كما يعرف الجميع أن الأعراف مع نهاية كل سنة ميلادية أصبحت تجبرنا على اتخاذها كمحطة للوقوف والتمعن في حصاد كل سنة·· سواء أكانت إقتصادية أو إجتماعية، سياسية أو رياضية ·· وهذه الأخيرة هي التي تهمنا بالدرجة الأولى·· هذه الوقفة تدفع الإنسان الرياضي المغربي على تسليط الضوء وعكس المرآة على حصيلة 365 يوم المنقضية·· العالم كله وقف يتفرج على منجزاته، وقرأ حصيلته·· حصيلة حصاد أبطاله·· وفي المغرب وقف الخلق يتفرج على حصيلة تحولت بفعل المسؤول المغربي ل >حصلة< من فعل حصل·· أو >الضبط المتلبس< إذا كنا نقول دائما أن العبرة بالخواتم، فها هي خاتمة سنة 2008 تورّط المسؤول المغربي الرياضي في حالة تلبس عاريا من الغطاء العملي والعلمي وتأكد لكل من لازالت عنده حبة شك·· أن قفص الإتهام ضاق درعا بهذه النوعية التي استفحلت في مشهدنا الرياضي والتي نعتتها خلال السنة المودعة بالإرتزاق وجهل التسيير وغياب الحكامة الرسالة الملكية التي أزالت اللثام على عجز هذا المسؤول·· والأكثر من هذا كان لكلماتها ولسطورها على المتتبع المغربي وقع أكثر من وقع >صَبّاطْ< اليزيد المنتظر على جلاد العالم·· ورغم كل هذا فإن بعض المسؤولين الرياضيين العاجزين على تطوير وتكوين أنفسهم علميا >تْخَباَوْ< تحت غطاء >من رحم ربي< وبدأوا كلهم يتشدقون بأن >سِيدْنَا< كان يقصدهم·· وكأن الممارس والمتتبع هما اللذان تسببا في هذه الكبوة·· ولله في خلقه شؤون·· وقف الخلق أمام التلفزيون، وكل تلفزيون يعرض الإنجازات التي تتأرجح بين الكبوة والتفوق·· إلاّ المغربي الذي ظل يرقب بين كل صورة وصورة·· ولقطة بعد لقطة·· ظهور لقطة ربما تكون عينيه قد >زَگْلَتْهاَ<·· فيفركها بأصابعه·· و>يْجَبَدْ< رموشه حتى لا تستسلم جفونه للنوم·· لكن تمر عليه الدقائق والثواني ثقيلة وكأن عقارب ساعته تعطلت فجأة·· وبعد طول >تْحَنْزيزْ< أسلم جسده ل >الضَصْ< و لبرودة الأرض وهو الذي كان يبحث له عن دفء تعليق المذيع أو المقدم مقدم الحصيلة وليس >مْقَدَمْ الحُومَة<·· اجتهد أصحاب الحصيلة لكن·· الله غالب·· ولم يحصلوا إلا على الصور التي تظهر الحزن والدموع والحسرة على وجوه أبطالنا·· وعيونهم التي تقول: الله يَاخذْ الحق في من أوصلنا لهذه الحصلة·· وليتساءل الجميع معهم: هل ليس من حقنا نحن كذلك أن نتباها أمام >گْرَانَا< من أبطال العالم؟·· هل ليس من حقنا أن نطوف بعلمنا وسط الملاعب ونحيي جماهيرنا التي إستمرت في إنتظار إبتسامة مسروقة·· وحدهم في المغرب أصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة·· رفعوا التحدي·· وأسمعوا العالم·· منبت الأحرار·· ولوحوا بالذهب في عش الطير ببلد >تْفَاصَلْ حْرِيرْ الدودة<·· ورغم ذهبهم وتألقهم نعتهم المسؤول/الرياضي ب >الصْدَاعْ< وكل واحد أوزهرو مع >الميدالية<·· والعاطي الله أو من غيرو كذاب·· تلفريونات العالم عرضت إنجازات أبطالها وتلفزيونات المغرب اكتفت بجنازة البكاء وحسرة الملامح·· ملامح أبطال خائبين بفضل السياسة الرياضية المفقوذة للمسؤول الذي أصبح يبدع في النثر والكلام كعنترة بن شداد·· يتسابق على الميكروفونات ويعيد >بْلاَ حْيَا< ما قاله السنة الماضية وما استعرضه الموسم الماضي·· غير خاجل من نفسه·· متجاهلا أن حبل الكذب قصير·· ومن أين سيأتيه الكسوف؟·· هو الذي اعتاد أن ينسج كلامه في الليلة السوداء كخفافيش الظلام·· وفي الأخير يكتفي بالقول >إن كنت غير صالح لكم سأرحل<·· ومن يرغب في الرحيل >ما كيگولهاش<·· والما والشطابة حتى لقاع لبحر·· ويلا ما لقيناش بحالو غا ندبحو عتروس قدام باب دارو باش نزاوگو فيه·· لكن مسؤولنا كيدگ لوتاد·· ويدعو الجميع على شرب كأس نخب الضحك على ذقون ولد لبلاد بلا حيا بلا حشما·· ويحول >حصلته< وخيبته لحصيلة وحده يقرأها من تحتها لفوقها·· ومن آخرها لأولها·· ولا تتعجبوا لأن لتعجب يتبلا·· وحنا بلانا الله بمسؤولين لم يجد علينا الزمن بمثلهم··