استجاب مئات المغاربة من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للحملة العالمية "من أنتم؟"، منذ الساعات الأولى لإطلاقها على صحفة "ممكن" المغربية، للحديث عن تصرفات مزعجة وغبية وغير مسؤولة من طرف بعض المغاربة، لعلهم "يفيقون ويعيقون والحر بالغمزة"، حسب تعبير الصفحة المذكورة. وتتركز فكرة حملة "من أنتم" الفيسبوكية، على تعبير كل فرد عن سلوكات وتصرفات مجتمعية تزعجه، ويطمح إلى تغييرها أو تجاوزها نحو تصرفات أرقى، وكذا بعض المعتقدات والأفكار السلبية، على أساس أن يتضمن التعبير المرجع أو "الهاشتاغ" كما يعرف في لغة الفيسبوك والتويتر "#من_أنتم". وفي تصريح لجريدة "الرأي"، أكد أحد ناشطي صفحة ممكن المشرفة على الحملة، أن "من أنتم؟" عرفت تجاوبا كبيرا من طرف المغاربة، فاق توقعات الفريق الذي أشرف على إطلاقها بكثير، مما يؤشر على أن الشباب في حاجة لتنفيس عن الأمراض المجتمعية التي تقلقه، والمشاهد التي تتكرر أمامه يوميا. وأضاف، أن فكرة الحملة نابعة من إرادة إصلاح أخطاء متعددة في المجتمع، بعدما ضاق الشباب بها درعا باعتبارها سلوكات غير مسؤولة، فتم اختيار أن يتم الحديث عنها في قالب مملوء بالتسلية لجذب الانتباه لها، قصد التحسيس والتوعية بها. وتنوعت التعليقات الشبابية الساخرة أو الجدية ضمن الحملة، وشملت عدد من المواضيع والأفكار المنتشرة في المجتمع، من قبيل الزواج والدراسة واحترام قانون السير، كما لم تغفل عن السياسية والتطورات التي يعرفها البلد، ومشاكل مؤسسات عمومية كان أبرزها المؤسسات التعليمية والجامعية، وكذا حرية التعبير التي أخذت حيزا مهما في منشورات المشاركين في الحملة. المدونة الشابة فاطمة الزهراء متمسك، اختارت ضمن عدة تعاليق نشرتها على حائطها الفيسوكي أن تشير إلى تدخل الآباء في الحريات النضالية للأبناء بدعوى الحرص عليهم، قائلة "إلى الأباء الذين يمنعوننا من الاحتجاج والاعتصام للمطالبة بأبسط حقوقنا بدعوى الخوف علينا وعلى مستقبلنا.. ألا تخافون علينا من الذل والإهانة و الهوان!؟ #من_أنتم". شاب آخر يدعى المهدي، قال: "إلى الناس الذين يحاولون الصعود إلى القطار قبل نزول الواصلين #من_أنتم؟"، فيما نشر لحسن الزاكي ابن مدينة سيدي رحال على حائطه، "إلى أصحاب الطرابيش الحمراء ممن تحجز لهم الصفوف الأمامية في الصلاة يوم العيد ويتركون الناس ينتظرونهم تحت الشمس الحارقة، #من_أنتم"، في إشارة لتأخر المسؤولين صباح العيد عن الصلاة بالمدينة المذكورة، مما أدى إلى تأخرها عن الوقت المعلن سلفا. جو المزحة والتسلية، كان أبرز الحاضرين في الحملة المذكورة، كقول أحد الشباب "إلى كل من يقول لأبنائه خرج شوف شتا واش كاطيح برا، على عمرها طاحت لداخل؟#من_أنتم"، وقول آخر "إلى كل واحد ما عطانيش فلوس العيد بحجة أني كبرت #من_أنتم"، وقول ثالث مخاطبا إدارة الحملة "ومن أنتم يا #من_أنتم". آخرون اختاروا الإشادة بفكرة الحملة وتشجيعها، من قبيل ما نشره الشاب جواد "لا أعرف من أنتم، لكن أعجبتني الفكرة وأتمنى لها الوصول إلى أهدافها في تغيير السلوكيات السيئة التي تعلق بنا ..... شكرا لكم يا #من_أنتم"، وقول شابة تدعى ابتسام "شكرا حملة #من_أنتم .. الحمد لله خوييت قلبي اليوم ..واخا باقي ما يتقال". وينتظر أن تعرف الحملة التي تشمل موقعي فيسبوك وتويتر، تفاعلا قويا في الساعات والأيام المقبلة، خصوصا أنها تعرف منذ الساعات الأولى من إطلاقها انتشارا كبيرا ومتصاعد، كما ينتظر أن تنتقل إلى دول عربية أخرى غير المغرب، خصوصا دول المنطقة، نظرا للتواصل القوي بين المغاربة والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي.