شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات، وصفت بالعشوائية، في أوساط المتظاهرين في الوقفة الاحتجاجية التي عرفتها مدينة طنجة، تضامنا مع المعتقلين في الحراك الاجتماعي بالريف، وذلك مساء اليوم الأحد، 28 ماي 2017، بعد تدخل عنيف واستعانة هي الأولى من نوعها، بما يسمى ب"البلطجية". وقالت مصادر إعلامية محلية إن قوات الأمن والقوات المساعدة اعتقلت العشرات من المحتجين، بعد تدخل أسفر عن جرحى قبل التفريق النهائي للوقفة الاحتجاجية.
هاجم مجموعة ممن يلقبون ب"البلطجية" مسيرة احتجاجية سلمية بمدينة طنجة، مساء اليوم الأحد 28 ماي 2017، باستعمال الزجاجات الحارقة والحجارة والسلاسل والعصي، إلى جانب محاصرة أمنية مشددة من قبل السلطات الأمنية.
وحسب مصادر خاصة من عين المكان فقد تدخلت السلطات الأمنية في البداية، من أجل تفريق المتظاهرين، وأسفر التدخل عن مشادات بين الأمن والمتجين، قبل أن تتراجع قوات الأمن إلى الخلف، وتترك المجال ل"البلطجية".
وقال المصدر إن "البلطجية" استعملوا الزجاجات الحارقة والحجارة والسلاسل والعصي لتفريق الوقفة الاحتجاجية، ما أسفر عن مواجهات، أفضت إلى جرح بعض المحتجين..
وشهدت كل من الرباطوطنجة والدار البيضاء، مساء اليوم الأحد، 28 ماي 2017، تنظيم وقفات احتجاجية، لمساندة الحراك الاجتماعي في الريف، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في مدينة الحسيمة، والذين يفوق عددهم أربعون معتقلا إلى حدود عشية اليوم، وهي الوقفات الاحتجاجية التي دعت إليها العديد من الأسماء الإعلامية وفعاليات المجتمع المدني والحقوقي.
ورفع المحتجون شعارات منددة بالقمع الذي تمارسه السلطات الأمنية في مدن الريف، وتحديدا الحسيمة وبني بوعياش والدريوش والناظور، وشارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وتلبية المطالب الإجتماعية المتمثلة في رفع الحيف والتهميش عن الطبقات الفقيرة في هذه المناطق وغيرها من مدن ومداشر وقرى المغرب.
وشدد المحتجون، في الوقفات الإحتجاجية المذكورة، على رفض نهج التخوين الذي حاولت الآلة الإعلامية التابعة للسلطة سلوكه، والذي يرمي إلى اتهام المحتجين وقادة الحراك الاجتماعي في الريف بالموالاة لأجندات أجنبية، وتلقي الدعم من جهات خارجية لزعزعة الاستقرار، حسب ما كانت ترمي إليه السياسة الإعلامية في السلطة، قبل أن تلقى رفضا واسعا في أوساط المجتمع.
وحاصرت السلطات الأمنية الوقفات الاحتجاجية، في كل من الرباط والدار البيضاءوطنجة، مخافة تحولها إلى مسيرات، في اتجاه المؤسسات العمومية، وذلك بعد محاولات عديدة لثني الداعين للاحتجاج عن تنفيذ هذه الوقفات، عبر مراسلتهم ومراسلة أهاليهم كما وقع في مدينة طنجة، حسب ما أفاد به المنظمون ل"الرأي المغربية".