يا أهلنا في غزة ، لقد تألمنا كثيرا لما نزل بكم من بطش الصهاينة الغادرين الناقمين ، وإن قلوبنا لتنفطر ونحن نعلم يقينا أن العرب خذلوكم وأنتم في الجبهة ترابطون ، تصلون الليل بالنهار ليناموا في بلدانهم قريري الأعين مرتاحي الضمير . يا أهلنا في غزة ، إن العالم بأسره يعي جيدا أنكم خط الدفاع الأول ضد المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط ، لذلك لا تستغربوا مواقف بعض العواصم الغربية ، لأنها هي من ساهمت في زرع هذا "السرطان" في الأراضي المقدسة ...وهي من رعت الصهاينة قبل في العواصم العالمية ، تمولهم وتساعدهم بكل السبل ليصلوا إلى تأسيس وطنهم المزعوم على الأرض المقدسة ...لكن يحق لكم أيها الغزيون أن تستغربوا مواقف من يتهددهم المشروع الصهيوني ، الذي يمني النفس بالانتشار إلى كافة البقاع التي وجد فيها اليهود ذات يوم بأرض الشتات ... إنهم يخططون للعودة إلى أرض التيه في سيناء ...لذلك يحق لكم أن تستغربوا الموقف المصري مما يجري إنهم يخططون للعودة إلى خيبر في الحجاز ...لذلك يحق لكم أن تستغربوا الموقف السعودي مما يجري ... يا أهلنا في غزة : لقد سمعنا كثيرا عن غزوة بدر الكبرى ...وعلمنا أن الله أيد المؤمنين بجند من عنده ...وكان ذلك في رمضان ... وسمعنا عن سماحة المسلمين يوم فتح مكة ...وكان ذلك في رمضان ...في مشاهد حضرها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ثم من بعده وقعت الوقائع ، كان النصر فيها حليف المسلمين ...وكان كل ذلك في رمضان ... كمعركة عين جالوت ...وفتح القسطنطينية ... وها نحن ذا في رمضان نرى بأم أعيننا انتصاراتكم البطولية على العدو الصهيوني الغاشم . يا أهلنا في غزة : إننا لا نشك لحظة واحدة أن الحق سبحانه وتعالى يؤيدكم بجنود لم تروها ...وأنتم المخلصون في جهادكم ...المتضرعون الخاشعون في سجودكم ...الشاكرون له عند ابتلائكم ...الحامدون له على ما أصابكم من بلوى ... يا أهلنا في غزة : إذا قذفت قريش بغطرستها يوم بدر فلذات أكبادها للمسلمين يتلقفونهم بسيوفهم ورماحهم وهم يومئذ قليلون مستضعفون في الأرض ... فهو ذا الكفر المارق الصهيوني بنفس الغطرسة والجبروت يلقي لكم فلذات كبده ...وإنكم أثلجتم صدورنا إذ مكنم الله منهم فقتلم منهم فريقا ...وتأسرون ما شاء الله . يا أهلنا في غزة : إن غزة بكل أحيائها مقبرة للصهاينة المجرمين ...ولا يملك هؤلاء أمام قوة المقاومة الباسلة إلا أن يدكوا الأرض دكا ليشفوا غيظهم ، ويبيدوا الأبرياء بوقاحة وفظاعة لا يتقنهما إلا "بنو صهيون "... وإن حي الشجاعية شامخ بقوة الإيمان وبسالة المقاومة إلى يوم الدين ... يا أهلنا في غزة : لقد عملتم ما في الوسع لتحرير القطاع من دنس الصهاينة ...وإن هذا حتما سيتحقق ...وإن المعابر ستفتح ...وإن العدو سينكسر ...وإن من تخلى عنكم في هذه الساعات العصيبة لتكونوا فريسة للصهاينة سينزجر ..."وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون " ... يا أهلنا في غزة : قبل أن تضع الحرب أوزارها ...أنتم على مرمى حجر من الحرم القدسي الشريف لتطهروه من دنس الصهاينة ...فبشائر الفتح تظهر على أياديكم ، وكأني بقول الله تعالى " وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب " قد نزلت عليكم الساعة.