برايا يتوعد بالرد والجيش يتعبأ بالجد لا تبيعوا جلد الدب قبل سلخه مبدئيا سداسية الذهاب وحاجة برايا لخمس توقيعات نظيفة في مرمى الجيش الملكي دون استقبال هدف بالمقابل تجعل الجيش الملكي في عداد المؤهلين، لكن سياق لقاء الموسم المنصرم وكذا التوعد بالرد كما قال به مدربه ذهابا وكذا الوضع المهزوز الذي يعيشه الفريق العسكري، يجعل ويحتم ضرورة التعاطي الحذر والإيجابي مع مباراة الإياب، لأن سبورتينغ برايا ليس لديه ما يخسره، وسيسعى للعب مباراة كبيرة بواقع المفاجأة وتكرار ما مضى· سداسية الذهاب المطمئنة إكتساح الجيش الملكي لخصمه سبورتينغ برايا وفتحه شوارع عريضة بمختلف جبهاته، وتوقيعه على 6 أهداف دفعة واحدة، تجعل المنطق والكفة تميلان بشكل واضح للطرف الأكثر تجربة والأكثر تشبعا بفصول الأدغال القارية وهو الفريق العسكري بطبيعة الحال، لكن المفاجآت الممكنة واللامنطق أيضا الذي ترتكز عليه كرة القدم يجعل من السابق لأوانه الحسم بهوية الفريق الممكن أن يكون صاحب بطاقة الترشح للدور الموالي، لكن قبل كل هذا فإن سبورتينغ برايا لم يعد خصما مجهولا، لم يعد كتابا مغلفا بألغاز المنافس الملغوم، لأن معادلته تعرت ذهابا بالرباط، ولأن تضاريس أدائه بدت على السطح واضحة لا لبس ولا تعتيم فيها· الموسم الماضي لعب مديح ضد نفس الفريق، وهذا الموسم محمد فاخر هو من يقود الجيش، ومعالم ممثل الرأس الأخضر انكشفت للثاني بعد أن كان الأول يجهلها قبل أن يصعق بثلاثية تاريخية جعلته يدخل جزاءات الأعصاب التي أقصت الجيش وفتحت عبورا تاريخيا لبرايا للدور الموالي، ومع ذلك تبقى السداسية المسجلة في مرمى الحاج سيسي مطمئنة إلى حد مع ضرورة توفي الحذر · توعد السبورتنغ ومرحلة الشك ما رن أعلن الحكم التونسي محمد المندب نهاية فاصل الذهاب بسداسية هي نصف دزنية بلغة أهل الكرة في مرمى ممثل فريقه قادر على التعيوض إيابا، بل له من آليات الرد ما يجعله مطمئنا على العبور للدور الثاني· >سنفوز عليكم بالخمسة وسترون<·· عبارة اختزلت كثيرة من فواصل حرب تفسية مفتوحة على مصراعيها، سيما وأن المدرب يدرك جيدا أن الجيش يجتاز مرحلة فراغ صعبة وطالت زيادة عن اللزوم بالبطولة الوطنية، ودارس لمختلف المركبات النفسية التي ترخي بظلالها في عالم الكرة على البطل الذي يفقد بوصلة الإيقاع المرجوة· لا يبدو أن سبورتينغ برايا هو إينمبا النيجيري، أو كانون ياوندي، أو كوطون سبور الكاميرونيين، أو حتى كوطوكو الغاني، كي يتجرأ ويبدي عزمه على تجاوز سداسية الذهاب إن لم يكن متمكنا من أسرار ما، أو محتكما على سند سري قد يرجح كفته، وهنا لا يمكننا تهويل الواقع أو زيادة الضغط على لاعبين الجيش وإنما إثارة انتباههم لضرورة الإحتراس وأخذ اللقاء مأخذ الجد اللازم من أجل إنجاز المهمة المنتظرة إن شاء الله وبأفق الأحزان الممكنة· كومندو الخواطر أم ترسيم الجاهزين يبدو أن محمد فاخر لم يعد ضابطا لإيقاع الأمور كما ينبغي له أن يكون في هذا الظرف الدقيق والحساس، بدليل أنه ارتكن إلى فلسفته وقناعته بضرورة الإعتماد على وجوه دون غيرها مع بداية البطولة، ليقينه التام وثقته المطلقة والعمياء في أنها تستحق ذلك قبل أن يعمد ويدخل من كأس الشمال إلى فسح المجال لوجوه ظلت أسيرة كرسي الإحتياط ولدكة البدلاء زمنا طويلا، حيث أعاد (الباسل، لمساسي، ناطر، لمريني وقاسمي) للواجهة بعد غياب ملحوظ· شاكلة الذهاب والتي ظهر أنها مدفوعة بغطاء ووازع هجومي أنجزت المهمة المنتظرة منها وبامتياز، لكن الفارق المطروح هنا هو أن فاخر سيلعب خارج قواعده وليس بالرباط، ما يعني ضرورة الإعتماد على أسماء أخرى، وبمقاسات مختلفة، فبعودة فلاح مثلا ستثار إشكالية تخص دور السراج، هل سيعود لوضع الرواق الأيسر أم أنه سيلعب احتياطيا ويترك الزمام لقاسمي؟ أوشلا بدوره قد يترك مكانه للعوماري، وقبلي قد يعود ليشغل مكان لمساسي والبصري في دور المسح، على أن العلاوي، قديوي، مديحي هي خيارات هجومية كلاسيكية، والمهم داخل كل هذا هو النصر أيا كانت أسماء الكومندو· صورة الجيش في مرآة العصبة ليس برايا هو من سيعطينا صورة الإنطباع حول نوايا العساكر في الإبحار في عصبة لا تعترف سوى بالكبار، وليس ممثل الرأس الأخضر هو من سيشكل مقياس الحكم حول مناعة الجيش وأحلامه القارية، لأن حيتان المنافسة وصناديدها هي في غرفة الإنتظار، هي معفية أصلا من أوجاع الأدوار التمهيدية الأولى (الأهلي، الزمالك، أسيك وإينمبا والهلال)، ومع ذلك تبقى ضرورة العبور من موقع إقناع وليس شك حتى تبعث رسالة إن شاء الله للخصوم، مفادها أن الجيش ركز بوصلته قاريا وليس محليا، وأنه بصدد نسج خيوط أحلامه في جبهة العصبة وليس غيرها، لكن داخل كل هذا يتعين عدم بيع جلد الدب الأخضر قبل سلخه، وتلك هي أحكام الكرة· تصريحات عسكرية إستفدنا من دروس الماضي محمد فاخر مدرب الجيش الملكي: >مباراة الذهاب أتاحت لنا فرصة معرفة الخصم، نتيجة الذهاب ليست مؤشرا حاسما على أننا وضعنا رجلنا في الدور القادم، سنحاول قدر الإمكان العودة بتأشيرة التأهيل من قلب برايا إن شاء الله· الفترة الحالية تقتضي منا إنجازا من حجم التأهيل كي نستعيد الثقة بالنفس، سنحاول قدر الإمكان العمل على العبور الآمن وبأقل الأضرار الممكنة منها البطاقات الصفراء والإصابات، ومع ذلك درس الموسم المنصرم يجعلنا نأخذ اللقاء بالجدية المطلوبة<· الحسين أوشلا: >نجتاز واحدة من الفترة الصعبة في مسيرة هذا الموسم، أظن أننا بحاجة للتأهيل إن شاء الله كي نأخذ إنطلاقة ثانية، المنافس أبان عن مستوى تقني محدود نسبيا، لكن هذا لا يعني أننا وضعنا رجلنا في الدور الثاني كرة القدم بلا منطق وتتطلب منا تعاملا حذرا مع المباراة<· عصام الراقي: >أعتقد أن أجمل سيناريو يمكن أن تأخذه مباراة الإياب هو أن نسجل هدفا هناك، لزيادة الضغط على برايا، وتصعيب مهمته، سبق لي وأن لعبت الموسم الماضي ضده وهو فريق محترم ولا أظن أنه مسموح لنا بأن نكرر غلطة ما عشناه سابقا<· مراد فلاح: >كرة القدم لا تحتكم بالمنطق ولا يمكن أن نرتهن لنتيجة الذهاب على أنها حسمت الأمور لصالحنا، شخصيا عدت من الإصابة وأتأسف للوضع الحالي الذي يعيشه الفريق، ما أتمناه هو أن نجتاز المنافس بأقل الأضرار والمجهودات الممكنة· العصبة تتطلب منا طول نفس وما هذه إلا البداية ولا أظن أننا سنهزم بخمسة لصفر كما قال مدرب برايا<· عبد الرحمان لمساسي: >تدريجيا بدأت أستعيد لياقتي وأستعيد إمكاناتي وقبلها الثقة بالنفس، لا يهم أن ألعب أو يلعب غيري، ما هو مهم أن نلعب بروح المجموعة وبإصرار الفريق العسكري من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة الأكثر أهمية في القارة الإفريقية· برايا منافس مغمور وأنا لا يمكن أن أطمئن على التأهيل إن شاء الله إلا بنيله على أرض الواقع وليس بالأماني، نحن بحاجة لانطلاقة ثانية تصالحنا مع الذات والجمهور<·