بدا عزيز بنعزوز، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، حذرا جدا وهو ينتقي عباراته يوم أمس الأربعاء خلال الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة. بنعزوز، الذي تخلى عن لغته المعهودة، طلب من العثماني بألا يعتبره معارضا، عكس مداخلة زميله له في الحزب، وعضو في فريق "البام" بمجلس النواب قبل أسبوعين، والذي حمل الحكومة مسؤولية الأحداث في الحسيمة، قبل أن ينتفض ضده العثماني ويتهم حزبه بالمسؤولية المباشرة عن حراك الريف، مذكرا إياه بأن "البام" يسير جهة طنجةتطوانالحسيمة وإقليم الحسيمة وغالبية الجماعات الترابية بالريف. بنعزوز المعروف بأسلوبه الصدامي والمستفز بدا أيضا رافعا للراية البيضاء خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية ليوم الثلاثاء الماضي، والتي خصص جزء منها لأحداث الحسيمة، حيث خاطب بنعزوز وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بالقول "لم آت إلى هنا لمساءلة الحكومة وإنما جئت لمسالة نفسي"، وهو ما أثار الاستغراب. وأرجعت مصادر في حديثها مع "الرأي" تغير أسولب "البام" اتجاه حكومة سعد الدين العثماني إلى الحرج الكبير الذي وجد فيه حزب الأصالة والمعاصرة نفسه بسبب الحراك في الريف، حيث لم تستبعد مصادرنا أن يكون إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وراء هذا التغيير. ذات المصادر ربطت كذلك رفع بنعزوز الراية البيضاء بفضيحة الاسمنت المدعم التي كانت مخصصة لإعادة إعمار الحسيمة بعد زلزال 2004، والتي عثر عليها مؤخرا بأحد مستودعات التخزين بجماعة إمرابطن، حيث أشارت أصابع الاتهام لبنعزوز، كأحد أعضاء الفريق المدني المكلف بإعادة الإعمار. وكان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة قد طالب في بيان له بضرورة فتح تحقيق في موضوع الاسمنت "بعد فضائح اكتشاف مستودعات تخزين أكياس الإسمنت المدعم من طرف الدولة بجماعة إمرابطن من طرف نشطاء الحراك بالمنطقة حيث اتضح بالملموس مدى فضاعة متاجرة ما كان يسمى بالفريق المدني المكلف بإعادة الإعمار بمآسي وألام منكوبي زلزال 2004 في الوقت الذي كانت فيه مئات العائلات تأوي العراء."