فخور بشخصية اللاعبين وواقعيتهم لآخر دقيقة أمام ليبيا المنتخب ليس حقل تجارب لذلك لم أغير كثيرا أمام تونس المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم مرة أخرى يؤكد أنه من طينة القناصين المهرة والمدربين الذين يربحون أصعب الرهانات ويتجاوزن الألغام باقتدار ونجاح كبيرين. المدرب محمد فاخر الأكثر تتويجا بالمغرب إختار ترك الأندية والإنكباب على ورش لطالما قال أنه يحتاج مقاربة اشتغال مختلفة تنعكس بالإيجاب على واقع البطولة، وهو ورش المنتخب المحلي. بعد عبوره وباقتدار لنهائيات الشان، فاخر يرى أن الأهم لم يتحقق بعد و على أن التتويج باللقب القاري يتصدر اهتماماته وأولوياته للمرحلة المقبلة. مدرب المحليين أشاد بانضباط لاعبيه ووعد برص الصفوف بعودة بعض المحاربين، وكشف في الحوار التالي عن بعض من أسرار رحلة تونس، وكيف هيأ الكومندو للمهمة. - المنتخب: كيف هيأت وصفة إيقاف منتخب تونس الذي كان يطمع في الصدارة؟ امحمد فاخر: أعرف معظم لاعبي تونس، نقاط قوتهم وضعفهم، وأوصيت اللاعبين بتفادي الإلتحام المجاني معهم ولعب الكرات وراء ظهر مدافعيهم، وقلت أيضا للاعبين لو نخسر أمام تونس ونتأهل للشان فلا قيمة لهذا التأهل. كان يهمني أن نتأهل متصدرين لمجموعتنا. - المنتخب: عدتم من تونس بورقة التأهل للشان، بداية نود أن نهنئكم على الإنجاز الذي لم يكن سهلا قياسا بالوضع الذي كانت عليه هذه المجموعة وتكافؤ فرص الجميع أليس كذلك؟ محمد فاخر: بكل تأكيد، ولعلكم واكبتم معنا من خلال حضوركم بأغلب معسكرات الجديدة والدار البيضاء روح الإنضباط والشعور بالمسؤولية الذي كان عليه هذا المنتخب وكان سيصيبني بصدمة عارمة وقوية لو لم يحالفه الحظ في ضمان التأهل. عبورنا للشان مستحق وجاء ليضعنا في الخط المستقيم لبناء منتخب محلي بدعامات وأركان قوية وسننتقل بالتالي للمرحلة الثانية وهي الأهم بعد اجتياز مرحلة التأهل بنجاح وهذا ما قلته مرارا. عشنا وضعا مضغوطا لا على مستوى البرمجة ولا مستوى تدبير لقاءات ودية كبيرة وفي فترات مهمة بسبب ازدحام الأجندة وكذا بسبب بعض الغيابات وعادة تكون النهاية هي المهمة في مثل هذه المحطات والنهاية ولله الحمد كانت سعيدة. - المنتخب: بالعودة لشريط المبارتين، كان هناك تخوف من نتيجة مباراة ليبيا لأن المنافس لعب آخر أوراقه أمامكم، كيف تعاملتم مع هذا النزال تحديدا؟ محمد فاخر: لا شيء جديد في الموضوع، لأني تعاملت مع هذ المباراة كما قلت لكم على أنها مباراة سد فاصلة يتعين علينا حسمها بالإنتصار. قلت لهم قبل الإقلاع أننا لن نلعب مبارتين بل مباراة واحدة وهي مباراة ليبيا وبعد نتيجة مباراتهم أمام تونس كررت نفس الخطاب وأضفت للاعبين أنها فرصتهم للتأكيد لأن المنافس سيلعب مباراة العمر ولو تجاوزناه لا أحد سيقول أننا لا نستحق التأهل لكون ليبيا كانت تلعب آخر فرصها. - المنتخب: ألم تكن تخشى من الشحن المضاعف والمبالغ فيه للاعبين؟ محمد فاخر: لست مدربا مبتدئا يتعلم أبجديات كرة القدم، وثانيا أنا أتعامل مع لاعبين محترفين أعرف ما يفكرون فيه ولم يكن يخطر ببالي أي هاجس آخر غير إنجاز المهمة باقتدار ونجاح. لست من طينة المدربين الذين يبالغون في شحن لاعبيهم وهذا لا يسمى شحنا بل تحفيز إيجابي، ولمست في أعين اللاعبين ونحن بمراكش رغبة كبيرة في إنجاز المهمة من أول مباراة وكانت ستكون مجازفة ومخاطرة لو فرطنا في التأهل أمام ليبيا. بعد مرحلة الذهاب قرأت وضع المجموعة وأدركت أنه لو تركنا الأمور تهرب من بين أيدينا لمباراة تونس الأخيرة سنكون كمن يضع رقبته تحت رحمة الآخرين وهذا النوع من الخيارات لا يعجبني كثيرا. - المنتخب: بدا لاعبو المنتخب المحلي أكثر إصرارا من ليبيا التي كان من المفروض أن تكون هي المبادرة والمسيطرة، هل قرأت المنافس جيدا في مباراة تونس، أم ماذا؟ محمد فاخر: بكل تأكيد وهذا هو دوري، المنتخب الليبي كان بالنسبة لي كتاب مكشوف لكونه خاض الكثير من المباريات في الفترة الأخيرة بنفس التركيبة، بتصفيات الكان والشان ومع نفس المدرب، وكان لزاما أن أقرأ المنافس جيدا. أمام المنتخب التونسي إتضحت لي صورة أداء المنتخب الليبي أكثر، وخلال عودتي من متابعة المباراة رفقة مساعدي عبد الصادق قلت له لن أغير من نهجي وتفكيري وسألعب أمامهم الكل للكل ودون تحفظ والركون للخلف سيكون قرارا كارثيا. - المنتخب: هل توقعت سيناريو الأربعة؟ محمد فاخر:من يتحدث عن معرفته بما سيكون عليه وضع و نتيجة المباريات قبل أن تلعب إما أنه كاذب او عالم في كرة القدم و بحسب معرفتي المتواضعة لا توجد لا دكتوراه و لا علم في كرة القدم اللعبة التي لا تخضع لمنطق الحسابات و القراءات على الورق. لكني خمنت أن المنافس سيبادر كلما تقدمت الدقائق للمجازفة واللعب بكل أوراقه وهو ما سيفتح أمامنا ممرات ومعابر علينا استغلالها. وخمنت أيضا أنه كلما تقدمت المباراة وليبيا لم تسجل سيرتفع عليها الضغط وعلينا استثماره، وقلت للاعبين لو نسجل أولا هذا معناه إصابة المنتخب الليبي بانهيار نفسي سيصعب عليه الخروج منه. توفقنا في استغلال حالة الضغط التي كانوا عليها والكرة فرص ونحن توفقنا في استغلال هذه الفرص بواقعية وأنا مسرور لما أظهره اللاعبون من قوة الشخصية. - المنتخب: أمام المنتخب التونسي أقدمت على تغييرين فقط ولم تمنح الفرصة للاعبين آخرين للظهور رغم التأهل، برأيك لماذا فكرت هكذا؟ محمد فاخر: المنتخب المغربي كما هو حال باقي المنتخبات ليس حقلا للتجارب، لذلك فكل مباراة رسمية تتاح أمامك وضع التشكيل الرسمي في المحك وأمام اختبارات مختلفة ومدارس متنوعة. دفعت بالشاكير مكان نوصير لكون صابر خليفة سريع ويعتمد على الإلتحامات القوية والشاكير أنسب لهذه المباريات ولعبت بجحوح مكان سعدان لأني «ماشي ولد الحرام» ومستحيل أن أقحم لاعبا يشكو أعراض بداية مرض لحاجة فريقه الفتح لخدماته. نحن نمثل بلدا وشعبا يراقبنا ونحمل شعار البلد على قميصنا وهذا يكفي للرد على هذا السؤال لأنه مستحيل أن أضع سمعة منتخب المغرب على المحك بكثرة التجريب أمام منافس يلعب أمام جمهوره وأعرف جيدا. كيف يفكر مدربه ومسؤولوه. - المنتخب: الآن وبعد التأهل، هل من مخطط وأهداف أخرى؟ محمد فاخر: نحن بالكاد بدأنا المشوار والأهم لم يتحقق بعد، الأهم هو الفوز بهذه المسابقة ولا يخجلني أو يشعرني بالحرج أن قلت هذا. لقد جئت لتدريب هذا المنتخب بمشروع ومقاربة الرفع من مستوى البطولة والإرتقاء بها عاليا ولا يمكن أن نرهن المشروع بمباراة تصفوية فقط، لذلك أعتقد أن الحضور بالشان كان واحدا من الأهداف وليس قمة الأهداف التتويج هو الغاية وهو الإمتحان القادم. - المنتخب: هل من تخطيط لبلوغ هذا الهدف؟ محمد فاخر: لا تفصلنا فترة طويلة عن النهائيات ولا توجد أمامنا تواريخ كثيرة للتجمعات والمعسكرات، لذلك لن نركن للراحة ومباشرة بعد العودة سأضع تصميما للمرحلة المقبلة. بالنسبة لي عودة بعض اللاعبين المهمين من الإصابات واستعادة البعض الآخر لمستواه وكذا التنافس بالبطولة وما يمكن أن يفرزه من مفاجآت سيكون مجددا وبنسبة كبيرة للطريقة التي سندعم بها هذه المجموعة. التواجد برواندا سيكون أول تنقل قاري لنا لأنه لم يسبق في تاريخ هذا المنتخب وأن لعب مباريات ببلد إفريقي وهذا معطى يجب أن ندرسه بعناية. مسألة أخرى وهي أن التحضير يجب أن يكون مطابقا لتوجهات الجامعة وأهدافها وكذا برنامج مباريات البطولة. - المنتخب: برأيك أين يشعر فاخر بالقلق بخصوص مراكز اللعب بالمنتخب المغربي؟ محمد فاخر: بكل تأكيد هي على مستوى خط الهجوم وهي معضلة تهم كل فرق البطولة وكثيرا ما تحدثنا عن واقع غياب هدافين كبار إما للاحتراف أو لغياب هذه العملة أصلا. سنحاول التكيف مع الوضع واختيار الأفضل من الأسوأ كما نقول أو تغيير شكل وخطة اللعب بما يتماشى مع ما هو موجود عندنا بالبطولة. - المنتخب: ما الذي يعد به محمد فاخر الجماهير المغربية العارفة بشكل جيد بقدرات هذا المدرب وتوفقه على مستوى الألقاب؟ محمد فاخر: يعرفني الجمهور المغربي بشكل جيد ويعلمون أني لست من النوع الذي لا يعطي الكثير من الوعود أو يبيع الوهم لأحد والمدرسة الألمانية التي تشبعت بأفكارها علمتني أن أكون واقعيا حتى ببيتي مع أولادي في حدود المعقول، وعلى الرغم من كل هذا ثقتي كبيرة في أنه لو خدمتنا الظروف جيدا بإمكاننا الفوز إن شاء الله بالشان القادم».