اعتبر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تيندوف المعروف باسم " فورساتين"، في بلاغ توصلت جريدة " الرأي" بنسخة منه بأن احتفال البوليساريو بما يسمى" ذكرى الوحدة الوطنية " الذي يصادف 12 من أكتوبر من كل سنة، وهو تاريخ مهم في سجل الأحداث التي طبعت تاريخ الصحراء، تحاول البوليساريو أن تنسبه لتاريخها المزيف على غرار أحداث تاريخية أخرى، وتخلده على أنه إعلان لالتفاف الصحراويين حولها كحركة، وتنعته انضماما كاملا لكل الصحراويين لمشروعها الانفصالي.وأضاف المنتدى بأن العودة إلى السياق التاريخي الحقيقي ليوم 12 أكتوبر من سنة 1975، يتأكد أن كل الصحراويين بمن فيهم أتباع البوليساريو يعرفون، كما يعرف الجميع بالصحراء؛ بأن هذا اليوم هو يوم يطلق عليه في الذاكرة الصحراوية بذكرى اجتماع " عين بنتيلي "، وهو حدث مفصلي عرف بالانقلاب على الشيوخ الصحراويين، وعلى مؤسسة الشيخ التي كانت أداة الحل والعقد بين الصحراويين.. ويضيف منتدى " فورساتين " بأن هذا اليوم عُرف بالتاريخ الأسود الذي سفّهت فيه شرذمة من الشباب الغير المؤهل علميا، ولا معرفيا، والغير الناضج شيوخ قبائلها، وثارت ضد الشرعية التاريخية لشيوخ الصحراء، بلغ حد حمل السلاح داخل الاجتماع ، وإطلاق الرصاص في الهواء داخل مجلس كبار السن، مما اعتبر آنذاك جريمة لا تغتفر من شباب متهور، تنقصه الحكمة، والتبصر، وبعد النظر، وهو الشباب حسب بلاغ المنتدى الذي " أعلن قيام البوليساريو ضدا على رغبة شيوخ القبائل، ودون مشورة أهل الصحراء، واختار القوة سبيلا لفرض رأيه على عامة الصحراويين، فأغرى العشرات، واختطف المئات من العائلات الصحراوية ، واقتادهم عنوة للاستقرار في بلد غير بلدهم، وهدد من بقي منهم بالتصفية والتشهير، خاصة شيوخ القبائل الذين حاولوا بكل استماتة إقناع أبناء عمومتهم بالبقاء في أرضهم، والسير على نهج أسلافهم ممن ورثوا بيعة ملوك الدولة المغربية أبا عن جد". مسيرة البوليساريو يضيف منتدى فورساتين ولدت مشوهة ضدا على شرعية مؤسسات الصحراء، ومجالسها المنتخبة على مر الزمن، واستغلت هذا التاريخ كما غيره في البحث عن الشرعية الزائفة، ويضيف أن تاريخ 12 أكتوبر، يبقى دلالة قوية ودامغة على عزلة البوليساريو، وعنفها، واستغلالها للصحراويين، وجرهم إلى أتون صراع لم يقدم لهم سوى الويلات، والتشرد، والفرقة، والجوع... لأزيد من 40 سنة ، ورغم ذلك، تحاول بكل وقاحة تسميته غصبا " ذكرى الوحدة الوطنية "، رغم أن الجميع بمن فيهم من يؤيدون طرح البوليساريو لأطماع ومآرب شخصية، أصبحوا حسب المنتدى " متأكدين اليوم أن تأسيس البوليساريو كان غلطة تاريخية فظيعة، لم تقدم للصحراويين إلا الشتات، والموت، والخزي، وصاروا ألعوبة قوى إقليمية ، لا همّ لها سوى استغلال الصحراويين في ضرب وحدة المغرب واستقراره، رغم معرفتهم بالعلاقة التاريخية المتجذرة التي تربط الصحراء بالمملكة المغربية".اليوم حسب بلاغ المنتدى تكرر البوليساريو احتفالها بذكرى 12 أكتوبر في أسوأ محطاتها وأصعبها على الإطلاق منذ تأسيسها، لدرجة أن تاريخ 12 أكتوبر، بدل أن يكون شعارها المعتاد لإعلان وحدة الصحراويين المزعومة حولها، أصبح عبئا عليها، وحدثا يذكرها وأتباعها بمرارة التجربة الفاشلة لكيان البوليساريو، وتاريخا متجددا يخول للصحراويين لحظات صدق مع الذات للوقوف على حكمة شيوخ قبائلهم حين عارضوا تأسيس البوليساريو، ووقفوا ضد الشباب الطائش لثنيه عن خيار الانفصال الذي صار وبالا عليه، وعلى بني جلدته الشبان الثائرون بالأمس بعدما صاروا شيوخا، هم اليوم بين من مات ضحية لاختيار غبي، وغير مدروس، وبين من اكتشف الحقيقة قبل فوات الأوان، وعاد إلى أرض الوطن، ومن بقي مع الطرح الانفصالي، أغلبهم تحذوه الرغبة في وحدة وطنية مع البلد الأم المغرب، بينما تورطت القلة مع القوى الدولية الراعية لانقسام المغرب، ولم يعد بمقدورها التراجع عن الطريق، خوفا من التصفية، أو الفضيحة" وختم المنتدى بلاغه بأن البوليساريو غلطة تاريخية، وجب تصويبها بعودة المياه إلى مجاريها، وتبني خيار العودة الشاملة لكل الصحراويين بمخيمات تيندوف إلى أرض الوطن، وآنذاك يضيف البلاغ" ستتحقق الوحدة الوطنية الحقيقية والمنشودة التي طالب بها الوطنيون الأحرار قبل أربعين سنة، بعيدا عن أكاذيب وتضليلات أعداء الوحدة الترابية المغربية من طنجة إلى لكويرة".