أكدت كل من البرازيل وهولندا التوقعات التي سبقت اليوم الثالث من ثمن نهائي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 ، حيث تفوق نجوم السيليساو على تشيلي وفازت الكتيبة البرتقالية على سلوفاكيا، ليضرب أبناء دونجا وفان مارفيك موعداً بينهم في مباراة تعد بالكثير في ربع النهائي وستكون المرة الثالثة من أصل النسخ المونديالية الخمس الأخيرة التي يتقابل فيها الفريقان في مرحلة خروج المغلوب، حيث عاد الفوز للبرازيليين في المناسبتين السابقتين (3-2 في الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994 و4-2 بركلات الترجيح في نهائيات فرنسا 1998). وشهدت موقعة ليلة الاثنين استعراضاً هجومياً لراقصي السامبا أمام منتخب تشيلي الذي بدا بلا حول ولا قوة، حيث انتصر رفاق كاكا بثلاثية نظيفة على أرضية إليس بارك بجوهانسبرج، وهو الملعب نفسه الذي شهد تتويج السيليساو بلقب كأس القارات FIFA العام الماضي. وقد أظهرت كتيبة السامبا بعض اللمسات الممتعة من فوتبول آرتي (فن كرة القدم)، رغم أنها حافظت بشكل صارم على ميزتها الأساسية، والتي باتت تتمثل في الانضباط التكتيكي والصلابة الدفاعية. أما كتيبة مارسيلو بيلسا فقد كانت بعيدة كل البعد عن المستوى الرائع الذي ظهرت به في مرحلة المجموعات، حيث كان الفريق منسجماً ومتيناً في الخط الخلفي ومتراصَ الصفوف في الوسط والهجوم. وعلى غرار مونديال فرنسا 1998، ودع التشيليون أم البطولات من مرحلة ثمن النهائي وعلى يد البرازيل مرة أخرى. وقد سقطت هذه الهزيمة كقطعة ثلج بارد على أنصار لاروخا الذين كانوا يمنون النفس بالعودة إلى خوض ربع النهائي لأول مرة منذ دورة تشيلي 1962. وفي مباراة رفع الستار، أكدت هولندا تطلعاتها للتنافس بقوة على اللقب العالمي بفوز مقنع على سلوفاكيا، التي كانت رابع ضحية لأبناء مملكة الأراضي المنخفضة، إذ لم يفلح نجوم كتيبة فلاديمير فايس في مجاراة إيقاع آريين روبن وزملائه، مما كلفهم الثمن غالياً في نهاية المطاف. ويبدو أن أبناء المدرب بيرت فان مارفيك لا يغترون بهذه النتائج الباهرة التي حققوها في جنوب أفريقيا، إذ يدركون جيداً في قرارة أنفسهم أن أسلافهم كانوا قد حققوا أربعة انتصارات متتالية في دورة 1974 لكنهم عادوا إلى ديارهم يجرون أذيال الخيبة بعد سقوطهم أمام ألمانيا الاتحادية في المباراة النهائية. صحيح أن أسلوب الكتيبة البرتقالية بات أقل إمتاعاً من السابق، لكن دخول آريين روبن كلاعب أساسي أضاف نوعاً من الجمالية إلى طريقة لعب الفريق، خاصة عندما تبادل بعض التمريرات الثنائية مع صانع الألعاب ويسلي شنايدر. وبفضل الانسجام الحاصل بين نجمي ريال مدريد السابقين، تمكنت هولندا من افتتاح النتيجة عن طريق روبن في الشوط الأول، حيث استقبل تمريرة طويلة محكمة من زميله وتوغل بالكرة على مشارف منطقة الجزاء وسددها قوية بيُسراه لتستقر في مرمى الحارس السلوفاكي. وبذلك يكون أبناء القلعة البرتقالية قد ضمنوا مشاركتهم الخامسة في ربع النهائي من أصل تسع مشاركات مونديالية. النتائج هولندا 2-1 سلوفاكيا البرازيل 3-0 تشيلي هدف اليوم البرازيل 2-0، لويس فابيانو (38) بدأ لويس فابيانو الهجمة من منتصف الملعب حيث مرر الكرة لروبينيو برأسية متقنة نحو الجهة اليسرى، ثم تقدم المهاجم لبعض الأمتار وحول الكرة باتجاه كاكا المتمركز في الوسط، وأكملها هذا الأخير بلمسة واحدة في اتجاه هداف إشبيلية، مرتت على إثرها الكرة بين مجموعة من المدافعين. وعندما استقبلها صاحب القميص رقم 9 نجح في تخطي كلاوديو برافو من الجهة اليمنى قبل أن يودع الكرة في شباك فارغة. للذكرى نجح مارتين ستيكيلنبرج في التصدي بشكل رائع لتسديدة صاروخية من روبرت فيتيك في الدقيقة 67، مما حرم سلوفاكيا من تعديل النتيجة. فقد استلم المهاجم تمريرة عرضية بعدما تحرر من الرقابة داخل منطقة الجزاء، واستدار ثم سدد بالرجل اليسرى من داخل منطقة الجزاء، لكن الحارس الهولندي كان في المكان المناسب وأبعد الكرة بحركة سريعة بيده. مقولة اليوم "إننا فخورون ببلوغ ثمن النهائي. في هذه المرحلة، يكون التأهل من نصيب الفريق الأفضل. وأعتقد أن تسجيل ضربة الجزاء يجعلنا نودع البطولة بشيء من الفخر، رغم الهزيمة." فلاديمير فايس، مدرب سلوفاكيا رقم اليوم 5- إنها المرة الخامسة على التوالي، والسادسة عشرة في المجموع، التي تبلغ فيها البرازيل دور الثمانية في كأس العالم . وكانت دورة إيطاليا 1990 آخر مرة يودع فيها منتخب السيليساو البطولة قبل مرحلة ربع النهائي، حيث سقط حينها أمام غريمهم التقليدي المنتخب الأرجنيتيني. وكان البرازيليون قد سقطوا قبلها في الدور الأول عام 1934 في إيطاليا و1966 في إنجلترا.