نحن من أصبحنا نتشاءم من المباريات الودية التي يخوضها الأسود أمام منتخبات أوروبية كونها خادعة وتضحك علينا وتمنحنا خلاصات بنبرات متفائلة أكثر ما يقال عنها أنها مزيفة ، لأنها لا تبوح بأسرار مستوى منتخبنا المغربي ولا تجيب على حملة أسئلة القلق التي تساورنا كلما تعلق بموعد كروي سواء بالمشاركة في النهائيات الإفريقية لكأس الأمم أو على مستوى التصفيات المونديالية أو الإفريقية، إذ كانت المواجهة الودية أمام المنتخب الفرنسي، حيث استأسد فيها المنتخب المغربي وخرج بعد مباراة تاريخية، بطولية رائعة متعادلا بهدفين لمثلهما بعد أن أتعب الأسود الديك الفرنسي بمعقله بملعب سان دوني أفضل درس لنا بعدم اتخاذ المباريات الودية أمام دول أوروبا معيارا لقياس درجة استعدادنا· طبعا نحن لا نريد أن نلذغ من نفس الجحر وننام في العسل بعد الذي شاهدناه وتابعناه من عروض جميلة أبهرتنا وسحرت كل المغاربة ونحن نواجه المنتخب التشيكي المنتمي طبعا إلى القارة العجوز· ومع كل الذي يقال على مبارياتنا أمام المنتخبات الأوروبية وحجم عدم الثقة التي تنتابنا، رغم عروضنا الجميلة أمام المنتخبات الأوروبية فالأكيد أن هذه المباراة كانت بروفة جد مفيدة للاعبين ولروجي لومير والجمهور المغربي أيضا· ندرك أن لومير يلعب ومنذ فترة وأمام ضغط الوقت للقبض على أكثر اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في المرحلة القادمة، فهو لطالما جرب لاعبين وتابع آخرين، لكنه لم يجد ما أراد بالنسبة التي يتمنى، فكانت هذه المباراة مفيدة له لأنه توصل في اختياره على أكثر اللاعبين الذين سيستفيد منهم وتابع مستواهم، إذ جاءت التشكيلة غنية باللاعبين الجدد (الحمداوي تاعرابت العرايشي الأحمدي)، أو العائدين (القرقوري بوصوفة)، والأكيد أنه استفاد أولا من هذا المحك لأنه خرج بقناعات متعددة وكسب نقاطا جديدة في مرحلة تهيء تريكبته البشرية· المحك التشيكي كان أيضا مفيدا للاعبين على مستوى الإحتكاك، فمن يتابع أسلوب لعب التشيكيين سيتأكد له أنه أسلوب يعتمد على الجانب البدني، إذ عودتنا الكرة التشيكية في السنوات الأخيرة إلى إعطاء هذا الجانب حيزا كبيرا لمقارعة الخصوم، ووجدنا أن اللاعبين دخلوا في احتكاكات ونزالات قوية مع لاعبي التشيك، وتلك خطوة تحسب لهذه المباراة في إطار الإستعداد أمام فريق يعتمد على الجانب البدني، ناهيك عن سرعة في العمليات والتنقل وأسلوبه يشبه أسلوب المنتخبات الإفريقية التي نتأهب لمنازلتها·· ومفيد أيضا للاعبين لأنه منحنا عملات جديدة وأسماء أخرى ستعزز صفوف المنتخب المغربي في الإستحقاقات المقبلة، لاعبون تألقوا بامتياز من أمثال الحمداوي وتاعرابت والأحمدي وآخرون عائدون أثبتوا قدرتهم على تحمل المسؤولية كقيم إضافية على غرار القرقوري وبوصوفة، وما أفضل أن تفرز المباريات الودية نتائج إيجابية على مستوى إغناء الرصيد البشري والذي نحن بحاجة إليه في الوقت الراهن· مفيد للجمهور لأنه رفع عنه كل أنواع الحزن والأسى والضيم نتيجة المستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي في المباريات الأخيرة، فحتى والأسود سجلوا نتائج إيجابية مؤخرا، لكن لا أحد كان راضيا على الأداء، والمباراة هذه أعادت الثقة، والبسمة ولحظات الفرح للجمهور المغربي نتيجة الأداء الرفيع للاعبين وللعناصر الجديدة ،وهو ما نتمناه أصلا في المباريات القادمة حتى لا نظل متشائمين من المباريات الودية أمام المنتخبات الأوروبية، ويجعل من منتخب التشيك الأوروبي انطلاقة الأسود الحقيقية لا مباراة خادعة·