سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق الوطني في أول خطوة لمشوار إقصائي ملتهب أي وصفة لإسقاط الفهود في عرين الأسود؟
إفتتاح مفخخ لا يقبل إلا الفوز
بأي متوسط دفاعي سنلعب، وكيف
ن
وظف إيجابا عياراتنا الهجومية الناسفة
أي وصفة لإسقاط الفهود في عرين الأسود؟ إفتتاح مفخخ لا يقبل إلا الفوز بأي متوسط دفاعي سنلعب، وكيف نوظف إيجابا عياراتنا الهجومية الناسفة إلى أن تغرب شمس يوم السبت، لتطلع في الأفق نجمة تضيء مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، إيذانا ببداية رقصة الأمل المونديالي، سنأخذ جميعا وقتا كافيا لنقلب الأكف ونعصر المخيلة ونفتش في دروب وزوايا الذاكرة، عن كلمة السر التي قد تفتح شفرة مباراة أسود الأطلس أمام فهود الغابون· كلما أبحرنا في شطآن التاريخ، وعبرنا سريعا الموانئ التسعة التي إلتقى فيها الأسود فهود الغابون رسميا في أي من المباريات التصفوية ووديا في بعض من النزالات الظرفية، إلا ووجدنا ما يقول أننا الأفضل، أننا الأقوى وأننا الأكثر تحقيقا للفوز، بل إن ما كنا نخسره أحيانا من مباريات أمام الغابون، إنما كان بفعل ظروف وطوارئ خلقناها نحن ولم تخلقها قوة الغابون·· فلماذا إذن القلق والتوجس والخوف؟ ثم إذا لم يكن بمقدورنا أن نفوز هنا بالمغرب، في عرين مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء الموعودة باستمرار مع أيامنا الكروية الجميلة، على منتخب الغابون الذي يأتي رابعا في تراتبية مجموعة الموت، فكيف نقول أننا مع الكاميرون الأقدر على كسب بطاقة المونديال الوحيدة المتفردة؟ كيف تروضهم؟ يهمنا جدا، بل ويكون استراتيجيا اليوم قبل الغذ أن نحسم في أشياء كثيرة مع ذواتنا، قبل أن نسأل التسعين دقيقة وهي عمر مباراة تطبخ على نار هادئة الفوز والنقاط الثلاث وبعض أحزمة الأمان والثقة التي ستنفع أسودنا في الآتي من الأسابيع عندما يبدأ التحضير للجولة الثانية التي ستضعنا بياوندي فوق مرجل حارق أمام أسود كاميرونية مكشرة على أنيابها·· من هذه الأشياء أن نقصي كل وهم قد يغدر بنا وينومنا في العسل، وهم أن الغابون حائط قصير، خصم سهل المنال، لقمة سائغة، وجسر يسهل عبوره·· المؤكد أن يوم السبت سيأتي فهود الغابون مختلفين عن كل ما سبق، لا شيء فيهم يحيل على الأيام الخوالي، فقد تغذى الفهود من الأمل والإصرار، ما سيأتي بهم إلى المغرب لمبارزة أسود الأطلس بهاجس العودة على الأقل بنقطة· ومن هذه الأشياء أيضا أن ترفع درجة التعبئة إلى مداها الأقصى فندرك غاية الإدراك ونصل إلى درجة الجزم، بأن مباراة السبت أمام فهود الغابون، وقد قدر لنا أن نلعبها في عريننا، لا يمكن أن نسأل منها شيئا آخر غير الفوز، غير النقاط الثلاث· وهما شيآن تتحدد على ضوئهما خارطة الفكر والذهن وترتسم معهما حدود جغرافية الحلم، فكيف نستطيع التوفيق ذهنيا، فنيا، بدنيا وتكتيكيا، بين أن نروض فهود الغابون من دون حاجة إلى الفهل من معين الماضي، وبين أن نكون نحن بقدرة عالية على التوقيع رسميا في كشف الرهان والمنافسة على البطاقة المونديالية؟ بماذا يفكر جيريس؟ عندما يقول آلان جيريس مدرب منتخب الغابون، أن فهوده وقد رمت بها القرعة في مجموعة الموت والعمالقة، لا تتطلع إلا لشيء واحد هو تفادي المركز الأخير، فإن ذلك معناه أن أقصى ما يراهن عليه جيريس برفقة فهوده هو الوصول إلى كأس إفريقيا للأمم بأنغولا·· وأتصور أن جيريس ضرب بالذي قاله عصفورين بحجر واحد، أولهما أنه أنبأنا جميعا بحقيقة نظنها لا صغيرة ولا كبيرة عليه، حقيقة أنه يطابق بين مقومات منتخبه وطبيعة الرهان داخل مجموعة قوية جدا، وثانيهما أنه نجح في إقصاء جانب كبير من الضغط النفسي الرهيب الذي يقع على منتخبنا الوطني بذات المقاس الذي يقع على منتخب الكاميرون ومنتخب الطوغو·· وبين هذا وذاك تبدو مباراة السبت أمام الأسود وهي تلعب بمركب محمد الخامس واحدة من تلك الأوراق العجيبة التي قد يقلب بها الطاولة، قد يقلب بها المنطق، قد يحدث بها مفاجأة من العيار الثقيل، العيار الذي لا يصدق·· وعندما نتلمس الخطوات التي أنجزها جيريس مع فهود الغابون، والتي أتت بعد فوز الأسود الكاسح عليهم وديا قبل نحو سنتين، ندرك ما أصبح للفهود من مراس، من خبرة ومن قدرة على قلب الموازين وعلى إسقاط شهب الدهشة·· وقطعا فإن روجي لومير وإن بدا مكترثا أكثر بأسوده، بهامش الثقة الذي أسسوه بتؤدة وبطئ شديد، فإنه يرسل نظرة متفحصة لما يحدث داخل منتخب الغابون، وقد تبنى استراتيجية جيدة، عندما ألزم نفسه ولاعبيه بالتفكير بالمطلق في مباراة الغابون سواها من المباريات، فهي المباراة الإفتتاحية، وهي المباراة التي يفترض أن يحقق فيها النقاط الثلاث أكثر من غيرها، وهي المناسبة التي يجب أن يدفع فيها بضراوة عن فكر وذهن اللاعبين ومحيط الفريق الوطني كل ما يقول بأنها مباراة سهلة، لا خوف فيها ومنها على أسود الأطلس· فهود من دون لاعبين أساسيين وقبل أن نستقرئ بالحدس وبالتوقع ما بلغه روجي لومير من مستوى في بناء الأساس والقاعدة التي سيقف عليها الفريق الوطني تكتيكيا لمواجهة الغابون، ومن خلالها للإبحار في التصفيات الساخنة والحاسمة، تعالوا نحدس ما يعول عليه آلان جيريس لتقديم فهود الغابون أمام أسود الأطلس بصورة المنتخب الذي لن يتنازل بسهولة عن أي من نقاط المباراة·· كشف الدور الأول الذي عبره منتخب الغابون في وجود منتخبات قوية كغانا وليبيا عن أن الفهود طوروا كثيرا أداءهم واستفادوا بالخصوص من وجود غالبيتهم بالدوريات الأوروبية، ولو أن الأمر هنا لا يتعلق بأندية بارزة وكبيرة، فقد توصلوا بعد أن هزموا بليبروفيل نجوم غانا السود ومنتخب ليبيا إلى جمع 12 نقطة كاملة، ما قال فعلا بأنهم أنجزوا دورا أول يمكن اعتباره بالدور التاريخي الذي أكد بالملموس ما قدمه المدرب آلان جيريس المشبع بالفكر الهجومي من إضافات نوعية· ويرى جيريس أن الدور الثالث والحاسم الذي ينطلق فعليا من الدارالبيضاء سيكون امتدادا للعمل البنيوي الذي أنجز على فترات ويرمي بالأساس على تمكين منتخب الغابون من الحضور لثالث مرة بنهائيات كأس إفريقيا للأمم والتي غاب عنها منذ دورة 2000 بغانا ونيجيريا· ويحرص آلان جيريس على استثمار عنصر الإستقرار سواء عند بناء النواة الصلبة للفريق أو عند وضع النهج التكتيكي والذي يرتكز قاعديا على شاكلة 442، ولكنه يعتني كثيرا بالمتغيرات التكتيكية التي تفرضها ظروف كل مباراة على حدة· وإن بدا آلان جيريس منزعجا لغياب أبرز عنصرين، رجل الوسط والربط سيدريك مومامبا، والوسط الهجومي إريك مولانغي لظروف الإيقاف، فإنه في الآن نفسه يرى في مباراة يوم السبت مناسبة لاختبار قطع غيار بديلة، ولما لا الإستفادة أكثر من القناص والهداف العائد دانييل كوزان نجم نادي هال سيتي الأنجليزي أفضل هداف في تاريخ المنتخب الغابوني· ويعول آلان جيريس بالذات على ما استقاه بعين الخبير والناقد من ملاحظات عن طبيعة أداء الفريق الوطني، ليبني نهجا تكتيكيا يساعد فهوده على مغالبة اندفاع أسود الأطلس· هل زالت الحيرة عن لومير؟ ويكون لزاما أن يأخذ روجي لومير الناخب والمدرب الوطني وهو يدخل فعليا الدور الحاسم والمصيري بعين الإعتبار الفورة التي حدثت داخل منتخب الغابون، ويكون من الضروري أكثر أن يكون لومير قد بلغ درجة متقدمة في الإستقرار على بعض الثوابت، ما يتعلق منها بالعنصر البشري الموظف بحسب المرجعية والأهلية والتنافسية والحاجة، وأيضا ما يتعلق بالأدوات التكتيكية التي ستتحكم في منهج اللعب·· بالعودة إلى آخر مبارتين خاضهما الفريق الوطني وديا أمام زامبيا وجمهورية التشيك، فإننا سنجد أن روجي لومير وإن واصل الإعتماد على ذات الثوابت البشرية، فإنه مازال حائرا في القبض على قطع الغيار، بخاصة بعد الذي قدمته مباراة التشيك من مؤشرات على وجود جيل جديد بمقدوره أن يقلب الموازين ويكسر قاعدة الثوابت· واعتبارا لما كان بخاصة في المحكين الوديين أمام زامبيا والتشيك، فإن حراسة المرمى ستوكل مجددا لكريم زازا حارس ألبورغ الدنماركي، مع كل ما يثيره حتى الآن هذا المركز من مخاوف، فزازا وإن كان قويا في مناحي كثيرة، بخاصة ما تعلق منها بقراءة اللعب وحدس ما يأتي به المهاجمون، فإنه يظهر ضعفا نوعيا في التعامل مع الكرات الساقطة، وهو ما يفرض بالضرورة أن يتوجه روجي لومير إلى المنطقة الدفاعية والتي تركت ندوبها وهزاتها توجسا كبيرا·· بأي متوسط دفاعي سنلعب؟ ولأن تأمين المنطقة الدفاعية هو قاعدة أي بناء هجومي قوي، فإن غياب كريتيان بصير الإضطراري سيجعلنا نتوقع ظهور شمس الدين العرايشي في الرواق الدفاعي الأيمن، ما سيمثل لمدافع موكرون البلجيكي فرصة الظهور في أول مباراة رسمية، وإذا كان بدر القادوري يستمر بكل ملكاته ومرجعيته وتنافسيته في تمثل دور الظهير الدفاعي الأيسر، فإن الإستفهام سيظل قائما حول المتوسط الدفاعي، خاصة بتعافي عبد السلام وادو والعودة الإضطرارية لطلال القرقوري·· وقد تكون للمعاناة التي يستشعرها عبد السلام وادو مع ناديه نانسي منذ عودته من إصابة غيبته عن الملاعب لمدة طويلة، ما فرض الإحتفاظ به في دكة البدلاء في آخر ثلاث مباريات دورا في الإعتماد على ثنائية أمين الرباطي وطلال القرقوري، إلا إذا أظهرت الحصص التدريبية التي خاضها ويخوضها الأسود إلى غاية يوم غذ الجمعة، ما يدفع إلى الإعتماد مجددا على ثنائية وادو، طلال بخلفية تقنية تقول بضرورة أن يؤمن العمق الدفاعي بشكل لا يدع مجالا للمجازفة·· خلف هذا الوثاق الدفاعي، يقف جريا على العادة كل من يوسف سفري والحسين خرجة كصمامي أمان وكحلقة ربط إستراتيجية، انتظارا لما سيستقر عليه روجي لومير في ضبط المواقع والأدوار، إذ يظل من المرجح أن يلتزم سفري بحدود الدور الدفاعي داخل وسط الإرتداد، على أن يلتزم خرجة أكثر بتقديم إضافة هجومية، ونحن نعرف ما للرجل من تراكمات وقدرات في الخلق وأيضا في التهديف·· وتبعا لهجومية النهج التي لا يضيع معها التوازن في البنيتين الدفاعية والهجومية، فإن الأربعة مراكز ستوزع بحسب متطلبات النهج، إذ سيكون ممكنا الإعتماد عن كل من نبيل درار، امبارك بوصوفة، مروان الشماخ ومنير الحمداوي، على أن يتوزع الأربعة بحسب ما سيبرزه منتخب الغابون، والذي سيميل على الأرجح إلى بناء قاعدة دفاعية قوية تمنع الإمدادات أولا ثم الإختراقات ثانيا، وهنا ستبرز حاجتنا لأن يكون كل من بوصوفة ونبيل درار وأيضا الحمداوي في كامل الجاهزية لإنجاز مختلف كل الأدوار· ما يحتاجه الأسود! قطعا لا نستطيع مهما بلغنا من حذاقة وقدرة على الحدس والتوقع أن نتخيل الصورة التي يمكن أن تأتي بها المباراة وهي كما أسلفت حاسمة ويهمنا أن نتعامل معها كمباراة مفخخة· المتوقع أن لا يأتي منتخب الغابون ليفتح اللعب، إلا إذا أكرهته مجريات اللقاء على ذلك، وعندما لا يبدي المنافس بطبيعة الفوارق الفنية والإستراتيجية التي يعرفها ويهضمها جيدا أي رغبة في فتح اللعب، فإن ذلك يلزم الفريق الوطني بأن يتحرك أفقيا وعموديا، هجوميا وارتداديا بكامل الحرص على عدم التفريط في التوازنات، أن يدفع بكل حذر نحو تحقيق الأفضلية الفنية والتكتيكية التي تتيح تحقيق الفوز الذي سيكون أفضل بداية للأسود في مشوار التصفيات· ولتحقيق هذا الفوز في مباراة ملغومة ومفخخة، فإن الفريق الوطني يحتاج أولا إلى أداء متوازن تبرز فيه الجماعية كمحدد أساسي، ويحتاج ثانيا إلى تحضير نفسي خاص لا يستسهل المباراة ولا يهولها، لا يبيع جلد الفهود قبل قتلهم فنيا وتكتيكيا، ويحتاج ثالثا وهذا هو الأهم إلى جمهور يأتي بالفارق الإستراتيجي والحاسم في صنع ملحمة الفوز·· إن الحاجة ستكون يوم السبت بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء إلى تلك الصورة الأنطولوجية التي أعرفها عن الجمهور المغربي، صورة جمهور يحول دعمه ومؤازرته إلى بساط يحمل الأسود على مدار الساعة والنصف إلى لحظات تصنع العيد·· باسم الله مجراها ومرساها، وما توفيقنا جميعا إلا بالله· بروتوكول المباراة المغرب - الغابون إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 السبت 28 مارس 2009 المكان: مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء إنطلاق المباراة: س 20 دخول المنتخبين إلى أرضية الملعب: س 19و50 عزف النشيدين الوطنيين: س 19 و55 مندوب المباراة: كمارا المامي كابيل (غينيا) مراقب الحكام: أحمد الشناوي (مصر) المسؤول عن الأمن: عمر السلماني كونسطون: جمهورية الكونغو حكم الوسط: ديانا بادرا (السينغال) المساعد الأول: نديون مامادو (السينغال) المساعد الثاني: مامادو خليلو (السينغال) الحكم الرابع: فال أوسمان (السينغال)· آخر مواجهة المغرب الغابون: 60 الأربعاء 15 نونبر 2006 مباراة ودية الملعب: مركب الأمير مولاي عبد الله الجمهور: حوالي 5000 متفرج الشوط الأول: 10 الحكم: أوصمان سيديبي (مالي) الأهداف: المباركي (د40 ود65) وادوش (د62) البوخاري (د72) المهدوفي (د72) الصواري (د90) المغرب: الجرموني القرقوري بنعسكر الرباطي (أنور ديبا د82) بصير القادوري (المهدوفي د46) سفري عبوب (البرازي د46) بوصوفة (البوخاري د46) المباركي (الصواري د69) زرقة (وادوش د55)· المدرب: فاخر الغابون: نغيما مودونغا مبا شتينغوما (نغيما إطين د80) نغيما رودريغي تشيكا تيبولت إسيمو تيري موبا مبا (أونكاسا داني د88) تسومبو (كوبا أرسين د46) دجيسيكادي أمبسولو ماكس (بيميا نكوي د46) مي روكي· المدرب: آلان جيريس