اغتال الكيان الصهيوني الجبان، ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب الشهيد عزالدين القسام، بعد محاولة فاشلة لاغتيال القائد المجاهد محمد الضيف، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاستهداف المستمر لعقول المقاومة ومنظريها، منذ الشهيد عزالدين القسام، وأحمد يسن والرنتيسي ويحيى عياش وأحمد الجعبري واللائحة تطول. لكن ورغم كل الجراح، فلقد أثبتت المقاومة في الداخل الفلسطيني ثباتها وعزمها في طرد المحتل، فكل الضربات التي تلقتها لم تزدها إلا قوة وعزما، إنهم بحق مومنون رجال، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. نزف إلى أمتنا ارتقاء زوجة الضيف وابنه علي، ولا ريب أن لزوجته دور كبير في حياته، وفي مقاومته للمحتل، وصدق المثل الذي يقول: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ربما قد لا تسعفنا المعلومة حاليا لمعرفة الكثير عن زوجته وأسرته، لكن ليس غريبا على المرأة الفلسطينية والغزاوية نضالها وجهادها، ولنا في "أم نضال" ما يكفينا فخرا. ورحمك الله يا علي وحفظك الله أبو علي. القادة المجاهدون الذين ارتقوا هم القائد " محمد أبو شمالة"، "رائد العطار"،"محمد برهوم". رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جنانه مع النبئين والصدقين والشهداء والصالحين. سيذكر التاريخ بطولاتكم، وسيتم تدوين سيركم، ولن ننساكم أبدا، ستظلون أحياء بيننا، إنكم المعلمون، والقادة والقدوة، إنكم من سطرتكم بدماءكم، معاني العزة والكرامة والعنفوان، والحرية. يعتقد العدو الصهيوني أنه باغتياله للقادة، سيوقف زحف المقاومة وانجازاتها، وقد يزهو لأيام بهذا الاجرام، لكن هيهات هيهات، فعود المقاومة أصلب من أن تكسره اغتيالات جبانة، قائمة على المكر والخديعة، ودس الجواسيس. فغزة التي أنجبت الجعبري والضيف وأم نضال.. وغيرهم من القادة، ستظل مشتلا ومنبعا للمقاومة وتخريج القيادات التي ستواصل حرب التحرير، فزمن أطفال الحجارة قد ولى وأتى زمن جيش التحرير. قد يغتالون قيادات المقاومة ورموزها، لكنهم لن يغتالوا المقاومة، لأنها الروح المحركة، والبركان الحارق، الذي سيعصف بالصهاينة ويهزمهم شر هزيمة. ستظل غزة والدروس التي تقدمها المقاومة، مرجعا للفصل بين الحق والباطل، والفوضى العقائدية والتدينية التي يعيشها الوطن العربي. إن المقاومة بما هي خيار ومنهج ضد الاحتلال الصهوني، ستبقى مستمرة وقائمة، حتى النصر والتحرير. قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169].