بعد لقائه بوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لتعبير عن قلق موسكو من تصريحات بنكيران التضامنية مع الشعب السوري، قدم السفير الروسي فاليري فوربييف واجب العزاء في وفاة والدة بنكيران. و أكد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، في وقت سابق أن ما يجري من تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه في حلب، يدمي القلب، وغير قابل للفهم. وقال بنكيران في تصريحات أدلى بها ل "قدس برس": "أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري في جرائم في سورية، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم. وأنا لم أعد أطيق رؤية الأخبار المتصلة بسورية ولا النوم حتى لفظاعة الصور التي أشاهدها. وأفتقد القدرة على وصف ما أشاهده من جرائم". ودعا بنكيران الدول الكبرى ذات القدرة على وقف مأساة سورية إلى التحرك، وقال: "المفروض أن تتحرك الحدود الدنيا لدى المسؤولين في الدول الكبرى القادرة على التدخل في الشأن السوري لوقف هذه المجازر". وحث بنكيران روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سورية لا بأن تكون طرفا فيها، وقال: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". وأضاف: "السؤال هو: لماذا تدمر روسيا سورية بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها". وأثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، غضب روسيا، التي عبرت عن انشغالها العميق ومن التصريحات منسوبة لرئيس الحكومة. وجاء التعبير عن استياء روسيا من تصريحات بنكيران في لقاء بين سفير موسكو في الرباط ووزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، بدعوة من الطرف الأول. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون في بلاغ لها " التزام المملكة المغربية بالحفاظ على العلاقات القوية مع فيدرالية روسيا، والتي تعززت بالإعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين، المبرم بمناسبة الزيارة الملكية لموسكو في مارس الماضي". وذكر الوزير " بعد ذلك، بالموقف الواضح للمغرب حيال الأزمة السورية، والذي يرتكز بالأساس على أربعة عناصر تتمثل في الالتزام من أجل حل سياسي يضمن استقرار سورية ويحافظ على وحدتها الوطنية والترابية، والانشغال بالمآسي الإنسانية الخطيرة التي خلفتها الأزمة السورية". وخلص بلاغ وزارة الخارجية والتعاون إلى أن "الملك محمد السادس يبقى الضامن لثبات واستمرارية المواقف الديبلوماسية للمملكة المغربية ولاحترام التزاماتها الدولية".