توجّه عدد كبير من الفنانين الأتراك اليوم الأحد، إلى ميدان "يني قابي" بمدينة إسطنبول، للمشاركة في تجمع "الديمقراطية والشهداء"، الذي يحضره رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وقادة أبرز الأحزاب السياسية، إضافة إلى عدد من المسؤولين الأتراك والأجانب وملايين من المواطنين الأتراك. ومن بين الفنانين الحاضرين، ممثلون بارزون أمثال كنعان أميرزار أوغلو، ويلماز أردوغان، وقيوانج تاتليتوغ المعروف لدى العالم العربي ب"مهند"، ومطربين أمثال أورهان غنجباي، وأوزجان دنير، وإبراهيم تاتليسس. وفي تصريحه لمراسل "الأناضول"، أوضح أميرزار أوغلو، أنّ الشعب التركي "أظهر مجدداً للعالم، مدى تمسكه بدولته ونظامه الديمقراطي"، مشيراً أنّ الانقلابيين "أرادوا دبّ الرعب في قلوب المواطنين من خلال استخدامهم الطائرات والدبابات، غير أنهم المواطنين الأتراك أظهروا لهم أنهم لا يهابون الموت، عبر نزولهم إلى الشوارع وتحديهم آلة الموت". من جانبه أفاد تاتليتوغ أنّ سبب تواجده مع زملائه في ميدان "يني قابي"، هو "إصرارهم على الحفاظ على النظام الديمقراطي"، مبيناً أنّ الشعب التركي "يعارض كافة أنواع الانقلابات، وأنهم سيبعثون من خلال تجمّع الديمقراطية والشهداء اليوم، رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أنّ تركيا لن تتمزّق وأنّ الشعب والدولة متكاتفين ولا يمكن لأي قوة تفريقهما". وترحّم تاتليتوغ على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف الشهر الماضي، وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. ومنذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت ليل 15 يوليو/ تموز الماضي، تشهد ميادين معظم المدن والولايات التركية، مظاهرات حملت اسم "صون الديمقراطية"، للتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، تلبية لدعوة وجهها أردوغان للجماهير، ومن المنتظر أن يكون تجمع "الديمقراطية والشهداء" اليوم تتويجًا لتلك المظاهرات بمشاركة الملايين. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشهر المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.