رغم أنه فاز بكل الألقاب الأكثر أهمية في كرة القدم ويُعترف به عالمياً كأفضل ظهير أيسر في التاريخ، إلا أن طموحه الكبير لا يتوقف عند هذا الحد. وفي مشواره الجديد كمدرب، يبدو أنه لم يتخلّ عن أهدافه الجريئة ولا يتردد في الكشف عنها بعد أشهر قليلة من توليه قيادة الفريق التركي المتواضع سيفاس سبور. تشكل النتائج الجيدة التي حققها في بداية مسيرته دعماً معنوياً: فبعد خوضه ثلث الدوري التركي، يحتل فريقه المركز الثالث متقدماً على أندية عملاقة مثل جلطة سراي وبشكتاش ويحلم بمركز مؤهل إلى البطولات الأوروبية. ويعتبر هذا من بين غايات اللاعب البرازيلي السابق الذي يهدف إلى الوصول إلى القمة في مهنته الجديدة في أسرع وقت ممكن. في حوار مطول مع موقع FIFA.com، لم يتردد روبرتو كارلوس في الكشف عن أهدافه وذكر المدربين الذين يعتبرهم مصدر إلهام - من بينهم لويز فيليبي سكولاري -، كما استحضر بعض اللحظات التي عاشها في تركيا واعترف أنه يفضل الجانب الإنساني لهذه المهنة قبل المسائل التكتيكية. وفي ذات الوقت، أكد لنا ما كنا قد لاحظناه في المقابلة التي أجراها معه موقع FIFA.com سنة 2012: ما زال يحب كثيراً الهجوم كما عندما كان لاعباً. FIFA.com: كانت تجربتك الأولى كمدرب في نادي أنجي، حيث كنت لاعباً وتعمل مع الجهاز الفني في نفس الوقت. هل كانت هذه التجربة وراء رغبتك في خوض هذا المشوار؟ وما مدى المساعدة التي قدمها لك جوس هيدينك فيما بعد؟ روبرتو كارلوس: كل ما عشت في كرة القدم وتعلمته دفعني إلى اختيار التدريب. خضت عشر مباريات في أنجي كمدرب ولاعب في نفس الوقت، ولكني كنت أريد أن أصبح المدرب الرئيسي. لهذا أشعر بالسعادة الآن، وإن كنت ما زلت أتأقلم إلا أني فخور بما حققته حتى الساعة. هدفي هو صنع التاريخ كمدرب كما فعلت كلاعب. فيما يخص هيدينك، تعلمت الكثير منه. كنا نتحدث كل يوم في أنجي وكان بإمكاني رؤية كيفية تعامله مع بعض الحالات واجتيازه اللحظات الصعبة وكيف كان يعرف ما يحتاجه اللاعبون. لقد كان معلماً جيداً ومرجعاً بالنسبة لي. آمل أن أحقق النجاح الذي حققه. ظفرت تقريباً بكل الألقاب كلاعب. هل تعتقد حقاً أنه بإمكانك تكرار هذا النجاح كمدرب؟ نعم، أعتقد ذلك. لأني لست ذلك النوع من المدربين المملين. أنا شخص يحب تكوين صداقات مع اللاعبين ويتفهّمهم ويعمل جاهداً ويتمتع بالاحترام. أحاول أن أكون شخصاً نزيهاً قدر الإمكان وصريحاً مع اللاعبين والأندية والمشجعين ووسائل الإعلام. هذا ما كنت أفعله دائماً وسأستمر على هذا الحال. هذا يسهل كل الأمور، ولهذا أعتقد أن بعد سبع أو عشر سنوات ستتلقون الكثير من الأخبار السارة حول مسيرتي التدريبية. تحدثت عن هيدينك. بالإضافة إليه، من هم المدربون الآخرون الذين يشكلون مصدر إلهام بالنسبة لك وساعدوك على تكوين شخصيتك؟ فيليباو وفاندرلي لوكسمبورغو وفابيو كابيلو وفيسنتي دل بوسكي وحتى جوزي مورينيو؛ وهو الوحيد من بينهم الذي لم يدربني أبداً. أحاول دائماً مشاهدتهم والتعلم منهم ثم تنفيذ ما أتعلمه. فيما يتعلق بالجيل الجديد، فجوارديولا بدون شك يعتبر مرجعاً بعد كل ما قدمه في برشلونة وما يقدمه الآن في بايرن ميونيخ. ويثبت مايكل لاودروب أيضاً أنه يمكن القيام بعمل جيد في فريق متواضع مثل سوانسي. لدى هذين المدربين كل الإمكانيات ليستمرا في القمة ويحققا نجاحاً كبيراً. ولماذا اخترت سيفاس سبور وتركيا في استهلال مشوارك؟ يشبه الأتراك البرازيليين. تم استقبالي في فنربخشه بشكل جيد للغاية وكانت الجماهير تحبني. وأبدى نادي سيفاس اهتمامه بالتعاقد معي وفتح لي الأبواب لكي أكمل مسيرتي التدريبية من خلال مشروع جيد على المدى الطويل. لذلك، فهذه مجرد بداية قصة طويلة. كنت أعرف من قبل هذا البلد وكرة القدم هناك، ولهذا كان الأمر أسهل بالنسبة لي. حالياً، يعدّ سيفاس في رأيي من أفضل الفرق التي تعتمد التمريرات القصيرة ويتموقع أحسن من غيره في رقعة الملعب، ويشيد الجميع بهذا. نأمل المشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل، وحتى الآن كل شيء يسير تماماً كما كنت أتوقع. لاعبو سيفاس سبور ليسوا معروفين على المستوى العالمي. كيف كان رد فعلهم عندما علموا أنه سيقوم بتدريبهم بطل العالم السابق؟ في البداية فوجئوا برؤيتي قريباً منهم. ولكن شيئاً فشيئاً اعتادوا على هذا، كما هو طبيعي. أحاول أن أتحدث معهم كثيراً وأخبرهم بالقصص التي عشتها في ريال مدريد والمنتخب البرازيلي وعن الفترة التي عايشت فيها لاعبين مثل زين الدين زيدان وديفيد بيكهام وراؤول ورونالدو وروماريو. أحاول أن أذكر اللحظات الكبيرة لكي يؤمنوا بأنهم بإمكانهم تحقيق ذلك. كلهم لاعبون جيدون، وأربعة أو خمسة منهم يلعبون في منتخبات وطنية وهذا بالنسبة لهم مصدر فخر. بدأ سيفاس يتمتع بالاحترام في كرة القدم التركية. إذا لعبنا السنة القادمة في البطولات الأوروبية فسيصبحون معروفين في جميع أنحاء العالم. ما الذي تجده أسهل باعتبارك مدرب: رعاية الجانب الشخصي وتشكيل المجموعة أو الاهتمام بالجانب التكتيكي؟ أعتقد أن العلاقة بين المدرب واللاعب والنادي والمشجعين هي ما تجذبني في الحقيقة. وكذلك المسائل التكتيكية، ولكن ربما بنسبة أقل. لا أتذكر بالضبط من، ولكن كان لدي مدرب كان يخبرنا أن أفضل نظام تكتيكي هو ذلك الذي يجعلك تفوز. أي أنه إذا كان الجميع ملتزماً ويساعد كل واحد الآخر فستكون النتيجة إيجابية. هذا ما أعتقده بصورة أو بأخرى. استطعت أن أشكل مجموعة جيدة حيث كل واحد يحترم الآخر، لأني أعطي فرصة اللعب للجميع سواء في الدوري أو في كأس تركيا. وهم يتفهمون هذا الأمر. في السنة الماضية، في مقابلة أجريناها معك قبل تسليم جائزة الكرة الذهبية، اخترت لنا أفضل مجموعة خلال العام وكانت ذات نزعة هجومية. كان مجرد اختيار ولكن الآن، كونك مدرباً، هل ما زلت تركز على الهجوم؟ لم أتغير (يضحك). أنا برازيلي والجمهور الذي يذهب إلى الملعب يريد رؤية الأهداف. في سيفاس أعتمد نظام 4-2-3-1، وفي ملعبنا ننتقل إلى 4-1-4-1؛ دائماً بنزعة هجومية حيث يهاجم بين خمسة وسبعة لاعبين في نفس الوقت. لن أكون مدرباً دفاعياً أبداً. هناك بالطبع حالات يجب فيها اعتماد الهجمات المرتدة مثل المباريات ضد جلطة سراي وفنربخشه وبشكتاش. ولكن في المقابلات الأخرى سنلعب دائما في الهجوم. بخصوص المنتخب البرازيلي، يقوم فيليباو - الذي تعرفه جيداً - مرة أخرى بعمل جيد في الفريق. هل تعتقد أنه المدرب الأمثل لقيادة البرازيل في كأس العالم التي ستقام على أرضه؟ رغم أن لدى البرازيل مدربون كبار، أعتقد أنهم أحسنوا الاختيار عندما تعاقدوا مع فيليباو. كان يعجبني كثيراً المدرب السابق مانو مينيزيس والمجموعة التي شكلها. فبعد خروجه، جاء شخص يعرف خبايا الكرة البرازيلية وجو المنتخب. على يده، سيكون لدى البرازيل كل ما تحتاجه للذهاب بعيداً في الكأس، على الرغم من الضغط الذي تعاني منه. تمكن من أن يمنح اللاعبين الهدوء، وهو مدرب ذكي ولديه جهاز فني جيد جداً يرافقه دائماً. تعتبر الصداقة التي يشكلها مع الفريق مهمة جداً. والآن مع نيمار كسب السيليساو العديد من النجوم وكلهم يريدون تحقيق نفس الهدف. من وجهة نظرك، هل ترى مارسيلو خليفة لروبرتو كارلوس سواء في السيليساو أو الريال؟ يعدّ مارسيلو رائداً في الريال والسيليساو على حد سواء ويلعب على مستوى عالٍ. فهو لاعب حقق تطوراً سريعاً جداً. في مركز الظهير الأيسر، تملك السيليساو لاعبين جيدين مثل مارسيلو وماكسويل وفيليبي لويس. إنهم لاعبون كبار، ولكن بالطبع لدى مارسيلو الأفضلية لأنه يلعب منذ سنوات عديدة في ريال مدريد. يُظهر ثقة كبيرة في نفسه... يعتبر رائداً على رقعة الميدان وسيتم اختياره دائما في أفضل فريق من 11 لاعباً في العالم. المشكلة الوحيدة هي الإصابات، ولكن باستثناء ذلك هو لاعب عظيم. تربطك علاقة قوية بريال مدريد وأسبانيا. ما رأيك في مستواهم الحالي. هل تغير شيء ما منذ كأس القارات أم أنهم ما يزالون المرشحين الرئيسيين للفوز باللقب سنة 2014؟ لا يزالون أقوياء جداً وسيصلون على هذا النحو إلى الكأس. فيما يتعلق بالهزيمة في كأس القارات، فهم يعرفون أنهم خسروا أمام منتخب من أقوى المنتخبات في العالم ولديه خمسة كؤوس، ولهذا فهم يتقبلون ذلك. عندما كنت هناك في زيارة كانوا يقولون إن البرازيل كانت أفضل، وفي الواقع لا أرى أنه يبدو عليهم الحزن. كان أمر واقع، حيث ضغط الفريق على حامل الكرة - لم نتعود على هذا في كرة القدم البرازيلية - ولعب بحيوية، مستمتعاً على أرض الملعب. ولكنهم كانوا يقولون إنهم لن يخسروا مجدداً، إلا أنهم بالتأكيد سيخسرون!