مباراة هيتشكوكية تلك التي خاضها الوداد أمام الإتحاد السوري في دوري أبطال العرب عندما اجتاز بصعوبة العراقيل للقبض على بطاقة التأهل في اللحظات الأخيرة، بيد أن المباراة على جنونيتها فقد قدمت دروسا مجانية، أهمها أن الأمل يظل قائما إلى حين إعلان الحكم عن النهاية، وأن الأهداف ليست رهينة بزمن المباريات، لذلك فالفريق الأحمر وإلى غاية الدقيقة 85 كان محكوم عليه بالإقصاء قبل أن يعدل الكفة، ثم يسجل الهدف الثاني الذي رفع الوداد إلى دور الربع· أما الدرس الثاني فقد كان قاسيا تجاه الجمهور الأحمر الذي حضر لمساندة الفريق·· شخصيا كنت أنتظر أن المباراة لن تكون سهلة ولا هينة على الوداد، وانتظرت كل هذه الصعوبات قياسا مع قيمة الخصم وما قدمه من مستوى في مباراة الذهاب وفوزه بهدف للاشيء، وقياسا أيضا بالظرفية العصيبة التي يمر منها الوداد نتيجة تراجع مستواه في البطولة، لذلك طالبنا بحضور وازن للجمهور، لدعم اللاعبين الأحوج للمساندة، لكن ما لم يكن منتظرا أن يتحول هذا الجمهور إلى أداة للتأثير سلبا على اللاعبين وكذا الطاقم التقني، صحيح أن الإرتباك كان واضحا على اللاعبين والمردود لم يكن مقنعا، لكن ما كان لجماهير الوداد أن تزيد في استفحال الأمر وانتقاد الفريق، خاصة أن كل شيء كان ممكنا وإلا لما سجل الوداد هدفين في اللحظات الأخيرة· لا ننكر أن الفريق الأحمر يمر بمرحلة فراغ وأزمة نتائج وأداء، وصحيح أن كل شيء كان ممكنا وإلا لما سجل الوداد هدفين في اللحظات الأخيرة، لا ننكر أن الفريق يمر بمرحلة فراغ وأزمة نتائج وأداء، وصحيح أن هذا الوداد لم يَفِ بعد بالوعود الذي قدم قبل إنطلاق الموسم كفريق سيستعيد تألقه وتوهجه وسينافس على الألقاب، لكن الجمهور الحقيقي هنا يتأكد دوره وحبه وشغفه ليس فقط عندما تبتسم النتائج وتهزه الأهداف، ولكن دوره الأساسي إنما يحتاجه الفريق عندما يفقد الأخير توازنه وثقته، وعندما تظل سماؤه مكفهرة بسحابات المشاكل، هنا يطلع دور الجمهور في الأوقات العصيبة والحرجة·· مع الأسف أن جمهور الوداد أو فئة منهم دبّ إليها اليأس مبكرا وسارت تهتف بشعارات معادية للفريق وللمدرب وأدارت ظهرها لدورها في مؤازرة اللاعبين والرفع من معنوياتهم، مع أن اليأس في الأخير هو إعلان عن استسلام مبكر للهزيمة وفقدان غير مشروع للأمل، علما أنه كان هناك متسع من الوقت لتحقيق ما يمكن تحقيقه، فبذل اليأس كان على جمهور الوداد أن يواصل التشجيع الذي انطلق به، وقد تابعنا كم كان وقع الهدف الأول وعودة الجمهور للدعم والمؤازرة إيجابيا على اللاعبين، فكان من ثمرة ذلك تسجيل هدف التأهل·· لنسأل إذن الجماهير الغاضبة التي احتجت وانتقدت الفريق، لماذا عادت لتشجيع اللاعبين مباشرة بعد توقيع الهدف الأول·· سيكون أمرا مخجلا أن يزيد الجمهور من جراح الوداد الذي يعيش أصلا مشاكل داخلية جمة·· مشاكل في الواقع لن تزيده إلا تراجعا واستفحالا للوضعية الحالية على المستوى التقني والتدبيري، والمنطق يقول بضرورة حل المشاكل بعقلانية واحترافية ما دام الوداد يملك كل الأدوات لتحقيق نتائج أفضل مما سجل، لكن المشكل يبقى في الأساس هو الإستعجال الذي يتملك الفعاليات الحمراء لمعانقة أفضل النتائج، ثم هذا اليأس الذي يتسرب بسرعة ويدغدغ مشاعر بعض المسيرين والمنخرطين وعشاق الفريق·· نعرف أن للكرة يومان، يوم لك ويوم عليك، والأكيد أنه لابد من هذا اليوم الجميل أن يطلع حتما بالنتائج الإيجابية والأخبار السارة، شرط أن تتحلى الفعاليات الودادية بالصبر وتلتف بشكل صادق وبدون حسابات حول فريقها، ثم لا تدع مجالا لليأس ليأخذ مأخذه، فأما أنت يا جمهور الوداد فلا تحكم على فريقك بالموت حتى يأتيه ملك الموت، وكن حقا اللاعب رقم 12 في المباريات القادمة، لأن الوداد أحوج لك من أي وقت مضى·