'...خليو الطالب الحسناوي يموت بسلام...' ، دعوات نادت بها العديد من الوجوه الحزبية والجمعيات 'الحقوقية'، وكانت مرفوقة بعبارات " الاستغلال السياسي" ، "المتاجرة بالدماء" ولكنها ايضا متبوعة بتعابير من قبيل " القوى الظلامية، الايدي الملطخة بالدماء..." هي لغة ملغومة تدعو في ظاهرها الى السلام ولكن في طياتها تحمل الكثير من الاتهام والاقصاء، وتضع الكثير من الشروط لتحقيق هذا التوافق، ففي الوقت الذي يمارس طرف عنفه على طرف "ما"، يصور البعض ذلك على انه صراع و قتال متبادل، فتظهر صورة مقطوعة الرؤوس بايدي متشابكة فلا تعرف بيد من السلاح، و يقرأها من يشاء كيفما "شاء"... الغريب انه بدل الدعوة لمحاسبة القاتل ومتابعته، يُسأل المقتول لماذا قُتِل "و علاش مات واش داه لفاس...". بل ذهب البعض الى ابعد من ذلك بقولهم :'تتحمل الحكومة الحالية مسؤولية الاوضاع في الجامعة المغربية ' والمطالبة باستقالة وزراء..اليس هذا تصفية حسابات سياسية و استغلال لقضية حقوقية في اقصاء مكون سياسي من قِبل مدعي الحوار الجامعي و المجتمعي، و الديموقراطية والتوافق و و ..ممن عُرفوا بنهجهم الاقصائي ووصوليتهم السياسوية, يبررون العنف في تحد صارخ لكل قيم الحوار, وقلب للحقائق و الوقوف في صف المجرمين و المعتدين.. والبعض الاخر لا يفقه من مبادئ الحوار الا 'مسيرة الحمار', وهو المعني بشكل كبير بما حدث في دائرة نفوذه (اقصد البعض المذكور), و لا يتغنى من ايقاعاته الضابطة سوى على وقع الطعريجة والبندير و احيانا "طَرْ بْخراشو"... ولا ننسى الابواق الاعلامية التي تصدح بنغمات "الصراع السياسي داخل الجامعة" و "الشباب والعنف" وعازفوها معظمهم لا علاقة له بالجامعة ولا بالشباب, خلاها مولاها " فين الشباب ..راح وزال". في هذه الصورة المزيفة, لا يظهر "الشهيد" الا قليلا قتيلا, كخبر عاجل وكأنه غير معني بامر قتله الا لانه المقتول في "صراع". هاد -المصور الحْول- او ربما الته البالية , لم يلتقط مشهد الطالب المناضل (وليس المقاتل), المشارك في الحراك الجامعي المنتج للنخبة المفكرة ( وليس المكفرة), المنخرط في قلب اهتمامات جيله الواعي المتنور ( و ليس المتهور), الحسناوي الانسان, جزء من اسرة, تركها فراقه في الم, سند لاب وابن لام .. الة متخلفة لم ترصد تخلف الكثيرين عن ركب العزاء, الا صوت و سوط عتابهم لمن قادوه, لتتحول الى الة حاسبة تتابع مصاريف القادة: 'من اين لك هذا يا هذا'.. رغم التزييف يبقى الاطار الاحمر( المصبوغ بدم الشهيد) المحدد للصورة وحده يروي القضية.