أؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره لنا حظوظ متساوية مع الجميع للمنافسة على اللقب شاءت الأقدار ولعنة الإصابات أن يبتعد نجم الدفاع الحسني الجديدي الواعد عبد الله لهوا مكرها عن فريقه لفترة طويلة بعد إصابته بكسر مزدوج في كاحل رجله اليسرى خلال مباراة الدفاع /الكوكب برسم الدورة 17 بملعب العبدي، بل إن هذا الحادث حرمه من ولوج عالم الإحتراف رفقة نادي لوهافر الفرنسي الذي خطب وده، لكن بيبو بإيمانه القوي يعتبر كل ما حدث قضاء وقدر وأن الخير في ما اختاره الله، في هذا الحوار نسترجع مع اللاعب عبد الله لهوا أو بيبو الجديدة شريط الحدث الأليم الذي خلف أسى عميقا في نفوس الدكاليين، ويروي فصول تألق فريقه هذا الموسم ورهاناته القادمة لنتابع· المنتخب: أولا نهنئك على نجاح العملية الجراحية، هل لك أن تحدثنا عن ظروف الحادث؟ لهوا: لم أكن أتوقع هذا الحادث، حيث كانت أرضية الملعب مبللة نتيجة التساقطات المطرية وانسجاما مع تعليمات المدرب براتشي الذي كان يحثني على المزاوجة بين الدفاع والهجوم عبر الرواق الأيمن كنت من حين لآخر أعود لمساندة زملائي في خط الدفاع، وخلال إحدى المحاولات لفريق الكوكب المراكشي وبينما كنت في صراع مع اللاعب الضرضوري إنزلقت رجلي اليسرى لأفاجأ بكسر في الكاحل شل حركتي على رقعة الملعب· المنتخب: كيف كان شعورك بعد هذا الحادث الأليم؟ لهوا: صدقني لقد عشت وضعا نفسيا صعبا بعد تعرضي للإصابة وأجهشت بالبكاء وكدت أفقد وعيي لأنني إعتقدت أن مشواري الكروي انتهى مبكرا ولن أحمل قميص الدفاع مستقبلا، وهذا شيء طبيعي لأنني مازلت في بداية المشوار ولم أؤمن مستقبلي بعد، لكن سرعان ما تجاوزت هاته المرحلة العصيبة لإيماني بقضاء الله وقدره، خيره وشره· وقد سعدت كثيرا بعدما أبلغني طبيب الفريق الدكتور بياض والبروفيسور الحرفاوي بأن هذه الإصابة لا تدعو للقلق وبإمكاني العودة مجددا إلى الميادين بعد انتهاء فترة العلاج· المنتخب: متى ستعود إلى الملاعب الوطنية؟ لهوا: بعد خضوعي لعملية جراحية بالبيضاء على يد البروفيسور ناصر الحرفاوي، والتي كللت بالنجاح، حيث تم تثبيت الكاحل بواسطة الصفائح المعدنية، عدت إلى الجديدة لاستكمال العلاج الذي سيستمر لمدة شهر ونصف، بعد ذلك سأخضع لعملية الترويض بالرباط أو البيضاء لأزيد من ستة أسابيع، وبالموازاة مع ذلك سأستأنف التداريب بشكل تدريجي رفقة الدفاع الجديدي لاستعادة طراوتي البدنية، وسأعود إن شاء الله لمجاورة الفريق خلال شهر أبريل القادم على أبعد تقدير<· المنتخب: كنت مرشحا للانتقال لنادي لوهافر الفرنسي خلال الميركاتو الشتوي لولا لعنة الإصابة، هل ندمت على خوض لقاء الكوكب المراكشي؟ - لهوا: بالفعل، كنت أستعد بعد مباراة الكوكب المراكشي للإنتقال إلى فرنسا للخضوع لتجربة احترافية رفقة نادي لوهافر الذي تربطه بالدفاع الجديدي اتفاقية شراكة، إلا أن إصابتي بكسر على مستوى الكاحل حرمتني من ولوج عالم الإحتراف ضمن فريق لوهافر الفرنسي الذي أبدى مسؤولوه رغبة جامحة للإستفادة من خدماتي التقنية خلال هذا الموسم، وبدوري كنت متحمسا لخوض هذه التجربة الإحترافية الأولى من نوعها في مشواري الكروي من أجل تحسين وضعيتي الإجتماعية وتطوير مستواي التقني، لكن (المكتوب مامنو هروب) كما يقال، وأحمد الله على كل حال ولم أندم على مشاركتي في مباراة الكوكب التي تعرضت خلالها للإصابة· المنتخب: هل كانت هناك عروض أخرى من أندية وطنية وأجنبية؟ - لهوا: لقد توصلت بعروض كثيرة من أندية وطنية وأجنبية قبل وبعد بداية الموسم، في مقدمتها الرجاء البيضاوي وأندية خليجية عديدة ونانط الفرنسي، غير أن مسؤولي الدفاع الجديدي رفضوا تسريحي لحاجة الفريق إلى خدماتي، ومؤخرا رحبوا بعرض لوهافر لأنه كان الأفضل وسيعود بالنفع العميم على النادي من الناحية المادية، لأن صفقة الإنتقال كانت مغرية، فأتمنى أن أستعيد عافيتي في أسرع وقت حتى أتمكن من استعادة تألقي ومعانقة الإحتراف بعد نهاية الموسم· المنتخب: كيف كان رد فعل لاعبي ومسؤولي الدفاع بعد إصابتك بكسر في الكاحل؟ - لهوا: بكل صراحة تأثر الجديديون كثيرا بعدما تناهى إلى علمهم خبر تعرضي لكسر في الكاحل، وقد زارني كل مكونات فريق الدفاع الجديدي بمنزلي قبل وبعد إجرائي للعملية الجراحية، وكانوا فعلا سندا قويا لي في محنتي، ورفعوا كثيرا من معنوياتي، كما تلقيت مكالمات هاتفية من طرف عدد من لاعبي الأندية الوطنية الذين بالمناسبة أشكرهم جميعا على إلتفاتتهم الطيبة، كما أشكر أيضا الجمهور الدكالي الذي أعتبره رأسمالي الوحيد لوقوفه دائما بجانبي، وأنا مدين له بالشيء الكثير<· المنتخب: ألا ترى بأن غيابك لمدة ثلاثة أشهر عن الميادين سيؤثر سلبا على أداء فريقك داخل البطولة الوطنية؟ - لهوا: لا أعتقد أن غيابي عن الدفاع الجديدي سيكون له تأثير سلبي على مردوديته ونتائجه داخل البطولة الوطنية لهذا الموسم، لأن الخلف ولله الحمد موجود، فهناك عناصر بديلة ومتميزة قادرة على منح قيمة مضافة للفريق الجديدي الذي لا يراهن على عنصر بعينه، وإنما على المجموعة ككل، ورغم غيابي عن الدفاع لمدة ثلاثة أشهر، فإنني لن أبخل عنه بتشجيعاتي المتواصلة خلال المباريات القادمة، لأن حب الدفاع يسري في دمي وعروقي· المنتخب: ماذا يمكنك القول عن مسيرة الدفاع الجديدي هذا الموسم؟ - لهوا: كما لاحظ الجمهور الرياضي وكل المتتبعين للشأن الكروي الوطني، فقد وقع فريق الدفاع الجديدي خلال هذا الموسم على مسيرة موفقة هي امتداد للصحوة الكبيرة التي عرفها النادي خلال الثلاث سنوات الأخيرة، حيث حافظ على نسقه التصاعدي داخل بطولة الصفوة التي أصبح أحد منشطيها البارزين، ولعل تصدره حاليا لسبورة الترتيب وإحرازه مؤخرا للقب الخريف الفخري مؤشر قوي على أن الدفاع اليوم لم يعد فريقا صغيرا يلعب أدوارا ثانوية، بل أضحى قوة كروية يحسب لها ألف حساب، فأتمنى أن يسير على نفس النهج حتى يحقق هدفه المنشود· المنتخب: ما السر في ظهور الدفاع الجديدي بصورة قوية داخل البطولة؟ - لهوا: منذ صعود الدفاع الجديدي إلى قسم الكبار وهو يحقق نتائج باهرة، مما يعني أن الفريق اليوم يجني ثمار استقراره، فقد قضى الدفاع الجديدي أطول فترة في تاريخه في بطولة القسم الثاني (أي ست سنوات)، وهي مدة كانت كافية للمسؤولين الجديديين لإعادة بناء وتكوين فريق قوي وتنافسي للمستقبل، فكانت النتيجة أن برزت موجة جديدة من اللاعبين الموهوبين الذين سطع نجمهم بقسم المظاليم وقادوا الفريق نحو الصعود إلى الدرجة الأولى، ومع توالي المباريات اكتسب اللاعبون خبرة كبيرة، كما أن المكتب المسير انتدب عناصر جديدة منحت هي الأخرى قيمة نوعية مضافة للنادي واستطاعت أن تنسجم بسرعة مع المجموعة الدكالية، وبالإضافة إلى الإستقرار البشري كان هناك استقرار على مستوى الإدارة التقنية رغم تغيير المدربين دون أن أغفل أيضا الجانب المادي، حيث تعاقد المكتب المسير مع بعض المستشهرين الذين أنعشوا خزينة الفريق الذي لم يعد يشكو من الضائقة المالية، كل هاته العوامل وأخرى ساهمت في رسم هذا التحول الإيجابي للفريق الجديدي· المنتخب: هل في اعتقادك الدفاع الجديدي قادر على المنافسة من أجل إحراز لقب البطولة هذا الموسم؟ - لهوا: من الصعب الآن الجزم بكون الدفاع أقوى مرشح للفوز بدرع البطولة أو أي فريق آخر، بالنظر إلى الفارق البسيط من النقط بين أندية الطليعة حاليا· بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي أرى أنه يملك حظوظا متساوية مع باقي الأندية المنافسة للظفر باللقب، خاصة وأنه يضم مجموعة قوية ومتجانسة تلعب كرة حديثة وعصرية، تنتظرنا خلال مرحلة الإياب مبارتين قويتين أمام منافسين قويين وهما الرجاء بالبيضاء والجيش الملكي بالجديدة، وإذا تجاوزنا هذين الفريقين آنذاك يمكن الحديث عن درع البطولة، خلال الموسمين الأخيرين خانتنا السرعة النهائية واستخلصنا الدروس والعبر، وسنعمل إن شاء الله على مناقشة كل المباريات القادمة بجدية ورزانة لتفادي كل المفاجآت التي تحدث أحيانا في آخر الموسم· المنتخب: كيف ترى المستوى العام لبطولة هذا الموسم؟ لهوا: البطولة الوطنية لهذا الموسم تختلف عن سابقاتها من حيث المستوى التقني، إذ أفرزت أغلب اللقاءات منتوجا كرويا رفيعا، وذلك نظرا للإعداد الجيد والمبكر للأندية الوطنية قبل بداية الموسم والمتغيرات الكبيرة التي طرأت على تركيبتها البشرية، وتبقى أبرز ملاحظة هي الصحوة القوية لبعض الأندية الصغيرة وتراجع أداء ونتائج فرق كلاسيكية كانت إلى عهد قريب تنافس من أجل الألقاب، كما ساهمت عملية إعادة تعشيب بعض الملاعب الوطنية في الدفع من الأداء العام لبطولة الصفوة التي بدأت تسترجع هيبتها على المستويين الإفريقي والعربي، ومن المؤكد أن الدورات القادمة ستكون حارقة ومشوقة بين أندية تصارع من أجل الظفر بدرع البطولة وأخرى تبحث عن طوق النجاة من مخالب النزول إلى قسم المظاليم· المنتخب: ما هي الأسماء التي كانت وراء اكتشاف اللاعب لهوا؟ لهوا: كثيرة هي الأسماء التي كان لها دور كبير في بروز اللاعب عبد الله لهوا، بدءا من والدي رحمه الله ومجموعة من المؤطرين بفرق الأحياء الذي لقنوني المبادئ الأولية وأبجديات كرة القدم، ولم تتح لي الفرصة للإنضمام إلى الفئات الصغرى للدفاع الحسني الجديدي، وذات يوم عرض علي السيد مصطفى عاشر عضو المكتب المسير للنادي فكرة التوقيع لفريق الشبان كمرحلة أولى قبل الإلتحاق بالفريق الأول، وقد قبلت الدعوة وخضت أول تجربة صحبة الشبان، وفي الموسم الموالي قدمني عاشر للمدرب المساعد للدفاع السينغالي أوصمان، هذا الأخير اقترح علي الإنضمام للتداريب قصد الإستئناس بأجواء الكبار، وكان في كل مرة يحثني على المثابرة لانتزاع رسميتي ضمن فريق الدفاع·· وقد تحققت أمنيتي بعدما أشركني كلاعب رسمي في إحدى مباريات البطولة، حيث قدمت عطاء مقنعا نال إستحسان الجميع، لتبدأ رحلتي مع الدفاع، فأنا مدين بالشيء الكثير لهذين الرجلين اللذين لولاهما لكان مصيري الضياع· المنتخب: تربطك علاقة صداقة حميمية بلاعب الجيش الملكي يوسف القديوي، كيف تفسير لنا هذه العلاقة الأصيلة؟ لهوا: علاقتي بأخي وصديقي يوسف القديوي تمتد لأزيد من عشر سنوات، حيث ننتمي لنفس الحي بمدينة الجديدة، وكنا نمارس هوايتنا المفضلة كرة القدم بالشاطئ البلدي وبفضاءات المدينة، ورغم انتقاله للعب ضمن الجيش الملكي، فما زال التواصل بيننا مستمرا، وأتمنى له التوفيق في مسيرته الكروية رفقة الفريق العسكري· المنتخب: يلقبك الجمهور الدكالي ب "بيبو"، ما هي قصة هذا اللقب المستعار؟ لهوا: كنت شغوفا بكرة القدم التي نسجت معها قصة حب في سن مبكرة، وكان والدي رحمه الله يلعب ضمن فريق بالقسم الشرفي يدعى نجم أولاد فرج، ولما اكتشف أنني أتميز بسرعة خارقة وقدرة على الإختراق من مواقع مختلفة أطلق علي لقب "بيبو"، ومنذ ذلك الحين والجمهور الجديدي يناديني بهذا الإسم الذي أعتز به ولا يشكل لي أي إزعاج· المنتخب: بماذا تود أن تختم هذا الحوار الشيق؟ لهوا: أشكر كل من وقف إلى جانبي في محنتي الحالية وآزرني، وأتمنى أن أسترجع عافيتي في أقرب وقت ممكن، لأعانق جمهوري من جديد لأنني اشتقت كثيرا إليه، كما أتمنى أن يحالف الحظ الدفاع الجديدي هذا الموسم لإحراز لقب البطولة الوطنية الذي ظلت تشرئب إليه أعناق الجديديين لأزيد من خمسة عقود، وشكرا لجريدة المنتخب على هاته الإستضافة التي مكنتني من اللقاء بالجمهور المغربي· بطاقة عبور الإسم الكامل: عبد الله لهوا الللقب: بيبو من موالد: 19/07/1986 الحالة الإجتماعية: عازب الطول: 1.74 متر الوزن: 64 كلغ البرج: السرطان مركز اللعب: مهاجم الفريق الأصلي والحالي: الدفاع الجديدي عدد الأهداف التي سجلها هذا الموسم: هدفان لاعب سابق للمنتخب المغربي الأولمبي·