لم تكن أشغال المجلس الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية عادية، ليس لأنه عقد بصفته الاستثنائية، وإنما للإشارات الدالة والخاصة التي جاءت في كلمة عبد الإله بنكيران. الذين استمعوا لابن كيران جيدا، قالوا إن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها هذا الصباح عبارة عن وصايا، خاصة حينما طالب باحترام عدد من القواعد الأساسية التي اعتاد الحزب أن يسير عليها في المستقبل لتجاوز الأزمة والورطة التي وقع فيها، وعلى رأس هذه القواعد الحرية، لدرجة أن بنكيران قال إنها أهم من ضياع رئاسة الحكومة في شخصه. وأضاف بنكيران في نفس المناسبة أن استقلالية القرار الحزبي ثاني أهم الأعمدة التي بني عليها الحزب، وثاني أهم الأعمدة التي يجب أن يسير عليها مستقبلا، وقال إنها ثاني شروط الخروج من الأزمة، ثم الديمقراطية الداخلية باعتبارها الشرط الثالث الذي قد يمكن الحزب من الحفاظ على وحدته وديمومته وقوته. وختم بنكيران كلمته بضرورة الاعتماد على الثقة بين الأعضاء ومؤسسات الحزب، وأنهى كلمته التي جاءت في صيغة وصايا وكأنه يودع مؤسسات الحزب بضرورة الانتباه إلى المرجعية الإسلامية باعتبارها الأساس لكل الأسس.