يستعد المغاربة لعيد الأضحى المنتظر يوم الاثنين القادم، وبدأت أسواق المواشي تكتظ بالمواطنين الراغبين في إحياء سنة النبي إبراهيم عليه السلام، غير أن المغرب لم يكن دائمًا على موعد مع هذه الشعيرة الدينية، فقبل 20 سنة، أصدر الملك الراحل، الحسن الثاني، قرارًا بإلغاء ذبح الأضحية بسبب سنوات الجفاف. ففي تلك السنة، وجّه الحسن الثاني رسالة إلى الشعب المغربي، تلاها عنه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك، عبد الكبير العلوي المدغري، قال فيها إن سنوات الجفاف التي مرّت بالمغرب، خاصة عام 1995، تدفع إلى قرار إلغاء الأضاحي، متحدثًا عن أن "ذبح الأضحية سنة مؤكدة لكن إقامتها في هذه الظروف الصعبة من شأنه أن يتسبب في ضرر محقق". وتابع الحسن الثاني إن ذبح الأضاحي سيؤثر على مخزون المغرب منها، زيادة على ما سيطرأ على أسعارها من ارتفاع "يضرّ بالغالبية العظمى من أبناء الشعب المغربي، لا سيما ذوي الدخل المحدود". وقرّر الملك ذبح كبش نيابة عن المغاربة الذين التزمت غالبيتهم بهذا المنع، رغم ما تشير إليه وسائل إعلام مغربية من انتشار بعض العمليات السرية للذبح. وإن كان عام 1996 هو آخر الأعوام التي لم يُقم فيها المغرب شعيرة ذبح الأضاحي، فهو في المقابل، يعدّ ثالث عام في عهد الملك الراحل لا ينحر فيه المغاربة الأكباش خلال عيد الأضحى، وكان أوّل عام هو 1963، خلال السنوات الأولى لحكم الحسن الثاني، بسبب أزمة اقتصادية شهدها المغرب آنذاك، ثم أتى قرار مشابه عام 1981، بسبب تداعيات برنامج التقويم الهيكلي واشتداد الجفاف. إلّا أن قرار إلغاء عيد الأضحى عام 1981 لم يمرّ دون مشاكل، فقد قام مجهولون بذبح كلبين ووضعا جثتيهما في واجهة مبنى بمدينة كلميمة بالجنوب الشرقي للمغرب، مع كتابة عبارات مناوئة لقرار الملك، وهو ما أدى إلى اعتقال وتعذيب عدد من سكان المدينة في تلك السنة، وبعدها بأربع سنوات تكرّر التعذيب والاعتقال بقرية قريبة على خلفية القضية ذاتها، في واحد من أشهر ملفات سنوات الرصاص بالمغرب. * المصدر: سي إن إن