ونحن نعيش في خصم الأزمة التي تعيشها كرة اليد الوطنية التي تم شلّ كل أنشطتها الوطنية آخرها تأجيل الجمع العام العادي الذي كان من المقرر إنعقاده بعد الجمع الإستثنائى الذي إحتضنته مدينة مراكش في بداية هذا الشهر والذي شكل منعطفا إيجابيا في إطار تطبيع مسار رياضة إعتقد الجميع أنها ضبطت إيقاعها لتعود إلى الصورة التي يرضى عنها الجمهور والممارس والمهتم، إذ نتذكر أن الموسم الماضي (20122013) شكل بصمة قوية عندما استوفت الجامعة والعصب والأندية والمنتخب الوطني كل إلتزاماتها الوطنية والدولية حيث أعلن عن أبطال كل قسم من الأقسام المكونة للمنافسة وكذا بالنسبة للفئات الصغرى وتم الإعلان عن بطل كأس العرش ذكورا وإناثا وحدد نظام البطولة عن الموسم المرتقب (20132014).. وأخيرا أكدت الأندية المغربية في شخص مولودية مراكش ووداد السمارة حضورها القاري والعربي وبالتالي دب الدفء إلى هذه الرياضة التي عانت الكثير من فترة التسيب وغياب الإمكانات وأزمة مصطنعة تجاه الوزارة الوصية لتجد في الرئيس محمد العمراني الطرف الذي تحدى ونجح في إيصال مركب اليد الوطنية إلى بر الأمان. إلا أن الموسم الحالي أتى بتراكماته وكذلك سلبياته لتعود كرة اليد إلى مرحلة الصفر في غياب السند الذي كان المكتب الجامعي ينتظره من الوزارة والذي يهم الموسم الماضي والحالي. قد يتساءل البعض عن السر في تنظيم آخر بطولة قارية بمدينة مراكش والجامعة بدون دعم ولا سند لنعلم أن بطولة من هذا الحجم يتم الإعلان عنها والبلد المنظم في وقت أقصاه موسم كامل على الأقل، أي أن الأندية المشاركة تؤدي حق المشاركة نقدا وتتحمل كل مصاريف الإقامة والتنقلات على حسابها وتتسلم الجامعة جزء من هذه الواجبات، تساؤل آخر يهم احتمال إلغاء أو تأجيل الدورة وهذا يكلف الجامعة ماديا وكذا بالنسبة للمنع من المشاركة في التظاهرة لمدة أربع سنوات وهذا قد يبعد كرة اليد الوطنية عن مستوى كرة اليد القارية والعربية والدولية. أزمة كرة اليد استفحلت عندما رفضت الأندية إستئناف نشاطها بسبب غياب الدعم للموسم الماضي كديون وهذا الموسم وغياب البطولة يكلف الكثير للأندية التي تعاقدت مع لاعبين أجانب محترفين وستضطر إلى التخلي عنهم وأداء واجباتهم كما تنص على ذلك بنود العقود المبرمة مع المكاتب المسيرة بالتالي إفلاس جل الأندية الوطنية. بالنسبة للمنتخبات الوطنية من المنتظر أنها ستجمد نشاطها بعد ظهور بصيص من الأمل ومحمد برابح الذي ترك منصبه بدولة قطر وجازرف لإنقاذ كرة اليد الوطنية من الهلاك... ما يؤشر أن هناك بداية أزمة تكمن في أن البرنامج الذي وضعه المشرف العام على المنتخبات لم يتمكن الطاقم التقني من الإلتزام به بسبب غياب الدعم، وما إقحام عناصر المنتخب الوطني مع المولودية المراكشية في بطولة مراكش، إلا وسيلة لضمان استمرار الإحتكاك. نأتي إلى العلاقات بين الوزارة والجامعة لنجد أن الثيار مقطوع وأن شعار اللجنة المؤقتة بالنسبة لكرة السلة والتايكواندو وإدارة كرة اليد... والمفروغ منه أن جامعة قوية هي بإمكانياتها البشرية والمادية والتواصلية لنجد أن هذه العناصر مفقودة بالنسبة للأطر العاملة بالمكتب الجامعي إنطلاقا من مدير الجامعة وإلى السيدة المكلفة بالكتابة هؤلاء إنقطعت عنهم واجباتهم الشهرية وافتقدوا أبسط وسائل العمل إلى درجة أنهم يضطرون إلى إقتراض الورق وطلب الهاتف وكل حاجيات الإدارة من الجامعات المجاورة.. فإلى متى سيستمر صمودهم وكيف سيهيئون الموسم المرتقب الذي لا ندري هل سينطلق أم تعيش كرة اليد المغربية سنة بيضاء في انتظار اللجنة المؤقتة التي وهذا أكيد أنها ستستفيد من أكبر دعم من الوزارة وهي تجربة من تجارب عاشتها كرة اليد في مثل هذه الظرفية. وسط كل هذه الصراعات ما هو ذنب عشاق هذه الرياضة من شباب متحمس للممارسة والبحث عن التألق في غياب بطولة تشفي الغليل وتعطيهم فرصهم خاصة لمن يحلم بالإحتراف خارج الوطن ؟ فمن المسؤول إذن عن هذه الحالة ؟