أقل من شهر هو ما يفصلنا عن مباراة الأسود الودية ضد جمهورية التشيك والتي تسبق اللقاء الرسمي الأول للمنتخب الوطني ضد الغابون نهاية مارس القادم، وبين هذه الفترة فإن روجي لومير قد بدأ أموره الجادة ومساعيه المؤكدة لوضع آخر الروتوشات والتعزيزات قبل الحسم في هوية الإضافات وكذا المقصيين· حيرة لومير ويقين المرحلة وأخيرا بعد الزيارة الأخيرة لفرنسا وهولندا مناصفة بين المدرب الفرنسي روجي لومير والإطار الإداري الذي واكب الرحلة، فإن الأمور اتضحت بشكل جلي وآخر الآمال المعلقة على انتداب من علق عليهم كثيرا منها تبخرت والمقصود منها بطبيعة الحال هما يونس قابول في مقام ثاني وعادل رامي في السباق الأول، وكلاهما تأكدت استحالة ضمها لتركيبة الأسود على الأقل خلال الفترة المقبلة التي تسبق لقاء الإفتتاح أواخر مارس القادم ضد الغابون، بل تواصلت فصول الحيرة نتيجة لعدم وضوح نوايا وموقف اللاعبين برغم ما تم لتسريبه بخصوص ضمانات مالية مقدمة في صورة مبالغ محفزة خاصة لرامي لحمل ألوان الفريق الوطني، ورفضهم الدخول في هذا الشق على إعتبار أن وضعهم للمنتخب الفرنسي على الأولوية غير مرتبط بأمور مثل هذا النوع من التعاملات، لينضاف واقع الحيرة كما جسده إسماعيل العساتي الذي شكل نقطة الضوء في المفاوضات الشاقة مع الجامعة بتأخره المبرمج على التأثير على موافقته وفق المساطر الإدارية باللعب للمنتخب الوطني وتأكيد ذلك على أرض الواقع للفيفا·· إلى هنا قرر لومير العودة لنقطة الصفر والبحث عن حلول بديلة· المعتز وشمس الدين يضيئا الأسود وكما كانت >المنتخب< سباقة لإثارته في حينه فإن أولى الخيارات المطروحة أمام روجي لومير لمحور الدفاع نتيجة لاقتناعه التام بعطاءاته ومردوده خلال مباراة فريقه لوكرين ضد أندرلخت هو حسن المعتز الظهير الأيسر متعدد الإختصاصات، والذي يبصم على أداء كبير رفقة ناديه هذا الموسم·· وبحسب مصادرنا فإن ما كان يعيق عودة المعتز هو الخطوة الفردية التي احترف بها ونزاعه مع إدارة الجيش الملكي، وهي أشياء تم التغلب عليها على شاكلة قضية زمامة، ليكون المعتز هو الإضافة القادمة التي ستشعل نار المنافسة على رواق أيسر بخيارات عديدة (قادوري العكشاوي والسباعي)، بخلاف الظهير الأيمن الذي يمثل كريتيان بصير قصته الوحيدة في مسلسل البحث عن قطع غيار بديلة على ضوء رفض الركراكي الإنضمام للأسود· ولأن محور وسط الدفاع يمثل بؤرة القلق والحيرة الأولى للمدرب الفرنسي، خاصة كما سبق القول على ضوء رفض عادل رامي ويونس قابول اللعب للأسود، فإن المفاجأة الثانية كانت هي التوجه رأسا صوب بلجيكا، حيث التتبع المرحلي لعطاءات شمس الدين العرايشي لاعب موكرون البلجيكي أفضى إلى الإقتناع بأدائه كوجه للتجريب ووضعه أمام المحك الإختباري الحقيقي في مباراة التشيك يوم 17 فبراير القادم· لاعب يجيد اللعب في كل المراكز الدفاعية ويبلغ من العمر 27 سنة ويتميز بخصال فنية قوية ويلعب بكلتا قدميه، ومع المعتز والعرايشي هناك تتبع صلاح الدين عقال كوجه من الخليج يلعب بالرجل اليسرى المطلوبة لخط الوسط الذي يحتضن من يلعبون بقدمهم اليمنى، وحسن علا لاعب لوهافر وكمال الشافني، وهي إضافات نوعية يلح عليها لومير خاصة لمحور الدفاع مع ما تردد بخصوص وضع بعض لاعبي البطولة أمام محك التجريب للخروج باسم واحد بين (اللويسي، أولحاج وبندريس)· السويد والكونغو اختباران متناقضان بعد مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره من الشيك والتي تقرر لها يوم 11 فبراير القادم بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء والمباراة الأولى في التصفيات المونديالية نهاية مارس القادم ضد الغابون بنفس الملعب، فإن الفراغ الذي كان مطروحا بعد هذه المرحلة حرك روجي لومير لتدبيره بإتزان ومن الآن، بعد كل الصعاب التي وجدتها الجامعة سابقا في الوصول لمنتخبات تختبر معها وبها قدراتها، وهكذا تأكد الإتصال بالجامعتين لكل من السويد وجمهورية الكونغو من أجل خوض اختبارين بعد لقاء الغابون، الأول سيكون بالمغرب والثاني بإسبانيا بين كل من ألميريا وماربيا، وقد تشهده حتى اشبيلية، حيث سيلاقي الأسود منتخب السويد في مباراة تسبق صدام الرعب ضد المنتخب الكاميروني، ولو مع ما يطرحه التباري أمام منتخب اسكندنافي من صعوبات ومن استغراب لواقع الإحتكاك مع مدرسة مختلفة في الجملة والتفصيل عن أسود الكاميرون· وبحسب مصادرنا دائما فإن لقاء الغابون ونتيجته وكذا طبيعة الأداء المقدم وأيضا جاهزية بعض العناصر هي الكفيلة بإتاحة الفرصة أمام لومير لإجراء تغيير هيكلي كبير سيما على مركزي الحراسة والدفاع اللتان تشكلان بالنسبة له وساوس بالجملة دفعته إلى طلب دعم واستشارة من مدربي الأندية الوطنية لتقديم وجوه تلعب أدوارها بنفس التميز، بالمقابل عبر لومير عن عميق ارتياحه لأداء المهاجمين الذين يقدمون مستويات كبيرة في البطولات الأوروبية بشكل سيكون انعكاس إيجابي على أداء الأسود وفاعليتهم (الشماخ، حجي، باها والحمداوي)· هكذا إذن وصل الفريق الوطني ومعه الناخب الوطني بعد 7 أشهر كاملة قضاها على رأسه، إلى كل المفاتيح التي بإمكانها أن تعطي الأسود سبق وصدارة مجموعته الحارقة للتواجد ببلاد الجنوب القارة السمراء بعد سنة ونصف من الآن، برغم كل الإكراهات الموضوعة أمامه·