قدم عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، "وصفة" لتجاوز حالة الاحتقان الداخلي التي يعيشها الحزب، منذ إعفاءه من رئاسة الحكومة، وتعيين سعد الدين العثماني رئيسا جديدا. وحدّد بن كيران الحرية أول عنصر في وصفته، حيث اعتبر أن "الحرية أساس في الحزب كانت وستبقى ويجب أن يدافع عنها الجميع، ويجب أن تمارس بمسؤولية"، كما عبّر عن رفضه لقمع الآراء المختلفة داخل الحزب من قبل بعض القيادات.
وأضاف بن كيران، في كلمته خلال أشغال المجلس الوطني الاستثنائي، الذي انعقد أمس السبت بالرباط، أن أحد القيادات يُساوِم صمت أعضاء الحزب عما يجري في هذه المرحلة بتزكيات الترشيح، حيث قال "فزعني هذا الشخص أكثر من ذهاب رئاسة الحكومة".
الاستقلالية في القرار، ثاني عنصر وضعه الأمين العام ل "البيجيدي" لاستمرار الحزب في لعب أدواره، حيث عبّر عن تخوفه في هذا الجانب، مشير إلى أن الحزب "حافظ دائما على استقلالية قضائه، وهذا لا يعني أنه لم يكن لدينا اتصال بالجهات الأخرى، بل كان عندنا اتصال بالأمن وبالداخلية وبالأوقاف ومع الديوان الملكي أيام الحسن الثاني".
كما ركّز بن كيران في كلمته على الانضباط، مبرزا أنه "بدون الانضباط للمؤسسات لا شيء حينها"، وزاد قائلا "ماتكونو مع العدالة والتنمية وتصوتوا عليها غير إذا كانت عجباكوم، وإذا ماكانتش عجباكوم كل واحد يدير لي بغا".
وشدّد المتحدث على الديمقراطية الداخلية، إذ اعتبر أن الضربة التي تحملها الحزب في الفترة الأخيرة لم يتقبلها المجتمع، كما أوضح أنه لم يفقد كامل الثقة، ويمكن للمغاربة أن يعيدوا ثقتهم في الحزب إذا عاد متماسكا.
وفي ختام وصفة تجاوز حالة الاحتقان الداخلي التي يعيشها الحزب، دعا عبد الإله بن كيران، قيادة الحزب إلى الوضوح والصراحة وإلى تعزيز الثقة وتغليبها على الشك "ومن خان سيفضحه الله"، مؤكدا أنه "حرام أن نُضَيِّعَ أملا قطع الحدود وأصبح يُتابَعُ من داخل الوطن وخارجه، بأمور قد تكون في حقيقتها تافهة، أو خفيفة جدا، وإذا لم نتسامح أخشى ألا ينجوا أحد".