من رخص لبن شيخة الفيلالي أم البكاوي؟ الودادية طالبت بتوضيحات وغرفة النزاعات في قفص الإتهام الترقب والإنتظار الذي رافق فصول النزاع القائم بين المدرب محمد أمين بنهاشم ونادي اتحاد طنجة، وخاصة موضوع تأهيل المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة للجلوس في كرسي احتياط الفريق من عدمه، تبدد والغموض زال خلال مباراة فارس البوغاز أمام النادي المكناسي برسم ذهاب سدس عشر نهائي كأس العرش. ففي الوقت الذي شكل فيه الترخيص لبن شيخة من عدمه إشارة واضحة ومقدمة على الطريقة التي سيتم من خلالها فصل الخلاف القائم بين الطرفين، جاء يوم الأربعاء المنصرم حافلا بالتطورات والأحداث ومثيرا على مستوى المستجدات، بعدما تنقل مسؤول داخل إتحاد طنجة للعاصمة الرباط وعاد و في جيبه رخصة تتيح أمام بن شيخة الظهور في كرسي احتياط ودكة بدلاء الإتحاد أمام النادي المكناسي. وبمجرد تسريب الخبر، تحرك هاتف الأطراف المعنية للإستفسار عن الوضع طالما أن الجامعة تتخذ بعض القرارات دون أن ترفقها بتوضيحات في كثير من الحالات. رد فعل مسؤولي وموظفي الجامعة كان متناقضا وحمل بحسب تحرياتنا الكثير من المغالطات والإرتباك، تارة بتأكيد أن الترخيص مؤقت وفي فترة لاحقة الترخيص استند لفسخ العقد بين اتحاد طنجة وبنهاشم من جانب واحد فكان لزاما التحرك باتجاه مسؤول أو إداري جامعي يبدد هذا الغموض. «المنتخب» اتصلت وتحرت في الموضوع مع عبد الرحمان البكاوي والذي بدا مرتبكا للوهلة الأولى لتقديم إجابة واضحة بخصوص الموضوع، وظل مترددا في تقديم تفسير مقنع قبل أن نحاصره بتوصلنا بمعطيات تؤكد حقيقة الترخيص بعدما نفاه للوهلة الأولى. البكاوي أكد أنه عالج مجموعة من الملفات التي تفرض منح تراخيص وتدخل خانة الشأن اليومي لمهامه بالجامعة ومن بينها ملف إتحاد طنجة وأمين بنهاشم وأنه لم يفصل في النزاع وقرر عرضه على لجنة تابعة لغرفة النزاعات للفصل فيه يوم 8 شتنبر المقبل، غير أن قرار منح رخصة للمدرب الجزائري بن شيخة إستند إلى توصل الجامعة بقرار فسخ العقد بين اتحاد طنجة والمدرب بنهاشم من جانب واحد والمقصود من جانب الفريق. وأكد البكاوي أن العضو الجامعي حسن الفيلالي هو الذي سهر على الترخيص ومنحه للمدرب الجزائري وهو أمر يدخل ضمن خانة اختصاص العضو الجامعي. وما إن علم ماندوزا بالقرار حتى سارع لربط اتصالاته وتحرياته مع كل من البكاوي والفيلالي لتوضيح الأمر، بعدما أعلن ماندوزا مرارا ترحيبه بقدوم بن شيخة وعلى أن لا يفهم الآخير أن تضامنه مع بنهاشم ووضعيته فيها تضييق على المدرب الجزائري. وتلقى ماندوزا بدوره ما يفيد أن الترخيص الممنوح للمدرب الجزائري إستند لقرار إتحاد طنجة بفسخ عقد بنهاشم من جانب واحد، وهو ما يعني بشكل أو بآخر على أن الطرف الذي إرتضى فسخ العقد من جانبه عليه تحمل تبعات القرار وآثاره القانونية وتداعياته من الناحية المالية والقانونية. وسيكون على الجامعة تقديم ما يثبت توصلها بقرار فسخ العقد من جانب واحد لمده لرئيس الودادية بوصفه وصيا شرعيا على مدير تابع لوداديته، خاصة وأن قرار الترخيص بهذه الطريقة يتعارض مع مقترحات تقدم بها مؤخرا ماندوزا لرئيس الجامعة بخصوص تفعيل قانون المدرب وضربت عرض الحائط. والمثير أنه إذا ثبت واستصدرت الجامعة رخصة لبن شيخة دون وجود نسخة تثبت فسخ العقد من طرف من الأطراف، فإن الطرف الذي اتخذ القرار أو الموظف الذي وقعه سيتحمل تبعات قرار ومبادرة تنطوي على جرأة خطيرة في شكلها ومضمونها. وتشهد غرفة النزاعات التي ستفصل في نزاع بنهاشم واتحاد طنجة بعد أسبوعين انتقادات لاذعة لمقاربة اشتغالها بسبب عجزها عن الفصل في كثير من القضايا المعروضة عليها، وللطريقة التي تعاملت من خلالها مع مستحقات عالقة للاعبين ومن بينهم اللاعب الصهاجي الذي حرمته من تعويضاته مع المغرب التطواني لكونها أقرت أن العقد الذي وقعه مع فريق الحمامة البيضاء يتضمن شرط منحة المردودية وليس مكافأة سنوية وهي بدعة جديدة في أحكام اللجنة. وخلف ما تداوله موقع إتحاد طنجة الرسمي والذي توصلت بنسخة منه «المنتخب» الفرح والسرور البالغ بعد التوصل برخصة بن شيخة، فيما يشبه تحقيق إنتصار كبير في نزاع بنهاشم والحسم في الحكم قبل أن تنطق به غرفة النزاعات بعد أسبوعين ردة فعل غاضبة من بنهاشم واستياء عارما من لدنه، إذ يظهر البيان وكأن قرار الحكم الذي سيصدر يوم 8 شتنبر لا قيمة له . فأي نهاية سيأخذها ملف بنهاشم وإتحاد طنجة بعدما فرطت الجامعة في حسم مبكر وتركت الأمور تتعقد بهذا الشكل، إذ كان لزاما عليها التدخل مباشرة بعد تعيين بن شيخة وليس إنتظار انطلاقة الموسم لأنه لا شيء كان يجبرها على هذا التأخير الذي أضر بصورتها؟