لا أعرف ما الذي اعتراني كمواطنة مغربية كانت تنتظر التشكيلة الحكومية النهائية بغالب الظن هذا الاسبوع كما سماه البعض ب أسبوع الحسم.. لا اعرف ما الاحساس الذي سكني حينما قرأت بلاغ الديوان الملكي الذي يبقى "على راسنا من الفوق "كما سبق و صرحت أنت السيد رئيس الحكومة السابق.. لا أعرف أي فكرة صحيحة من بين الافكار التي اجتاحتني حينها، ربما كنت أنتظر سيناريو آخر كبقية الشعب غير تعيين شخص آخر بديل عنك. لا أعلم ان كان ذاك حزنا أو فرحا أو حسرة أو احساسا بالخداع من طرف ديمقراطية مزيفة! لا أحد يمكنه أن ينكر كيف أن دستور 2011 يعتبر مرجعا، كما ان قرار اعفاء بنكيران كان قانونيا و في اطار الصلاحيات التي يتوفر عليها الملك، لكن هل كان قرارا صائبا يراد منه تشكيل الحكومة و الخروج من الازمة السياسية بأقرب وقت ممكن أم أن هذا القرار بحد ذاته كان الهدف الأول ألا و هو عزل بنكيران و استبعاده؟ هل فعلا أعطيت فرصة لبنكيران كي يشكل حكومته أم أن الكل كان بفترة اجازة الى حين عزل بنكيران؟ كان من الضروري تعيين الشخص الذي كان يفضله اغلبية المغاربة حتى نعيش قليلا من الديمقراطية حتى و لو لبضعة اشهر.. لكن لم يكن من الهين ترك الساحة السياسية للسيد بنكيران فترة ولاية اخرى ليجذر شعبيته بقلب بيوت المغاربة.. و من هنا كان الحل الافضل هو اعطاؤه فرصة كاذبة و من تم عزله و تعيين شخص آخر من نفس الحزب كي يتولى المنصب. و هنا يأتي السؤال المطروح: هل سيقبل الرئيس المعين مستقبلا تعيينه مكان عبد الاله بنكيران ؟ هل سيكون من الهين أن يحل محله؟ ما هي القرارات التي سيكون من السهل عليه ان يقوم بها و التي كان يصعب على بنكيران فعلها؟ هل سيستطيع الوقوف بوجه التحكم و الرد على اكبر المفاوضين باسمه؟؟ و ان كان الحزب حزب مؤسسات مثلما نردد بمجالسنا هل يعقل أن يخرقوا الخطوط الحمراء التي وضعها بنكيران بعين الاعتبار أثناء مشاوراته الحكومية؟ إن كان الجواب بلا، فلا جديد سيكون اذن! و ان كان العكس فإن الحزب مهدد بالانقسام الى تيارين.. التيار الذي اختاره بنكيران و كلفه التخلي عن منصبه، و التيار الذي حل محل بنكيران و كان ناهجا لسياسة أخرى غير تلك التي اختارها الامين العام! يبقى السؤال الذي ينخر خلايا عقلي، من وراء كل هذا؟ و لمصلحة من؟ و بمأن يد التحكم تطول المشهد السياسي كله لماذا عبئ الانتخابات؟ لماذا عبئ تمثيل مسرحيات سياسية تحتفي كواليسها بتحقيق المصالح الشخصية التي لا تراعي الإرادة الشعبية؟؟ سنذكر دائما أن بنكيران لن يكرره التاريخ.. سنذكر دائما أن بنكيران تولى رئاسة الحكومة و حاول جاهدا ان يصلح.. سنذكر دائما أن بنكيران رجل لم يمد يده أبدا للمال العام.. سنذكر دائما أن بنكيران أول رجل سياسي فضح الفساد و المفسدين.. أول من تحدث بلغة الشعب! أول من أعطى الوجه الحقيقي للدولة العميقة! أول من كان مستعدا في أي لحظة لوضع مفاتيح الرئاسة مقابل مصلحة الوطن.. و أول من قال:"لا بأس أن يخسر حزبنا.. و يفوز الوطن"