أوردت صحيفة الشروق الجزائرية في عددها ليوم الخميس 13 نونبر 2014 أن عددا من الإعلاميين واللاعبين والمسؤولين في قطاع الصحة والسياحة بالجزائر، وصفوا تعليق قرار المغرب بعدم تنظيم كأس إفريقيا 2015 شهر يناير المقبل، على مشجب وباء «الإيبولا» بغير المنطقي تماما، واصفين المبرر الذي أطلقه المغرب بالحجة الباطلة، التي لم تدعمها حتى تقارير منظمة الصحة العالمية، فيما اختلفوا في قضية إيجاد البديل المناسب لتعويض المغرب، بحكم ضيق الوقت والشك في جاهزية الدول البديلة في تنظيم منافسة بحجم كأس أمم إفريقيا في ظرف قصير جدا لا يتعدى الشهرين. في حين بدا الحل السحري القطري لمشاكل الكاف بمثابة الهدف غير المنطقي لمنافسة تستمد قيمتها من إنتمائها القاري، بالمقابل دافع المغاربة وفي مقدمتهم الزميل بدرالدين الإدريسي رئيس تحرير جريدة «المنتخب» المغربية عن خيار المغرب المتعلق بتأجيل «كان «2015، واصفا إياه بالقرار السيادي الذي لم تفهمه الكاف جيدا، بعد أن أدرجته في خانة رفض المغرب لفكرة التنظيم، في وقت طلبت فيه التأجيل فقط. رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف: الجزائر اعتذرت عن استضافة البطولة مراعاة لمشاعر أشقائنا المغاربة قال رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، بأن الجزائر كانت قادرة على استضافة «كان» 2015 ولكنها اعتذرت عن ذلك «مراعاة لمشاعر أشقائنا في المغرب»، مبديا تأسفه للتطورات التي عرفتها القضية بعد قرار الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم بسحب تنظيم البطولة من المغرب. وقال بيراف بأن تنظيم «الكان» في المغرب كان أفضل بالنسبة إلى المنتخب الوطني الجزائري، الذي أصبح أحد المرشحين للتتويج باللقب، مشيرا إلى العوامل الكثيرة التي كانت ستساعد الجزائر في المغرب، نظرا إلى الظروف الملائمة الموجودة هناك. ويرى بيراف بأن المخاوف التي أبداها المغرب بشأن انتشار وباء «إيبولا» جدية، لكنها لم تكن لتقف في وجه دولة مثلها، تملك من الإمكانات اللازمة للوقاية من هذا المرض الخطير. وأضاف بيراف بأن المطارات المغربية مجهزة كما ينبغي للسيطرة على الموقف ومراقبة الوفود التي ستنتقل لمشاهدة البطولة، مشيرا إلى إمكانية وجود أسباب أخرى، معتبرا أنها قد تكون إقتصادية. أما بخصوص الانعكاسات التي ستتسبب فيها هذه القضية على المنافسة، قال بيراف بأن الخاسر الكبير سيكون كرة القدم المغربية، اعتبارا أن تشبث المغرب بطلب التأجيل حرمه من المشاركة في «الكان»، في وقت سيكون هذا القرار مجحفا في حق جيل كامل من اللاعبين والرياضة المغربية بشكل عام. وأوضح بيراف بأن قرار الجزائر بعدم الترشح لاستضافة «الكان» بدلا عن المغرب كان صائبا، اعتبارا أنها مرشحة لتنظيم دورة 2017. الإعلامي الجزائري يزيد وهيب: الحل في إلغاء «كان 2015».. إيبولا حجة باطلة والبديل القطري مستحيل قال الإعلامي الجزائري يزيد وهيب والعضو السابق بلجنة الإعلام للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، إن الحل المثالي لمشكل كأس إفريقيا 2015 هو إلغاء هذه المنافسة بدل البحث عن تنظيمها تحت أي طائل أو تأجيلها، الخاضع على حد تعبيره لمعطيات تخرج عن نطاق صلاحيات الكاف، واصفا اقتراح قطر كبديل محتمل لتنظيم العرس الإفريقي ب«الغريب» وغير المقبول، لأن الكاف، حسبه، لن تقبل بنقل عرسها إلى قارة أخرى. وقال وهيب في اتصال مع «الشروق» أمس، «المغرب تأخر في الكشف عن رفضه لتنظيم «كان 2015» لأن التأجيل مستحيل في رزنامة الكاف، فالأمر يخرج عن صلاحيات الأخيرة ويستدعي رخصة من الأندية الأوروبية للاعبين الأفارقة للمشاركة في منافسة تجري خارج الرزنامة المحددة»، مضيفا: «الكرة الآن في مرمى الكاف وعليها إيجاد البديل، خاصة أنها مصرة على التنظيم لأنها تخشى الخسارة المالية الكبيرة المتوقعة في حال عدم تنظيم هذه المنافسة الكبيرة..»، واستبعد محدثنا إمكانية نجاح البلد البديل في تنظيم كأس إفريقيا بجميع المقاييس لضيق الوقت، «بالنسبة لي من المستحيل على أي بلد أن يكون جاهزا لتنظيم هذه المنافسة في ظرف شهر ونصف القياسي.. كأس إفريقيا ليست مجرد مباريات فقط، هناك الكثير من المعطيات المتداخلة في التنظيم ويصعب على أي بلد أن يكون جاهزا في هذا الظرف القصير». وأكد المتحدث أن الحل يكمن في إلغاء هذه الدورة: «المنطق والعقل يدعوان إلى إلغاء هذه الدورة، لأن التأجيل عير ممكن ومستحيل بالنسبة لي، وحتى النقل إلى بلد آخر في هذه الظروف لن يكون ناجحا بكل المقاييس»، وعن اقتراح بعض الأطراف لقطر كحل بديل قال «قطر توجد في قارة أخرى وتنظيم كأس إفريقيا في آسيا من العجائب والغرائب.. لا أظن أن الكاف ستختار قطر لأن الفشل في تنظيم عرس إفريقيا بالقارة السمراء سيكون فضيحة.. الأفضل في هذه الحالة هو إلغاء المنافسة لأنها تخضع لعامل الظرف القاهر»، مشيرا إلى أنه يستبعد وقوف حجة إيبولا وراء تراجع المغرب عن تنظيم «كان 2015 «، وقال: «حجة إيبولا باطلة وهناك أمور أخرى تقف وراء القرار.. الوباء مس ثلاث دول إفريقية منها دولة واحدة فقط لا تزال مرشحة للتأهل، وهي غينيا التي لعبت مبارياتها الإقصائية في المغرب». الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي: هناك أسباب خفية دفعت المغرب إلى طلب تأجيل «الكان» قال الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي بأن ما يحدث حاليا بين المغرب والكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم سابقة في تاريخ نهائيات كأس أمم افريقيا. وقال دراجي، في اتصال مع «الشروق» أمس: «كأس إفريقيا ستفقد مصداقيتها لو تأجلت أو ألغيت»، مضيفا: «كل طرف من حقه أن يدافع عن موقفه ويتحمل مسؤولية وتبعات ذلك.. المغرب أصر على التأجيل لأسباب خاصة به والكاف ألحت على تنظيم الحدث في موعده». وأضاف محدثنا: «إعلان المغرب وتأكيده على تأجيل البطولة يطرح عديد التساؤلات أهمها ما يتعلق بوباء إيبولا ومدى انتشاره مستقبلا أو تراجعه حيث لا يمكن لأي كان التكهن بذلك! ثم التأجيل إلى متى؟ وما مدى تأثير ذلك على الرزنامة الدولية والتزامات اللاعبين المحترفين؟» وأردف الإعلامي بقنوات «بين سبورتس»: «لا أحد بإمكانه أن يجبر المغرب على الاعتذار عن تنظيم الدورة في وقتها ولكن لا أحد يلزم الكاف بالتأجيل أو الإلغاء.. ولكن أتصور بأن هناك أسبابا خفية أجبرت المغرب على طلب التأجيل كأن تكون اقتصادية أو مادية أو رياضية بسبب عدم جاهزية منتخبها للتنافس على اللقب مما يضع السلطات في وضع محرج أمام الجماهير المغربية العاشقة للكرة والتي لا ترضى بإخفاق جديد على الأراضي المغربية». وتابع بقوله: «إبداء المغرب رغبته في التأجيل جاء متأخرا جدا مما سيكلف الكرة المغربية غاليا، وأفضل سيناريو في هذه الحالة هو إعادة تنظيم الدورة في غينيا الاستوائية والغابون اللتين نظمتا الدورة عام 2012 أو منحها إلى بلدين أو ثلاثة لتنظيمها مناصفة لتجنب كارثة الإلغاء أو التأجيل». وبخصوص احتمال تنظيم البطولة خارج القارة، قال دراجي: «هذا الأمر وارد إذا ما سمحت به قوانين المنافسة التي لا تشير صراحة إلى ضرورة تنظيمها داخل القارة السمراء وسيكون ذلك آخر الحلول في يد الكاف كسابقة لا يمكن التكهن بتداعياتها». المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية للوكالات السياحية لياس سنوسي: المغاربة لم يتحمسوا ل»الكان».. وضيعوا 10 آلاف مناصر جزائري وصف المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية للوكالات السياحية، الياس سنوسي، سحب تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015 من المغرب ب»الصدمة» للوكالات السياحية الجزائرية، التي كانت بصدد التحضير لتنقل قياسي لأنصار «الخضر» إلى المغرب، مشيرا خلال حديثه إلى «الشروق» أن ممثلي الوكالات السياحية لمسوا عدم تحمس المغاربة لتنظيم «كان 2015» منذ ثلاثة أشهر تاريخ إطلاق أولى الإجراءات لتحضير تنقل أنصار المنتخب الوطني. وقال سنوسي: «عدم تنظيم كأس إفريقيا في المغرب سيشكل خسارة كبيرة للوكالات السياحية الجزائرية، ويمثل صدمة لنا، لأننا كنا باشرنا منذ مدة إجراءات التحضير لنقل أنصار المنتخب الوطني.. المغرب كان يمثل وجهة مثالية لأنه في متناول القدرة الشرائية للجزائريين، بالنظر للأسعار المطبقة في الفنادق والنقل الجوي وحتى تذاكر المباريات»، مضيفا ردا على سؤال يتعلق بعدد الأنصار الذين كان من المتوقع تنقلهم إلى المغرب، «في البرازيل تنقل حوالي 4 آلاف مناصر وفي المغرب كنا نتوقع تنقل حوالي 10 آلاف.. كنا نحضر لجسر جوي لنقل هؤلاء الأنصار، لكن للأسف كأس إفريقيا لن تنظم في المغرب..». وأضاف سنوسي: «صراحة لمسنا عدم تحمس المغاربة لتنظيم «الكان» منذ 3 أشهر، من خلال طريقة التعامل مع طلباتنا.. كنا نحس أن هناك قرارا يطبخ في الكواليس وهو ما تأكد من خلال عدم تنظيم الكأس في المغرب»، وتابع: «من الصعب الآن التحضير لعملية نقل الأنصار في حال اختيار بلد آخر لتنظيم كان 2015، لأن هناك عدة معطيات تدخل في العملية وأبرزها هاجس وباء إيبولا، بالإضافة إلى التلقيح الإجباري وإمكانية بعد البلد المعني عن الجزائر وغلاء تكاليف الإقامة والسفر إليه مقارنة بالمغرب»، مستبعدا أن تكون المهمة أسهل في حال اختيار قطر كما تطرقت إليه بعض المصادر، وقال: «وجهة قطر لن تكون سهلة هي أيضا، لأن الفنادق هناك غالية جدا فضلا عن صعوبة الحصول على التأشيرة، وهي معطيات قد تقف عائقا أمام نقل عدد كبير من الأنصار هناك في حال تنظيم «الكان» طبعا بهذا البلد».
بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير جريدة المنتخب المغربية: المغرب لا يزال المنظم الشرعي ل»الكان».. وقرار الكاف تعسفي أكد بدر الدين الإدريسي، رئيس تحرير صحيفة «المنتخب» المغربية، أن بلاده لن ترضخ لقرار الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بسحب شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 منه، وقال الإدريسي في إتصال هاتفي مع «الشروق» أمس «المملكة المغربية لا تزال لحد الساعة المنظم الشرعي للمسابقة، مادام أن السلطات العليا في المغرب لم ترفض إستضافتها، بعد أن طلبت من الكاف التأجيل فقط، خوفا من إنتشار فيروس «إيبولا» في المغرب». كما فتح الإدريسي النار على «الكاف»، بعد أن أكد بأنها لجأت إلى قرار وصفه بالتعسفي بحرمان بلده من احتضان كأس إفريقيا، متهما الإتحاد الإفريقي بسوء فهم موقف المغرب من «كان» 2015 . كما اعتبر محدثنا أن إقصاء تشكيلة «أسود الأطلس» من المشاركة في كأس إفريقيا أمر عادي طالما أنه كان سيشارك فيها باعتباره البلد المنظم، وقال الإدريسي «في البداية أود أن أشير إلى شيء مهم هو أن إقصاء المنتخب المغربي منطقي بالنظر إلى اللوائح المعمول بها على مستوى «الكاف» مادام أن الأخير سحب بصفة رسمية من المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا، لكن ما يجهله الجميع هو أن المغرب لم يرفض استضافة «الكان» وكان ذلك واضحا في بيانات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الأخيرة، ما يعني أن المغرب لا يزال المنظم الشرعي لكأس إفريقيا، وهنا أؤكد أن الإتحاد الإفريقي لا يفرق بين الرفض والتأجيل، وطلب المغرب كان مشروعا لأنه وبالنظر إلى انتشار «إيبولا» يتوجب علينا حماية صحة المواطنين، وهو ما حدث بالفعل من قبل السلطات العليا في البلاد التي اتخذت موقفا بشأن كأس أمم إفريقيا». وأضاف محدثنا بأن المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي بل سيدافع عن حقوقه لآخر لحظة بسبب القرار المتخذ من قبل «الكاف»، مشيرا إلى أن المغرب سينتهج كل الأساليب القانونية للدفاع عن موقفه. كما تحدى الإدريسي هيئة الرئيس حياتو قائلا «أقول للإتحاد الإفريقي إن كان «إيبولا» لا يشكل خطرا على سلامة المغاربة وكافة سكان القارة فكان من الأجدر لكم توضيح ذلك ببيان رسمي، مثلما فعلت الحكومة المغربية بعد طلبها التأجيل»، وختم بقوله «فلتذهب كأس إفريقيا للجحيم إن كانت ستؤثر على صحتنا وصحة سكان القارة، وأقول أيضا للكاف: أين هو البلد البديل لاستضافة البطولة؟».