جلد جَوَاد البنْعيسِي القيادي وعضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسوط قاص زعيم حزب الوردة إدريس لشكر ، قبل أن يعلن " في رسالة مفتوحة وجهها للكاتب الأول لحزب المهدي بنبركة توصل موقع الرأي بنسخة منها " استقالته من الحزب، واضعا بذلك حدا لعلاقته بحزب الوردة بعد ثمانية عشر سنة من النضال في صفوفه ملتحقا " حسب رسالته " ب " مَن غادَروا قَبْلي، وبهذا فإنّني أنْضَمّ إلى هؤلاء الذين لا يمارسون السياسة من أجل الاغتناء أو كي يَنْعَموا بالرّيع. هؤلاء الذين يَبْنُون شرعيتهم خارج الدّكاكين السياسية " وهم من سماهم ب " أصحاب الجبهة الأخرى الأكثر حرية والأقل تلوثا". البنعيسي افتتح رسالته بتساؤل وجهه للشكر " أتساءل إن كنتَ تُدْركُ إلى أيّ حَدٍّ اسْتَطَعت، و في ظرفٍ قياسي، أن تحطّم الحزب الذي تَدِينُ له بكلّ شيءٍ، أو بالأحْرى بكلّ ما تملُك " معتبرا أن إيجاد شخص على هذا القدر من الخبرة والتجربة في تخريب تنظيم سياسي أمر عسير، وأضاف أن المخزن الذي طالما حَلم بنهاية الاتحاد الاشتراكي تأخّر في اللّجوء إلى خدمات لشكر التي كان عليه أن يَنْعَمَ بها منذ زمان، لا سيما " يقول صاحب الرسالة مخاطبا لشكر " أنك لم تَكُفّ يوماً عن التّلمِيح إليه منذ البداية. منذ أن أدّيْتَ خدمتك المَدنيّة في وزارة إدريس البصري، وبالأخصّ منذ أن سَمّيت ابنك اَلْحَسَن و ليس حسن. النقطة التي أفاضت كأس البنعيسي وعجلت بمغادرته لحزب الوردة هي موقف لشكر الذي عبر عنه خلال مشاركته في برنامج " مباشرة معكم " على القناة الثانية حينما علق على قول نبيل بنعبد الله بأن الحكومة هي حكومة جلالة الملك برده أن المعارضة أيضا هي معارضة جلالة الملك ، وهو ما اعتبره " القيادي الاتحادي المستقيل " التحاق رسمي للشكر ب " طائفةٍ تضُمّ سياسيّي اليمين و ُدماء الجلّادين و بعض التّكْنوقْراطيّين الذين تَنْقُصهم الشّرعية " والذين لا يَتَنَصّلُون من التِزاماتِهم ومَسْؤُوليّاتهم فَحَسْب " يضيف البنعيسي " بل يضعون الملك على كفّ عفريت ويعرفون أنّ غياب العدالة الاجتماعيّة قد وضعَ الأسُسَ المادّية لانفِجار اعتبر أنّه آتٍ لا محالة وأنّ الخطر الذي يمثّله خِطابُ هؤلاء يَكْمُن في أنّه يُوَجّه مدافع الغضب صَوْب القصر، وهو ما نفاه عن من أسماهم ب " المَلَكيّون الحقيقيّون "، مؤكدا " في ذات الرسالة " أنّه يشكّ كلّ الشّك في صدق حب لشكر المزعوم للملك. لشكر " حسب القيادي الاتحادي المستقيل " قام بتصريحه هذا بحَلّ لُغْز تلك المعارضة التي لا تحرك ساكنا، معارَضةٌ ليست كذلك بما أنّها مُعارَضَةُ صاحب الجلالة " يقول البنعيسي " ، والذي ذكَر زعيم حزب الوردة بأن المطلب الرئيسي للمؤتمَر الأخير الذي خرج منه كاتباً عامّا هو إقامة نظام برلماني يخوّل للملكيّة دوراً رمزياً تعمل فيه مؤسسات السّلطة والرّقابة بروح المسؤولية.