اعتبر الباحث المغربي، الحسن مصباح، أن خروج حزب الاستقلال من الحكومة سيخلص الإسلاميين من وهم «وحدة العائلة الفكرية» باعتبار أن حزب الاستقلال هو الأقرب إلى الإسلاميين لكون علال الفاسي هو مؤسسه. وأوضح مَصباح، في تصريح خص به "الرأي"، أن حزب المفكر الإسلامي علال الفاسي، بروح إصلاحية حاملة لقيم الديمقراطية والتحرر، ترك خلفه مقاولة سياسية لا علاقة لها بما كان يكتبه في إسلامياته، معتبرا أن هذه «المقاولة الانتخابية» على حد وصفه، تقوم على منطق المضاربة السياسية وليس على مبادئ. وفي هذا الصدد سجل الباحث المهتم بالمشهد السياسي، مفارقة إيجابية في التحالف الحكومي المشكل من أربعة أحزاب متباينة المرجعية، وتتمثل في السند القوي الذي حضي به حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، من طرف حزب التقدم والاشتراكية ذي المرجعية اليسارية، وأبرز مصباح أن إخوان ابن كيران وجدوا في رفاق نبيل بنعبد الله سندا لم يجدوه في من كان يعتبرهم أقرب إليه فكريا، في إشارة إلى حزب الاستقلال. وخلص مصباح، إلى أن هذه الواقعة ستدفع حتما الكثير من الإسلاميين المشاركين في العملية السياسية، إلى إعادة النظر في محددات العمل السياسي قبل دخولهم معترك التدبير الحكومي، مشيرا إلى أن قواعد تدبير الشأن العام تقوم على محددات أخرى مختلفة عن التصورات التي كانت لديهم قبل الدخول في غمار هذا التحالف الحكومي، الذي انفض منه حزب الاستقلال بعد تفعيله انسحابه من الحكومة.