يعيش نهضة بركان حالة من التراجع في الدورات بالبطولة، بعد أن سجل عدة نتائج سلبية أثرت على جميع مستوياته، سواء النفسية أو التقنية وكذا الأجواء، ووجد الفريق البركاني نفسه حائرا بدائرة الأندية المهددة بالنزول للقسم الثاني، وأصبح لزاما عليه تدارك ما فات وجمع قواه تحسبا للمرحلة القادمة أكثر ما يقال عليها أنها محفوفة بالمخاطر، مرحلة ستكون مبارياتها عبارة عن سد وسيرفع خلالها فارس الشرق شعار الإنتصارات إن أراد الهروب بجلده من براثن النزول لقسم الظل، ويبدو أن الضغط وكل الضغط سيتحمله المدرب عبدالرحيم طاليب. اليوم ليس كالبارحة وضعية غير مستقرة يعيشها حاليا عبدالرحيم طاليب مع نهضة بركان، علما أنه ليست المرة الأولى التي يدرب فيها الفريق البرتقالي، إذ سبق أن قاده في الموسم ما قبل الماضي وإلتحق به في وسط الموسم خلفا للمدرب عزيز الخياطي، ووقتها وجد طاليب فريقا مشتتا وفي وضعية جد صعبة بالمركز الأخير، غير أنه نجح في وضع البركانيين ببر الأمان بعدما سجل نتائج إيجابية في الإياب، وكان وقتها من أفضل الأندية التي نالت أكبر عدد من النقاط إلى جانب الرجاء وأنهى الموسم في مركز آمن. وبعدما درب الوداد والمغرب الفاسي عاد عبدالرحيم طاليب هذا الموسم لفرس البرتقال وكله آمال من أجل إعادة نفس الكرَة وسيناريو تجربته الأولى، خاصة أنه استعد هذه المرة بالفريق منذ البداية وأشرف على إعداده للموسم الجديد كما وقف أيضا على الإنتدابات، غير أن النتائج لم تبتسم ودخل تلاميذة عبدالرحيم طاليب أزمة نتائج باتت تهدد الفريق بالنزول للقسم الثاني. لعنة الكأس دخل نهضة بركان التاريخ بعد أن بلغ لثاني مرة نهائي كأس العرش، ورغم أنه ضيع اللقب بعدما خسر أمام الفتح بهدفين للاشيء إلا أن بلوغه نهائي الكأس اعتبر إنجازا إستحق عليه كل التقدير، سواء المسؤولين أو الطاقم التقني وكذا اللاعبين نظير المجهودات التي قاموا بها. والظاهر أن لعنة خسارة الكأس قد أصابت الفريق البركاني، فبعد البداية الجيدة في البطولة وتسجيله نتائج إيجابية التي تزامنت وقتها مع المشوار الجيد في الكأس، تراجعت نتائج الفريق وفقد توازنه وسجل نتائج سلبية بعد النهائي، حيث خاض 12 مباراة ولم يسجل سوى فوزين وستة تعادلات وست هزائم، وتؤكد الحصيلة المسجلة أن النهضة لم تستفد من مرحلة ما بعد نهائي الكأس وخسرت الكثير من النقاط، والظاهر أن تأثير هذه الخسارة كان واضحا على الفريق، خاصة اللاعبين الذين فقدوا الحماس وإيقاع الإنتصارات. سقطة إفريقية حقق نهضة بركان إنجازا غير مسبوق في تاريخه من خلال توقيعه على أول مشاركة له في المنافسة الإفريقية، حيث مثَل المغرب في كأس الإتحاد الإفريقي، لكن هذه المشاركة لم يكتب لها النجاح ولا الذهاب بعيدا بعد أن توقف القطار البرتقالي مبكرا في الدور التمهيدي وخرج على يد أونز كرياتور المالي، خروج تؤكد من خلاله مباراتي الذهاب والإياب أنه كان قاسيا اعتبارا للفرصة التي كانت أمام الفريق البركاني، بعد أن ضيع فوزا عريضا في الذهاب واكتفى بالفوز ب 21 ثم إقصاؤه في الوقت بدل الضائع في الإياب بعد أن تلقى هدفا مفاجئا. السقطة الثانية الإفريقية والمبكرة كان لها من دون شك تأثير على اللاعبين وزادت من معاناة نهضة بركان في وقت دخلت فيه البطولة المراحل الحاسمة، والظاهر أن وقع هذا الإقصاء كان سلبيا بعد أن زاد من فقدان الثقة للاعبين والضغط على الطاقم التقني. طاليب وسط العاصفة عودتنا المستديرة المجنونة أن المدرب يبقى المسؤول الأول كلما ساءت النتائج، ويكون عرضة لسهام النقد والإحتجاج، فكان من الطبيعي أن يجد عبد الرحيم طاليب نفسه عرضة لهذه الوضعية والتي اشتدت ذروتها في المباراة الأخيرة عن مؤجل الدورة 21 وانتهت بالتعادل 11 أمام الفتح الرباطي، واحتجت الجماهير البركانية على المدرب والمسؤولين وطالبت باستعادة توازن الفريق، والأكثر من هذا أن عددا من المحتجين اجتاحوا أرضية الملعب في صور لم نعهدها على هذا الفريق خلال مباراة المغرب الفاسي. عبد الرحيم طاليب الأقرب للاعبيه سيكون عليه إيجاد الوصفة السحرية وإخراج الفريق البركاني من نفق النتائج السلبية، وهو الذي يدرك أنه كلما تواصلت النتائج السلبية وغاب الانتصار كلما زاد الضغط عليه، علما أن هذه الوضعية ليست غريبة عليه وسبق أن عاشها في تجارب سابقة مع الوداد الفاسي والنادي المكناسي والمغرب الفاسي. المرابط.. الضحية تعرض منير المرابط حارس نهضة بركان لحملة من الإنتقادات في المباراة الأخيرة أمام الفتح والتي انتهت بالتعادل 11، وحمَل الجمهور البركاني الحارس المرابط قسطا من مسؤولية تراجع نتائج الفريق، واضطر المدرب عبد الرحيم طاليب تغيير المرابط بعد إصابته وكذا للضغط الذي طاله، بعد أن حمله الجمهور مسؤولية هدف التعادل التي سجله الفتح. ولم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها المرابط للإحتجاجات من الجماهير البركانية، إذ طالته حملة من الإنتقادات في الفترة الأخيرة، وطالبته بالإبتعاد عن الفريق، ما جعل المدرب طاليب يتدخل في العديد من التصريحات مطالبا الجماهير البركانية بمساندة الحارس وعدم الضغط عليه، بعد الأخطاء التي ارتكبها في العديد من المباريات، علما أن المرابط ليس الوحيد الذي يتحمل وزر الوضعية الصعبة التي يمر منها البركانيون، بل هي أخطاء يشترك فيها أيضا اللاعبون والمسؤولون والطاقم التقني. لا لدور المصعد لا يريد نهضة بركان أن يهدم ما بناه في السنوات الأخيرة، الفريق البركاني وبعد جهد كبير عاد للقسم الأول ووجد له مكانا في قسم الكبار قبل ثلاث سنوات، لذلك سيكون من العبث على فريق يضع كل الإمكانيات البشرية والمادية ليجد نفسه عائدا للقسم الثاني، خاصة أنه وإلى غاية الدورة 23 فإن أربع نقاط هي الفارق التي تفصله عن المركز 15 المؤدي مباشرة لقسم المظاليم. الكثير من الأرقام تؤكد أن عملا كبيرا ينتظر عبدالرحيم طاليب للخروج من عنق الزجاجة، ذلك أن الفريق البركاني سجل أربعة انتصارات ويبقى فريق التعادلات بامتياز ب 13 تعادلا، كما سجل ست هزائم، كما تواجه الفريق أجندة صعبة تنتظره، ذلك أن مبارياته المتبقية في البطولة وعددها ثمانية لن تكون مفروشة بالورود، وسيواجه فيها أندية إما تعتبر من طابور المقدمة أو تصارع من أجل تفادي الهبوط، حيث سيرحل لمواجهة الكوكب المراكشي ويستقبل شباب الحسيمة في ديربي مثير وبعده اتحاد الخميسات، ويرحل لمواجهة المغرب التطواني بطل المغرب ليستضيف بعده وصيفه الرجاء، ثم ينهي الموسم باستقبال الجيش، فهل سيفلت نهضة بركان بجلده من مخالب النزول؟