تتويجي بجائزة الأفضل بالمغرب أشعرني بقيمة المكافأة لما قدمته مع روما أعيش فوق السحاب وعرض مانشستر مصدر فخر واعتزاز كريستيانو رونالدو الأفضل عالميا وتصويتي كان سيكون له بلا منازع يحز في نفسي وضعية المنتخب الوطني وحالة الضياع التي يعيشها تواضع المحترفين المغاربة داخل الأسود يعكس خللا بالمحيط والتوظيف كشف المهدي بنعطية مدافع نادي روما الإيطالي عن سعادته البالغة بعد التوشيحات والتقدير الكبير الذي ناله من طرف النقاد الذين توجوه رياضي السنة بالمغرب. بنعطية تحدث حصريا ل «المنتخب» وعبر الهاتف من مقر نادي العاصمة الإيطالية عن إحساسه بعد التتويج وعن واقع الفريق الوطني وعن العروض التي تلقاها وكيف يقرأ مساره القادم.. تابعوا الحوار.
المنتخب: بداية نود معرفة انطباعك الشخصي المهدي بعدما تم اختيارك أفضل رياضي ولاعب بالسنة التي ودعناها بالمغرب؟ المهدي بنعطية: فعلا كان شعورا رائعا بعدما علمت بالخبر لأنه فعلا شعور يؤكد أن هناك مكافأة للعمل وللتضحيات التي قدمتها على امتداد سنة كانت مثيرة في الكثير من صورها. إختياري لاعب السنة ببلدي بل الرياضي الأفضل وفي الكثير من الإستفتاءات يضاعف من حجم المسؤولية ويجعلني مطوقا ببذل أقصى ما أستطيعه كي أكون عند مستوى التطلعات في القادم من المناسبات كي لا أتراجع خطوات للخلف. المنتخب: رياضي السنة تفوق في حمولتها كلمة لاعب السنة هل تدرك قيمة ما أنجزته؟ المهدي بنعطية: مثل هذه الألقاب والجوائز الفردية هي التي تغذي الروح وتساعد على التحفيز لتقديم مستويات أفضل، لذلك كانت سعادتي كبيرة وأنا في هذا السن بأن يتم اختياري وأن أكون من بين الوجوه اللامعة رياضيا ببلدي على الرغم من وجود رياضيين من المستوى العالي في مختلف الإختصاصات. المنتخب: هل كان هناك تفاعل داخل فريقك الحالي روما ومن طرف الصحافة الإيطالية بعد التتويج الفردي لك؟ المهدي بنعطية: التقارير التي تلت الإختيار كانت إيجابية وكان من الرائع مشاهدة متابعات إعلامية تتحدث عن القيمة التي أحتلها داخل بلدي وبالقارة التي أنتمي إليها. تلقيت تهاني من داخل أسوار النادي ولم يثر أحد من الصحافة الإيطالية الخبر على أنه مفاجأة لأن الموسم الذي قدمته كان رائعا بكل المقاييس ولو باختلاف الظهور رفقة المنتخب الوطني للأسباب التي يعرفها الجميع. المنتخب: توالت التتويجات وحظيت بشرف حلولك ثانيا في استفتاء اختيار الأسد الذهبي الذي تنظمه جريدة «المنتخب» خلف الإيفواري يايا توري كأول لاعب مغربي يحظى بهذه المرتبة منذ نشأة الجائزة، ماذا يمثل لك هذا؟ المهدي بنعطية: منتهى الشعور بالفخر والتشريف و منتهى الإعتزاز بتجربتي بالكالشيو والتي لم يراهن على نجاحها إلا القليلون ممن يعرفون بنعطية عن قرب. بلغتني نتائج الإستفتاء والهيأة التي قامت بالتصويت وهو ما يعكس أنه كان موسما ناجحا بكل المقاييس ولو أنني كنت أتمنى أن يواكب هذا النجاح الفردي نجاح على صعيد الفريق الوطني أيضا. المنتخب: بالعودة لوضعك الحالي داخل فريقك، هل كنت تتوقع حجم النجاح الذي بلغته قبل التوقيع له؟ المهدي بنعطية: لا يمكن للاعب أن يتنبأ بما سيكون عليه مشواره مهما كانت درجة الحدس والتخمين عالية عنده، قبل التوقيع لروما كانت أمامي الكثير من العروض الموازية وربما أفضل من هذا العرض إلا أنني اخترته عن قناعة بعدما قارنته بالعروض الأخرى. أقول هذا لأرد على السؤال بكون الإختيار الناجح والصائب عادة ما يكون فاصلا على مستوى الخاتمة واللعب لروما اختيار موفق بالنسبة لي ولم أندم ولو للحظة عليه. المنتخب: وماذا عن ما تردد خلال الميركاتو الشتوي من إمكانية انتقالك لمانشستر يونايتد؟ المهدي بنعطية: هي تقارير صحيحة لكنها لم ترق للصيغة الرسمية لأني لم أعط بشأنها الضوء الأخضر، لم يكن ممكنا تحت أي إغراء أن أترك روما في هذا الظرف بالذات وأنا بقمة مستواي للمراهنة على مغامرة جديدة ومع ذلك كان اهتمام فريق بحجم مانشستر وغيره من الفرق الكبيرة بأوروبا مدعاة للفخر والشعور بالإعتزاز. المنتخب: تحولت من مدافع لمهاجم يفك عقدة الأهداف في كثير من المباريات ماذا يعكس هذا؟ المهدي بنعطية: هي خاصية كنت أتميز بها منذ بداية مشواري الإحترافي ومنذ بداية مساري الكروي وكان لا بد لها وأن تتطور باللعب لفريق كبير من حجم روما. أستمتع كثيرا بتسجيل الأهداف وبأشكال مختلفة وربما لأني مدافع وأخمن بشكل جيدا كيف يفكر المدافعون أتوصل في الكثير من المناسبات للحلول حين يستعصي ذلك على رفاق لي داخل الفريق و سعيد جدا بالدور الذي أتقمصه في بعض المباريات. المنتخب: المؤكد أنك اليوم تمثل قطعة هامة داخل فريق العاصمة الإيطالية، هل تغير تموقعك داخل تشكيل الفريق بعد مسارك الموفق معه هذا الموسم؟ المهدي بنعطية: لم أشعر ولو لحظة واحدة على أنني لاعب ثانوي أو موضوع في الصف الرابع داخل الفريق، منذ وطأت رجلاي الفريق حظيت بالتقدير اللازم والأكيد أنه بعد كل النجاحات التي وقعت عليها أن أكون اليوم في مرتبة أكثر تميزا. المنتخب: بعد بداية رائعة جاءت مرحلة فراغ بالكالشيو، هل هي نهاية فترة الحماس كما وصفتها الصحف الإيطالية؟ المهدي بنعطية: إطلاقا لا والفريق بحالة جيدة ويعيش فترات رائعة في مشواره، الخسارة الوحيدة التي منينا بها كانت أمام جوفنتس الذي يعيش حاليا أزهى فتراته بالكالشيو ولا شيء تغير بخصوص الحماس الذي وقعنا عليه مع البداية. المنتخب: نفتح صفحة الفريق الوطني، من منظورك قائدا جديدا للمجموعة، كيف تتفاعل مع وضعه الحالي؟ المهدي بنعطية: بكل تأكيد أتأسف لهذا الوضع لأنه فعلا وضع لا يليق به ولا جماهيره الرائعة التي تنتظر منا أشياء كثيرة، حاليا نعيش ما يسمى بالضياع، حيث يغيب مدرب وتغيب استراتيجية واضحة للفترة القادمة التي تعتبر جد هامة خاصة رهان الكان القادم والقريب جدا. الفريق الوطني بحاجة لوقفة ولحلول كي يخرج من الوضع الحالي لأنه لا يعقل أن يستمر هذا الفراغ لأكثر من هذا الوقت. المنتخب: ضاعت الكثير من التواريخ الودية بسبب غياب جامعة ومدرب، ألا يشعرك هذا بالإحباط؟ المهدي بنعطية: بالألم أكثر من الإحباط لأنه يحدث أن أتواصل بشكل مستمر مع عدد من زملائي داخل الفريق الوطني لمناقشة الأوضاع الحالية وشيء سخيف جدا أن يكون أمامنا مجال كي نجتمع ونستفيد من ماراة ودية قوية وأمام منافس محترم ولا نصل لهذا. على المسؤولين التدخل سريعا لأن الكان القادم لا يتيح أمامنا إمكانية لتضييع المزيد من الوقت. المنتخب: ذكرت رهان الكان، قياسا بالظروف الحالية، كيف تقرأ مستقبل الأسود في الإستحقاق القاري القادم؟ المهدي بنعطية: أعتقد أن الأمور واضحة ولا تحتاج للكثير من التأويلات ولا التفسير لأن الإستمرار في الغياب عن المواعيد الودية بخلاف ما يقدم عليه المنافسون الذين يلتزمون بأجندة مباريات رسمية في المونديال القادم وكذا في التصفيات التي ستؤهلهم للكان تتطلب منا أيضا أن نكون في قمة التنافسية وهذا ما ليس متاحا الآن ويلخص حجم التخوفات المطروحة. المنتخب: المهدي لماذا برأيك يظهر اللاعبون المغاربة المحترفون بمختلف البطولات الأوروبية بمظهر رائع رفقة نواديهم ويتواضعون داخل الأسود؟ المهدي بنعطية: إنه الوضع الذي يلخص كل شيء ويلخص أن الخلل موجود في المحيط و التوظيف والأخطاء المرتكبة على المستوى التقني وليس مسؤولية لاعب بحد ذاته. كل لاعبي الفريق الوطني الذين يمارسون حاليا ورفقة أندية كبيرة بأوروبا يحظوا بإشادة من طرف وسائل الإعلام ومدربيهم وهو ما يفرض تعاملا من نوع احترافي معهم حين يكونون مجتمعين داخل الفريق الوطني وهذا أمر واضح ولا نقاش فيه. لا يوجد محترف واحد يتخاذل أو يفكر في تقديم أقل من إمكانياته حين يكون برفقة المنتخب المغربي هذا هراء وليس واردا. المنتخب: أعلنت الفيفا مؤخرا عن اختيار أفضل لاعب على مستوى العالم ولم يصدر بالموقع الرسمي ما يكشف تصويتك بصفتك عميدا للمنتخب المغربي على من كان سيصوت بنعطية؟ المهدي بنعطية: على كريستيانو رونالدو ومن دون منازع إنه اللاعب الأفضل واللاعب الأكثر اكتمالا على مستوى العالم، بالنسبة لي الفيفا انصفت رونالدو لأنه الأفضل على كافة المستويات وصوتي كانت سيذهب له وبدون أدنى تردد. اللاعب الثاني بحسب اختيار هو ريبيري وسعدت جدا للتطور الذي كسف عنه هذا اللاعب الذي عرفته بمارسيليا وكان يستحق أن يكون قبل ميسي لما قدمه هذا الموسم. أعتقد أن التصويت كان هذه المرة شفافا ورونالدو أكد للعالم أنه لاعب فذ ويستحق التقدير الذي ناله. المنتخب: داخل روما أكيد يوجد لاعبون مميزون نالوا تقدير بنعطية؟ المهدي بنعطية: نشتغل كمجموعة وكرابطة واحدة لذلك تذوب الفرديات وهذا سر من أسرار نجاحنا، وعلى الرغم من ذلك كان لافتا ما قدمه زميلي بيانيتش هذا الموسم دون أن أنسى الدور الكبير الذي يلعبه المجربان دي روسي وطوتي فهما ترمومتر الفريق بكل صدق. حاوره: