كشفت مجلة "أي إيتش إس جاينز 360" الأمريكية أنه يسود في أوساط الشباب المحتجزين بمخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية السخط العام وخيبة الأمل، وقالت إنهم يعيشون دون أمل في مستقبل أفضل ، مما ولد حركات احتجاجية غير مسبوقة هزت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية. وقالت المجلة المتخصصة في قضايا الدفاع والأمن، في دراسة تحليلية، حسب ما أوردته وكالة فرانس بريس، "الانشقاقات الفعلية والمؤكدة" داخل حركة الانفصاليين،وقالت إن "العديد من الحركات الاحتجاجية أصبحت تستهدف قيادة البوليساريو بمخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر". وأضافت أنه في الوقت الذي تعيش فيه المخيمات انتفاضة ضد انتهاك الحريات، يأتي "تآكل" جبهة البوليساريو على خلفية تفشي الفساد، واختلاس المساعدات، وسيادة الفكر الوحيد كنمط للحكم من قبل قادة الانفصاليين، إضافة إلى عدم التسامح مع مظاهر السخط التي أعرب عنها المتظاهرون الشباب، وآرائهم المعارضة، الناجمة عن المأزق الذي بلغه نزاع الصحراء. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، حسب الفرنسية دائما، أن هذه الوضعية أدت إلى بروز حركة شبابية للتغيير مع بداية سنة 2014، والتي تعبر عن السخط العام للصحراويين المعارضين لهذا المأزق، وتعسف قيادة البوليساريو"، مضيفة أن هذه الحركة تسعى إلى "إبعاد بالقوة" لزعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز. الدراسة التحليلية، التي أعدتها الصحيفة الأمريكية، نقلت عن مصادر بالمخيمات قولها أن احتجاجات هذه الحركة المنشقة "تجد صداها في مخيمات تندف وسط تفشي البطالة، والعلامات الواضحة عن الغليان المتفاقم"، مؤكدة أن ميليشيات البوليساريو، بمساعدة مصالح المخابرات الجزائرية، تقوم باعتقالات تعسفية لمواجهة هذه الحركات الانشقاقية"، وأكدت أن حركة الشباب من أجل التغيير "تعتزم مواصلة كفاحها المسلح ضد قيادة البوليساريو"، كما يدل على ذلك الكمين الذي استهدف دورية لميليشيات الانفصاليين، في 13 يونيو الماضي، حسب المصدر ذاته. واستنتجت الدراسة التحليلية للمجلة الأمريكية المتخصصة في الأمن والدفاع أن بروز حركات انشقاقية في مخيمات تندوف يأتي "ليفند بشكل واضح الادعاءات الكاذبة للبوليساريو حول تمثيلها المزعوم للصحراويين"، وحذرت من تنامي ما أسمته "التطرف وتنامي الفكر الجهادي" بالمخيمات.