هل سمعتم بذلك المسمى العذر أقبح من الزلة؟ ومعه عبارة الضحك على الذقون؟ وبالدارجة >سياسة الغميق<؟ وإن لم تكونوا سمعتم به فإن الكلمات المدبجة في نص بلاغ لجنة برمجة العموري سيوضح لكم الصورة أكثر ويجعل المشهد أكثر من >مفروش< ليس بالورود طبعا وإنما من >الفرشة< وتوضيح الواضحات التي تصبح مفضحات في مثل هذا السياق·· نص البلاغ يقول أنه نظرا لتراكم المؤجلات قررت اللجنة إجراءها يوم الأحد قبل أن تفسح المجال بعد ذلك لإنطلاق مباريات مرحلة الإياب، كلام جميل وكلام معقول، لكن إن كان خياليا من سياسة جبر الخواطر و>القوالب< وترجيح كفة مصلحة ناد على حساب الآخر، كما فعلتها اللجنة مع الجيش الملكي تحديدا وسأوضح كيف· فقد كان يتعين على البلاغ ولا أحد سيلوم عموري حينها إذا ما أرفقه بعبارة أن تأجيل الدورة 16 هو استجابة لوقع المرحلة والظرفية بأن نفسح المجال أمام الجيش الملكي ليتهيأ للقاء الإفريقي في ظروف مريحة· العذر أقبح من الزلة يا سيد عموري هو أن المؤجلات المتراكمة التي قررت لجنتك الموقرة إجراءها، فهي منقوصة أصلا من لقاء الجيش بالمغرب التطواني، ولولا أن الإنصاف يأتي أحيانا من عدالة السماء بما حققه فارس سبو وهو يهزم العسكر بالبلدي لكتب لك التاريخ وللبطولة فتحا جديدا من فتوحاتها الغريبة بأن تبقى وحيدة زمانها الذي يجهل بطل خريفها، حيث لو فاز الجيش لتأجل الحسم لمعرفة بطل الخريف لغاية الربيع أو الصيف والله أعلم، فكل ذلك مرتبط بخاطر الجيش ومسؤوليه وانصياع عموري الذي يحاول إقناعنا عبثا بأنه مناضل شرس لأجل السير العام المضبوط لرزنامة البطولة كما قال بها في خرجته، وهو ينحي باللائمة على من يحضرون قرعة دوري أبطال العرب ويقبلون بلقاءات ممثلي المغرب >فالويكاند< قبل أن تعفيه الرجاء ومعها الصويري الغاضب من تصريحاته ويقصيا أمام الصفاقسي، وكأن >تقويسة عين الرحمة< أصابتها في مقتل·· هذه المرة نهمس في أذن العموري لنقول له أن اللقاء النهائي ضد الإفريقي سيجرى يوم الخميس وليس الأحد فلم التأجيل إذن؟ إن لم تكن لجنتك تفضل البرمجة على مقاس خاص وفق الإمتثال الأوامر التليفونات السرية الخاصة، أليس هذا عذر أقبح من الزلة و>الطنيز< بمفهومه اللغوي· لينظر العموري إلى الأميال التي قطعها الترجي الذي لعب يوم السبت 10 دجنبر في البطولة التونسية وطار لليمن ليلعب ضد الأهلي يوم الثلاثاء 13 دجنبر، أي 3 أيام فقط وعاد في نفس اليوم ليستقبل الماص يوم الخميس 15 دجنبر، ثم اللعب يوم السبت 17 في البطولة خارج ملعبه ضد النجم ويفوز عليه وينتقل لفاس لمواجهة الماص يوم الأربعاء 21 دجنبر والعودة للقاء الأهلي اليمني بعده بيومين في لقاء الإياب ويفوز بسداسية، ليكون مجموع ما لعبه محليا وعربيا وقاريا هو 6 لقاءات في ظرف 10 أيام، ولا الجامعة التونسية أجلت لقاءاته، ولا البرمجة رضخت لمطالب أحد، لتصل لحقيقة الفرق بين الهواية والإحتراف هذه المرة على صعيد المسيرين، بل أن الجامعة التونسية (الإتحادية) قدمت لقاء الإفريقي بالجيش ليوم الخميس بدل نهاية الأسبوع حفاظا على السير العام للبطولة هناك، أما نحن فلقاء النهائي سيلعب يوم الأحد25 يناير وسيتأجل أيضا لقاء الجيش وبعده بأسبوع سيتأجل لقاء آخر لأن العسكر سيلعبون ضد برايا في العصبة لنصبح أمام برمجة عمورية مفصلة على مقاس الجيش·· وقد أثرت هذا الموضوع في السابق وأرفقته بانتقادات رؤساء الأندية لطلوع كأس الشمال وغذا الجنوب وبعده كأس البلار >وكأس مولاقبة وقبتين<، لكن بلاغ اللجنة المحترمة كان له رأي آخر، وبهذا المنطق >الميكيافيلي< المعتمد على الغاية تبررالوسيلة أو >البراغماتي< النفعي >هزليا انسماطشي ليك<، لن تتقدم هذه الكرة أبدا ولن تدور مطلقا ما أبقينا على هذه المعايير التفضيلية حاضرة· إذا كان الجيش يحصد الأخضر واليابس في السوق، ينتدب لاعبين كي يلعبوا وآخرين ليدخلهم الثلاجة بمنطق الحرب القائمة على إضعاف الخصم وحرمانه من العتاد، فعليه أن يتدبر شأنه وشأن منافساته وكؤوسه خاصة تلك الموصوفة >بضاحوكي< بعيدا عن ما من شأنه أن يأتي على حساب البقية·· وهنا أحيي جماهير حلالة على وفائها ودعمها لفريقها بحضورها القوي يوم الأربعاء كما تحضر يوم السبت فالعشق عندها غير مرتبط بالأيام ولولا هذا لذهب >لاكيس ديال الكاك< ضحية كأس الشمال، ومع هذا أيضا أنصح عموري بأن يدقق في تبريراته ويقرأ عناوينها من الظاهر وليس القفا حتى تأتي مقنعة ولا تدعو للضحك·· صدقوني قلت سابقا وأنا أذكر الأخطاء العشرة للبرمجة أنها خرجات مايلة من الخيمة·