شهدت العاصمة البلجيكية بروكسيل، عشية السبت الماضي، هجوما مسلحا استهدف المتحف اليهودي، "لم تشهد بروكسيل مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية"حسب ما أوضح موريس سوزنوسكي، رئيس مركز تضامن المنظمات اليهودية ببلجيكا. وأفادت سيدة شاهدت تفاصيل العملية، أن سيارة من نوع أودي وقفت في وضعية ثانية أمام المتحف، ونزل منها شخص يحمل في يديه كيسين، وتوجه مهرولا إلى داخل المتحف وبدأ في إطلاق الرصاص، مما أدى إلى قتل سائحين يهوديين وعاملة استقبال فرنسية ومتطوعة بلجيكية، ماتت بعد ساعات من نقلها إلى مستشفى "سان بيير" واثنا عشر حالة نفسية تعاملت معها مصالح الإسعاف على الفور. وأضافت السيدة أن المسلح عاد إلى الركوب في سيارته وانطلق كالبرق في اتجاه غير معلوم، أمام أنظار المارة، وعيون الكاميرات التي تغص بها العاصمة الأوروبية. وحل بالمكان، حسب شهود عيان، بعد خمسة دقائق من الهجوم، وزير الشؤون الخارجية، ديديي رينديرز، الذي كان يتواجد بالصدفة في شارع صافون المجاور، وسمع حينها صوت إطلاق الرصاص، ليكون أول شاهد رسمي للحكومة البلجيكية، حيث وصف مشهد الضحايا ب"المأساة"، وقال إن الشاهدة "سلمته أرقام لوحة السيارة ونوعها وأوصاف المجرم". من جانها، أكدت جويل ميلكي، وزيرة الداخلية، التي حلت بالمكان أيضا دقائق معدودة بعد الهجوم المسلح، أن التهديد "تصاعد إلى الدرجة الرابعة القصوى"، معتبرا أن الأمر قد يتطلب حضور الشرطة الدائم. هذا وتم تخصيص اجتماع تنسيقي طارئ جمع كل من وزيرة الداخلية، جويل ميلكي، ورئيس الوزراء البلجيكي، إيليو دي روبو، ووزير العدل، انمي تورتيل، وعمدة مدينة بروكسل، إيفان مايور، وشخصيات من المحكمة ومن مختلف المصالح ببروكسيل، تمخض عنه قرار عاجل لوزارة الداخلية يرفع فيه من مستوى التهديد ضد المصالح اليهودية بالعاصمة بروكسيل وسائر أنحاء بلجيكا حسب المعلومات المخابراتية المتوفرة لديها في الوقت الراهن، وتبحث في تشكيل وحدات حراسة دائمة على مقراتها. يُشار إلى أن الهجوم المسلح وقع في الفترة التي يقام فيها المهرجان الاحتفالي لسباق "جاز ماراطون بروكسيل"، الذي كانت ستمر قوافل العدائين المشاركين فيه بجوار درب المينيم، الذي يوجد به المتحف، كما يأتي ليلة انطلاق الانتخابات التشريعية الأوروبية.