في رده على إعلان تنظيم "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) عن تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية"، اعتبر الفقيه المقاصدي الشيخ ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، أن الأمر "ليس أكثر من وهم وسراب وأضغاث أحلام، سواء من حيث الواقع الفعلي، أو من الناحية الشرعية". وقال الريسوني، في حديث لجريدة "التجديد"، في عددها الصادر غدا الثلاثاء، "في الوقت الذي تكافح فيه الشعوب الإسلامية لتتحرر من الاستبداد المسلط عليها بالسيف والمدفع والدبابة، تأتينا مجموعة جديدة لتعلن خلافتها بالسيف، ولتنصب خليفتها بالسيف، ولتعلن زورا وكذبا من قهر الناس بسيفه وجبت مبايعته وطاعته". وشدد نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين أن إعلان هذه الخلافة "ليس سوى خرافة، والبيعة المزعومة تمت من أشخاص مجاهيل لشخص مجهول، في صحراء أو في كهف من الكهوف"، مضيفا "فهي لا تلزم ولا تعني إلا أصحابها"، مستشهدا بقول الصحبي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه ثغرة أو يقتلا". ووصف أحمد الريسوني طقوس مبايعة "أمير الدولة الإسلامية"، التي جرت بأرض العراق، بأنها "تسجيل سينمائي لحلقة من حلقات مسلسل الأوهام، لكنه للأسف دموي"، حسب تعبيره. وفي سياق متصل، اعتبر الفقيه المقاصدي المغربي أن التطورات الجارية في العراق "ثمرة مسلسل طويل من الظلم والبطش والاستبداد والتسلط: من صدام حسين، إلى الاحتلال الأمريكي، إلى الحكومة الطائفية المدعومة من إيران"، وقال: "هؤلاء مسؤولون مسؤولية مباشرة عما يجري في العراق".