أكدت وزارة الصحة أن سبب وفاة الطالب القاعدي، مصطفى المزياني، بالمركز الاستشفائي بفاس أول أمس، الأربعاء 13 غشت، هو إصراره على مواصلة الإضراب عن الطعام، مما حال دون التمكن من إنقاذه. واوضحت وزارة الحسن الوردي، في بلاغ توصلت "الراي" بنسخة منه، أن وفاة المزياني، جاءت بعد تأثره بفشل حاد في كافة أجهزته الباطنية، مؤكدة على ان الفرق الطبية بذلت مجهودات كبيرة من أجل إنقاذ حياته مستعينة بكل التجهيزات الطبية والخبرات، لكن إصراره على مواصلة العزوف عن الطعام وما ترتب عنها من مضاعفات، قوضت إمكانية إنقاذه، حسب نص البلاغ. وتطابقت رواية وزارة الصحة مع نظيرتها في المديرية الجهوية للسجون بمدينة فاس، حيث أشارت إلى أنه يوم 19 يوليوز المنصرم استقبل السجين مصطفى المزياني بمستعجلات مستشفى ابن الخطيب بفاس، إثر توجيهه من طرف طبيب المؤسسة السجنية عين قادوس، وذلك بعد أن ظهرت عليه علامات اجتفاف، وتم إخضاعه لعدة فحوصات طبية وبيولوجية. وقال لبلاغ ذاته إن المزياني تلقى العلاجات الضرورية مما أدى إلى تحسن حالته الصحية، لكن ظل مضربا عن الطعام، بل رفض أحيانا الحقن بالمصل، وبقي بالمستشفى تحت الرعاية الطبية إلى غاية يوم 31 يوليوز، حيث بدأ يشتكي من اضطرابات حسية في الجهاز العصبي والسمعي والبصري. وأضاف المصدر ذاته أن المعني بالأمر خضع على إثر ذلك للفحص بالسكانير، الذي لم يبين أي خلل على مستوى الدماغ، واستمر مضربا عن الطعام إلى أن تقرر نقله إلى مصلحة الجهاز العصبي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس وذلك يوم 4 غشت الجاري. وتم استقبال السجين بمصلحة الإنعاش والتخدير وهو في وضعية غيبوبة، حسب البلاغ ذاته الذي أضاف أن المزاني "كان يشكو من مضاعفات جهازية عامة ناتجة عن إضرابه عن الطعام لأكثر من 60 يوما"، لافتا الانتباه إلى أن وضعيته "عرفت بعد ذلك تدهورا مضطردا أدى إلى ضائقة تنفسية حادة واستمرار غيبوبته رغم مجهودات الطاقم الطبي الذي كان يشرف على حالته من أجل إنقاذ حياته".