"خطبة الجمعة اليوم (16 غشت 2013) خطبة «مخزنية» بامتياز!"، "عند وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ذكرى وطنية أفضل من سقوط أرواح المسلمين الأبرياء في عدد من بقاع العالم"، هكذا علق أحد المواطنين المغاربة معبرا عن عدم رضاه عن خطبة الجمعة التي ألقيت بعدد من منابر مساجد المغرب. واستنكر عدد من المصلين بعد خروجهم من المسجد، خلال أحاديثهم الثنائية أو الجماعية، تجنب خطيب الجمعة بأحد مساجد الرباط الحديث عن المبحة التي راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى بمصر على يد السلطات الانقلابية. واستغرب كثير من المصلين، تجاوز عدد من خطباء الجمعة بمساجد المغرب، الحديث عن معاناة المسلمين في سوريا ومصر وبروما، في الوقت الذي تتزامن فيه خطبة الجمعة مع أحداث جليلة يعرفها العالم الإسلامي. ونقل المصلون غضبهم إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على عدم تطرق الخطباء إلى الأحداث التي تعرفها جمهورية مصر الشقيقة، فقد صب نشطاء فايسبوكيين جام غضبهم على الفقهاء والخطباء، واستنكروا انجرارهم المطلق نحو المراسلة الوزارية لاحمد توفيق. وكتب أحدهم معلقا "يا قفهاء الضلال والظلام ، يا أيها الجامدون المنسحبون من معارك الأمة، يا أيها الذين يبررون سفك الدم الرقراق الزكي - فقهاء الدين أو مدعي الحداثة ومحترفي العصرنة ومحتكري الحديث باسم الشعب - لا تميتوا علينا ديننا ، ولا تجمدوا حياتنا، ببساطة لأن ديننا هو حريتنا وكرامتنا". وأضاف؛ "الدين الذي يؤسس للحرية والامة ولا يتنكر للوطنية، فالوطنية الصادقة هي تلك التي تتألم لآلام الأمة، وتؤسس فهمها على الحرية، الدين حرية وانتفاضة في وجب الجور والاستبداد والطغيان والمنكر، هو طاقة مقاومة وبناء وتأسيس وإيمان بالإنسان بلا عنوان". وتركزت خطبة الجمعة حول ذكرى ثورة الملك والشعب وذكرى ميلاد الملك محمد السادس، كما أكدت على ذلك مراسلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للأئمة والخطباء والمرشدين، غير أن بعض الخطباء لم يجعلوا منها المادة الرئيسية للخطبة، بينما اتخذها خطباء آخرون مادة رئيسية دون الحديث عن موضوع آخر. وكانت خطبة الجمعة ل 17 رمضان من هذه السنة، والتي توافق دكرى غزوة بدر الكبرى، هي الأخرى محط نقد ولغط كبيرين من قبل عدد كبير من المصلين، فقد تزامنت مع ذكرى وطنية (عيد العرش)، فاستغرق أغلب الخطباء حديثهم فوق المنابر عن الذكرى الوطنية ذون الحديث عن الذكرى الدينية، وهو ما أثار غضب الكثير من المصلين. وأوضح باحث متخصص في علم الاجتماع، أن هذه الخطب مرتبطة أساسا بتوجه في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للهيمنة على منابع إنتاج الخطاب الديني، مشيرا إلى أن عددا من المصلين يطالبون الوزارة بالكف عن إرسال الخطب المكتوبة. ويرى متتبعون أن خطبة الجمعة، يفترض منها أن تكون مناسبة لتأطير 13 مليون مغربي، معتبرين بأن هذا النوع من الخطب قد ينفر الناس من خطبة الجمعة، وتتسبب في عزوفهم عن حضور الخطب، في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه مناسبة تساعد على بناء الشخصية المسلمة المتكاملة، وذلك من خلال تذكير المصلين بأمور دينهم وربطهم بماضيهم التاريخي والحضاري الإسلامي وواقعهم اليومي ومحيطهم الدولي والإقليمي، علما بأن من الدين أنه من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم، فلماذا يحجر على الخطباء في مواضيع خطب الجمعة وإفراغها من دورها التاطيري الأساسي يتساءل أحد المصلين.