تلقت صورة الكرة الافريقية ضربة أخرى عقب إلقاء أحداث الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي خلال كأس الأمم الافريقية لكرة القدم بظلالها على فوز كوت ديفوار المثير باللقب والانجاز الذي حققه مدربها ايرفي رينار وارتدائه لقميصه الأبيض الذي اعتاد الظهور به ليجلب له الحظ. وعقب تفريط غانا ونيجيريا والكاميرون في فرصها في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت العام الماضي بسبب خلافات داخلية بشأن المكافآت، وضعت بعض الأحداث السيئة التي شهدتها البطولة التي أقيمت في غينيا الاستوائية واختتمت امس مسؤولي الكرة الافريقية تحت المجهر ثانية. ويحتمل أن تظل بعض المشاهد ماثلة في الاذهان لفترة طويلة مثل مطاردة أعضاء من المنتخب التونسي للحكم خارج الملعب عقب خروج فريقهم من البطولة وتحليق هليكوبتر على ارتفاع منخفض للغاية فوق الجماهير بشكل أثار الخوف في ظل اندلاع أحداث شغب في مباراة الدور قبل النهائي يوم الخميس الماضي. وقد تطغى هذه المشاهد على احتفالات كوت ديفوار بالفوز باللقب القاري. وردت الكونفدرالية الافريقية للعبة - والذي وعد بمساندة سيب بلاتر الرئيس الحالي للجامعة الدولية خلال انتخابات رئاسة الفيفا في ماي المقبل - بعقوبات مثيرة للجدل أعطت انطباعا بأن الاتحاد القاري يبحث عمن يحمله عبء ما حدث. واظهر فوز كوت ديفوار 9-8 بضربات الترجيح على غانا في النهائي عقب انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي مدى براعة البطولة في إظهار أبطال غير تقليديين. وفي نفس الأمسية وفي ظل إقامة النهائي عانت الكرة الافريقية من كارثة جديدة على صعيد الملاعب عندما قتل 22 شخصا على الأقل خارج ملعب الدفاع الجوي في مصر قبل مباراة الزمالك مع إنبي في الدوري الممتاز أمس الأحد. ووقعت اولى احداث الشغب خلال كأس الأمم الافريقية عندما خسرت تونس امام غينيا الاستوائية المستضيفة في دور الربع للبطولة عقب حصول اصحاب الارض على ضربة جزاء مثيرة للجدل في الوقت المحتسب بدل الضائع لتتعادل غينيا قبل ان تفوز 2-1 عقب اللجوء لوقت إضافي. ودخلت قوات مكافحة الشغب لحماية الحكم من الفريق الخاسر. إلا أن حكم اللقاء نال عقوبة الإيقاف لستة اشهر بينما لم يتم إيقاف أي لاعب من تونس بسبب هجومهم على الحكم. وتوقفت مباراة غينيا الاستوائية في الدور قبل النهائي أمام غانا لمدة 40 دقيقة بعد إلقاء جماهير الفريق المضيف لمقذوفات على جماهير غانا التي فرت باتجاه ارض الملعب للإفلات من احداث الشغب. وتم تغريم غينيا الاستوائية التي باتت الدولة المضيفة قبل شهرين - مبلغ 100 الف دولار. إلا أن المغرب الذي لم يكن حاضرا في البطولة والذي جرد من استضافتها هو من تحمل غضب الكونفدرالية الافريقية. وكان من المقرر في البداية أن يستضيف المغرب البطولة الافريقية إلا أنه جرد من هذا الحق عقب طلبه تأجيلها بسبب مخاوف تتعلق بانتشار فيروس الايبولا. وحرم المغرب من خوض النسختين المقبلتين لكأس الامم وعوقبت الجامعة المغربية بغرامة مالية قدرها مليون دولار وأمر بدفع 8.05 مليون يورو (9.12 مليون دولار) لتعويض أضرار تسببت فيها الكونفدرالية الافريقية وشركائه. وعند هذه النقطة بدا ان الكونفدرالية الافريقية مستعدتا لخوض غمار مشكلة جديدة مع اتهام رئيسه عيسى حياتو لوسائل الاعلام بتضخيم ما حدث وإضفاء هالة مسرحية عليه. ووصف الاتحاد الغاني للعبة في البداية الملعب الذي أقيم عليه اللقاء يوم الخميس الماضي بأنه "ساحة حرب" والمعاملة التي لاقتها جماهيره بأنها "همجية" قبل أن يسارع لتغيير نبرة حديثه ووضع رئيسه كويسي نيانتاكي إسمه على بيان يحمل قدرا من التحدي وصدر عن اللجنة التنفيذية للكاف. وقال البيان "النسخة 30 من كأس الامم الافريقية أقيمت فقط في غينيا الاستوائية من خلال العلاقات والاتصالات الشخصية لعيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الافريقية الذي تعرض وللأسف لحملة صحفية متحيزة للتقليل من مكانته". واضاف "تود (اللجنة) الإعراب عن خالص إمتنانها وعرفانها لرئيس الكونفدرالية الافريقية على مشاركتها الحالية في تطوير كرة القدم في إفريقيا.