لم يمضِ سوى يوم فقط على ظهور مقال منسوب للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، حول "المصالحة" أثار جدلا كبيرا وسط رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على وجه الخصوص، حتى انبرت جريدة ورقية مملوكة له إلى "الطعن" في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، على صدر صفحتها الأولى لعدد اليوم، الأربعاء 19 أكتوبر الجاري. وأوردت جريدة "آخر الساعة"، أحد المنابر الإعلامية لمشروع إلياس العماري، الذي كلف زهاء 6 ملايير سنتيم، في نافذة "إنا عكسنا"، مقالا للكاتب ذي التوجه العلماني "عبد الكريم لقمش"، تحت عنوان "أنتم لا تعبدون الله... أنتم تعبدون (في) السياسة"، يتضمن طعنا في شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويتهمه بأن همه كان هو النساء وانه "أحل لنفسه ما حرمه على غيره". ومما كتبه الكاتب العلماني المثير للجدل في المقال لمذكور: "بالنهاية يجري الحديث عن حقائق نبوة بطريقة تفيد من خلال سردها أن الرسول (ص) الذي كان نبيا ورسول وراعيا لانتشار دين من الله، كان كل همه هو النساء مما يزيل عنه طابع القداسة، ويجعل العامة يفهمون أن النبوة لا تعني الابتعاد عن الشهوة وأن الزعامة يحل معها ما لا يحل لغيرها"، مضيفا أن "الرسول الذي أوتي قوة ثلاثين رجلا في الجماع يشفع لمن يملك قوة أقل في فعل ما يشاء إذا ما دعته الهواية والغواية إلى ذلك من ممارسة فاضحة لسلطته، سواء كانت تلك الممارسة على النساء أم على الشعب.. لا يهم". "عبد الكريم لقمش" لم يتوقف عند هذا الحد، بل اعتبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا كان ما فعله مع نساء أمته مبررا من وجهة نظر سياسية ووجهة نظر إنسانية ذكورية، فإن الحاكم له أن يفعل ما يشاء بالنهاية لأنه ولي الأمر الواجب طاعته، ولمن أراد أن يخرج في الرأي عن هذا كان له أن يواجه أحاديث لا تعد ولا تحصى، وأن يدخل في مواجهة مع السيرة المحمدية نفسها". ويبدو أن "لقمش" يعتبر أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "ليس مقدسا" و"ليس شخصية مثالية"، وأنه "مغرق في الشهوة ويوظف الدين للوصول لتحقيق نزوات بشرية وأطماع سياسية". وفي رده على طعن الكاتب العلماني المثير للجدل في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قال نبيل غزال، الوجه السلفي المعرروف، "صعب علي أن أخط بيراعي تفسير كلام هذا الظالم المعتدي المجترئ على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، لكن واجب البيان وفضح هذه الكائنات التي تعيش بين أظهرنا يحتم ذلك". وأضاف ان "لقمش" لديه "جهله كبير بالنظرية الإسلامية في السياسة وعلاقة الحاكم بالرعية"، موضحا أنه "معروف بتطرفه وحقده الدفين على كل ما هو شرعي وإسلامي"، مشيرا إلى أن -"أعداء الوحي داخل العالم العربي والإسلامي يركزون في حربهم على الإسلام على إسقاط النبوة والتحليل الماركسي للتاريخ من أجل الهروب بالوقائع والأحداث وإعطائها تفسيرات مغايرة للحقيقة، تخدم مشاريعهم وتحقق أهدافهم". واعتبر غزال أن الخطورة في المقال تكمن في "نقل المعركة من الحرب على أسلمة المغرب إلى الحرب السافرة على الإسلام، والطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، معتبرا أن ذلك يوضح بجلاء أن الحرب التي أعلنتها اليومية منذ إصدار عددها الأول "ليست قاصرة على المنافس السياسي ذي المرجعية الإسلامية بل هي موجهة بالأساس ضد كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا"، حسب تعبيره.