمون أن الفيديو، الذي يظهر في مقدمته شعار وزارة الشؤون المعنوية المصرية، يدخل في سياق "مواجهة انتفاضة مؤيدي الشرعية الانتخابية ورافضي الانقلاب العسكري وتبرير قتل المتظاهرين السلميين"، موضحين أنه "مرت على الانقلاب العسكري أزيد من 50 يوميا فشل فيها الانقلاب العسكري في إرساء نظامه". ويتهم مؤيدو الرئيس محمد مرسي والرافضون للانقلاب العسكري هؤلاء الشيوخ والدعاة وغيرهم بالارتماء في أحضان الانقلاب وقادته واستعمال فتاويهم لتبرير تعنيف المتظاهرين والمعتصمين السلميين الداعمين للشرعية والرافضين للانقلاب العسكري في مصر. وكان مفتي الجمهورية المصرية السابق، علي جمعة، والذي أباح لعناصر الجيش والشرطة المصريين قتل معارضي ما سماها "ثورة 30 يونيو" بعد أن وصفهم ب "الخوارج". ثم طل من نفس المكان الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل وعبر عن غضبه من أولئك الذين يصفون ما حدث في بداية يوليوز الماضي بالانقلاب العسكري، معتبرا ما حدث "ثورة شعبية عارمة"، وقال إن الجيش تدخل لحماية تلك الثورة، ولم يعبر عن اعتراضه على قتل الرافضين للانقلاب العسكري. وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل كان معروفا في بداية حياته المهنية بمعارضته للنظام حينما عينته وزارة الأوقاف المصرية إماما بأحد مساجد مصر الجديدة، مضيفة أنه اختفى عن الأنظار لفترة بعد التضييق عليه"، وقالت المصادر ذاتها أن الشيخ عاد للمنبر وتم حظره من الحديث في السياسة. ويستغرب المتتبعون للشأن المصري من هذا التحول الكبير لشيخ الأزهري لصالح النظام فتح له الباب للارتقاء في سلالم وزارة الأوقاف إلى أن وصل إلى درجة "وكيل" قبل ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت به باعتباره أحد رجالات نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وظهر في ذات المكان، في تسجيل آخر، الداعية عمرو خالد لتأكيد فتوى علي جمعة، التي تسمح بتعنيف وقتل المتظاهرين السلميين. وسبق للداعية المصري الشهير في أوساط الشباب عمرو خالد، صاحب مبادرة "صناع الحياة"، أن أكد غير ما مرة أنه "ليس مفتيا" وإنما "داعية" فقط. هكذا استحق هؤلاء الشيوخ والدعاة وغيرهم وصف "علماء السلطان"، الذي لم تأتي به صناديق الاقتراع وإنما جاء به انقلاب عسكري أسقط الكثيرين بين قتيل وجريح وربما سيزيد!