أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، اليوم السبت، دعم بلاده لعودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي، بعد مرور 32 عاماً على انسحاب الأخيرة منه. جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن المسؤول الإثيوبي، والعاهل المغربي، محمد السادس، في ختام المباحثات الثنائية التي جرت بينهما اليوم في أديس أبابا التي يجري لها الأخيرة، زيارة رسمية حاليا، ووقع البلدين على 12 اتفاقية تعاون. ويتكون البيان من 22 فقرة، تناولت العديد من القضايا مثل العلاقات الثنائية بين الرباطوأديس أبابا، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن الوضع الإقليمي. وبحسب البيان، قال ديسالين: "نرحب بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وندعمها بقوة في هذا الاتجاه، والعودة مدرجة على أجندة القمة الإفريقية القادمة في أديس أبابا خلال شهر يناير 2017". وأعلن الاتحاد الإفريقي مؤخراً أن المغرب طلب رسمياً العودة إليه، بعد مغادرته عام 1984، احتجاجاً على قبول عضوية ما تعرف ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، المعلنة من جانب واحد من جبهة البوليساريو في الصحراء التي تعدها الرباط جزءاً من أراضيها. وخلال قمة الاتحاد الأخيرة التي استضافتها كيغالي في يوليو الماضي، وجه الملك محمد السادس رسالة إلى القادة الأفارقة، عبّر فيها عن رغبة بلاده في استعادة عضويتها بالاتحاد. وأشاد ديسالين ب"الدور البارز للرباط في شمال القارة كجسر بين إفريقيا وأروبا". واستطرد في ذات السياق "المغرب حقق نجاحا للقارة من خلال استضافتها لمؤتمر الأممالمتحدة للمناخ (انعقد بمراكش، خلال الفترة بين 7 و18نوفمبرالجاري)". وأشار إلى أن "كلمة العاهل المغربي (التي ألقاها في بداية المباحثات اليوم)، جاءت معبرة عن روح الشعوب الإفريقية ومفخرة في مضمونها"، بحسب البيان. وامتدح رئيس الوزراء الإثيوبي، دور المغرب في "تحقيق الأمن والاستقرار بشمال القارة الإفريقية، إذ أنها تلعب دورًا مهما ومحوريا في مكافحة الإرهاب وتمثل صوتا قويا للقارة على الصعيد العالمي". ووصف ديسالين زيارة محمد السادس لبلاده ب "التاريخية"، وأنها "ستؤسس لشراكة حقيقية، لما يمثله المغرب من ثقل اقتصادي كدولة متطورة، وستكون إضافة لإفريقيا خاصة إثيوبيا وذلك من خلال التعاون المشترك". بدوره أشاد العاهل المغربي بالدور الذي تقوم به إثيوبيا في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة من خلال جهودها مع الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق فريقيا "إيغاد"، وعبّر عن ارتياحه لانتخاب أديس أبابا في مجلس الأمن الدولي، بحسب البيان. وذكر البيان أن "الرباطوأديس أبابا، اتفقا على مكافحة الإرهاب والتصدي للجرائم العابرة، وتعهدا على العمل معا لإنهاء الصراعات والنزاعات في إفريقيا". وأكد الجانبان ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار بالقارة، والعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على بؤر التوتر، وفق المصدر ذاته. كما اتفقا على إنشاء لجنة وزارية عليا مشتركة تجتمع بالتناوب في عاصمتي البلدين "أديس أباباوالرباط "، وعلى تعزيز وحماية الاستثمار، والتعاون بشأن تجنب الازدواج الضريبي، والمنع من التهرب الضريبي. وتوصلا أيضا لاتفاق على التعاون في المجال الزراعي، وتعزيز التجارة والاقتصاد، والتعاون في مجال العلوم والتكنلوجيا والثقافة، والنقل الجوي، والمائي، والتعاون في المجال السياحي، إلى جانب التنسيق الدبلوماسي في المحافل الدولية. ووصل العاهل المغربي فجر أمس على رأس وفد يتكون من 63 شخصية، بينهم وزراء ومستشاري الملك وكبار المسؤولين وشخصيات شعبية ورسمية. وهذه هي أول زيارة رسمية يجريها محمد السادس إلى إثيوبيا، منذ تنصيبه ملكاً عام 1999، قبل أن يستكمل جولة إفريقية تقوده إلى مدغشقر، وكينيا، ونيجيريا.