قبل أسابيع قليلة كنت قد تحدثت في موضوع التهميش المبالغ فيه لدى القاعدة الصغرى للأندية الوطنية الأساس العام للمنتخبات الوطنية الصغرى من مؤدى غياب القناعات البشرية والإختيارات المحترمة والعناية اللازمة بمنتوج المستقبل الكروي المغربي، فضلا عن إشكاليات غياب تكوين الأطر الساهرة على هذا الرعيل اعتمادا على مؤهلاتها المنقوصة للتعامل مع الطفل وكيفية تلقينه المبادئ الأولية لكرة القدم، كما تحدثت عن الإتجاه المعاكس لرؤساء الأندية المنصب في أساسياته على الفريق الأول وصرف الأموال الطائلة في تدبيره النسوي والبشري واللوجيستيكي دونما رعاية مطلقة بقاعدة المستقبل على نفس درجة العناية ولو بأقل الإمتيازات لتحفيز الصغار على حب الفريق والإنتماء الأصلي وغيرها من شروط الدعم المعنوي والنفسي· وعندما يأتي جون بيير مورلان المدير التقني بالجامعة الملكية ليضع النقط على الحروف في حواره مع الزميلة رسالة الأمة ليوم تاسع فبراير، ويضع الكثير من الإستفهامات في جوانب عدة تهم القاعدة والعصب، إلى جانب العديد من الإجابات الواضحة حول سلبيات البنية التحتية التي تعيق استقبال المواهب، وعندما يؤكد مورلان قائلا: >هناك نقص خطير في مجال البنية التحتية وعدد من المدن لا تتوفر على ملاعب لاستقبال عدد هائل من الأطفال، وثانيا يعاني المدربون نقصا في مجال التكوين، خصوصا الذين يعملون مع الفئات الصغرى، وفي جميع البلدان المتقدمة، هناك برنامج منتظم لتكوين المكونين، كما ليس عيبا أن يتم التعاقد مع لاعبين سابقين للإشراف على الفئات الصغرى، لكن لا يجب أن نقلل من العمل الذي يمكن أن يقوم به أي مدرب على مستوى هذا الفئات، وللأسف الشديد، العديد من الفرق لا تدرك أهمية التكوين على مستوى الفئات الصغرى، ويبقى العمل منصبا بالدرجة الأولى على الفريق الأول، دون أن يتعامل بالمثل مع الأطفال الصغار، ليس بإلزامية إعطاء المنح للاعبين الصغار، ولكن على الأقل لتحفيزهم··<· فإنه يكشف على ذات القناعة كأجنبي ويقف مشدوها أمام هذا الإنكماش الواضح لفرق صغرى تعاني خصاص البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية وغيرها من الظروف المريحة للممارسة، كما يقف على سلبية العمل الفني للأطر الساهرة على التكوين بدلالات ربما يعتبرها نقصت جوهريا في عملية تلقين مبادئ كرة القدم، كما يراهن على عنصر التخاذل المنهجي لرؤساء الأندية لقاعدتهم والإهتمام الأولى للكبار كصورة قوية للمدينة والبطولة وكمتوج استثماري للوافدين بأموال طائلة· ولن أكون أفضل من مورلان في عملية البحث والدراسة والإختصاص التقني، لأنه رجل ميدان، ويعي ما يقوله ويراه كمنهج سلبي في كرة القدم المغربية، لكن ما أراه كعين ممارس وإعلامي، هو أن القاعدة غير منتجة بالأسماء التي يمكن أن نفرح بأهليتها المحلية والدولية، وغير مؤطرة بنسبة عالية من الكفاءات المكونة في مجال تلقين مبادئ كرة القدم، وحري بها وبقدمائها أن يطالبوا بالتكوين القاعدي والإستفادة الإضافية في مجال السلوك النفسي للطفل وقياس مدى حبه للكرة أو الدراسة بقياس منهج رياضة/دراسة· وخطورة هذا الوضع ينبثق أساسا من أهداف الإدارة المسيرة التي تخطط لفريقها الأول أكثر بكثير من تسيير لجنة الشبان أو القاعدة الصغرى ككل، وتلك هي معضلة خصاص المنتخبات الصغرى· ويخطرني هنا ما قاله إيمي جاكي المدرب الأسبق لمنتخب فرنسا والذي فاز معه بمونديال كأس العالم 1998 حين أكد قائلا: >لا يهم أن يفوز منتخب الشبان أو الفتيان أو الصغار ببطولة أو كأس ما يقدر ما يهم كم من الوجوه مد بها الفريق الأول أو المنتخب الأول، إذ ما يعنيني هو أن يصعد لاعب أولمبي أو من الشبان أو الفتيان درجات الأهلية ليكون نجما على الإطلاق<·· وهي مقولة ظلت منحوتة في ذهني طيلة السنوات الأخيرة كبنك معرفي وإرادي يأمله ويرغبه أي مدرب وطني ساهر على المنتخب الأول يمثل رؤية مدربي الأندية الوطنية الذين يعتمدون اليوم على قلة قليلة من الشبان الصاعدين، وربما لا يؤهلونهم لكثرة الإنتدابات، أو لعدم وجود مكان قار حتى في الإحتياط· وربما أكون صادقا ومدافعا على الطاقات الصغرى لأنها تظل مغبونة بانشغالات المدربين بأسطولهم البشري المتوارث من أندية أخرى، وربما يكون إيمي جاكي قد وضع الأصبع على نقطة الضعف التي تعيشها أكثر المنتخبات العالمية، ولم لا يكون مؤاداها ومنطقها منصبا على قاعدة الأندية مثلما تعيشه أندية المغرب·