من الوهلة الأولى خيل إلينا أن اللجنة التأديبية التابعة للمجموعة الوطنية لكرة القدم، وقد قررت أخيرا النظر في قضية الزاكي، أنها كانت ديبلوماسية في إصدار حكمها على جنحة إقتحام الملعب من طرف المدرب الزاكي في مباراة الجيش والوداد، والتي أظهر فيها الحكم العاشيري ضعفا بينا في توظيف سلطة تقديرية، تبرز أهميتها في مباريات من طينة مباراة الجيش والوداد· نطقت اللجنة بحكم قالت أنها إجتهدت في الوصول إليه لإعتبارات لا أستطيع أن أضبطها لضبابية التفكير وأيضا لعدم صفاء النية، وقالت بتوقيف الزاكي لسنة مع وقف التنفيذ وتغريمه مبلغ 60 ألف درهم· وشخصيا إستفزني هذا الحكم بعد أن أعدت قراءته، وبعد أن تمكنت من دخول أنفاقه الكثيرة، بذات الدرجة التي قرأه بها الزاكي نفسه هذا الحكم وبنى عليه قرارا سيعلنه على الجميع بعد العودة من الأردن، حيث تواجه الوداد شباب الأردن عن إياب الدور الأول لدوري أبطال العرب، قرار التنحي والإستقالة من تدريب الوداد تحت إكراهات يجملها الزاكي في أنه كشخص وكإطار بات مستهدفا من قوى الشر، ولا يمكنه أن يعرض فريقه الوداد لتبعات ما يقصده هو بالإستهداف· لا أستطيع أن أفهم أي ضرورة حتمت اللجوء للإجتهاد للخروج بحكم من هذه الطينة والذي لا يقول أبدا، بأن >القضاة< الذين إستصدروه وضعوا في الإعتبار شخصية الزاكي، ماضيه، خلو سجله من أي سوابق وبالخصوص الحالة النفسية التي بلغها لشعوره باليقين أن العاشيري جاء مبرمجا لينال منه ومن الوداد·· الإجتهاد الذي أبطل لغاية الأسف الإحتكام للمساطر، وقال بتوقيف الزاكي لسنة كاملة موقوفة التنفيذ، أتفق مع الأخير على أنه حكم متستر بالإعدام، حكم يكره الزاكي على أن يمشي على أسنة الرماح، فوق أرض مزروعة بالألغام·· ما يعنيه حكم التوقيف الموقوف التنفيذ، أن الزاكي عليه أن يدخل الملعب مكمم الفاه بل ومغمض العينين وأخرس اللسان، لأن حكما بين الحكام الأربعة أو مندوب لأي مباراة، يمكنه تحت أي إكراه أو تحريض أن يدعي على الزاكي أي جنحة، فتصبح العقوبة من تلقاء ذلك جارية وسارية المفعول·· كان توقيف الزاكي إعمالا للمسطرة وإعمالا لظروف التخفيف التي تفرضها الإعتبارات المتفق عليها لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع سيكون في المبنى والعمق منطقيا وعادلا إذا ما إعتبرنا أن إقتحام الزاكي لأرضية الملعب محتجا على حكم مباراة سلوك يستوجب العقاب·· قطعا لا نريد أن نخسر الزاكي، تماما كما لا نريد أن يخسره فريقه الوداد، وأتمنى من المجموعة الوطنية لكرة القدم ومن الجامعة أيضا أن تعجلا بإطفاء جذوة مشتعلة تنبئ بحرائق مهولة، خاصة وأن هناك من يتحدث عن وجود مخطط مصمم بدقة للإطاحة بالزاكي، الرجل الذي ما سكت يوما عن قول الحق، لأنه لا يريد بالقطع أن يكون شيطانا أخرس·· ولم يقف إستفزاز أحكام اللجنة التأديبية عند هذا الحد، بل تعداه إلى الطريقة التي تعاملت بها ذات اللجنة مع الحركة الجارحة لأداب اللباقة والتي صدرت عن لاعب الرجاء الشاب محسن متولي، فقد ثمنت اللجنة قرار الرجاء بتوقيف متولي لأجل غير مسمى وزادت على التثمين تغريمه بعشرين ألف درهم· ومن دون أن ألجأ لما يفترض أن يوضع من مقارنات بين الحكم الصادر في حق حليوات لاعب أولمبيك آسفي والذي أعدمه كرويا عندما أوقفه مدى الحياة، وبين الحكم الصادر في حق متولي، والقاضي بتثمين ما جاءت به الرجاء، فإنني أسأل ما الذي يفرض على اللجنة التأديبية أن تثمن قرار الرجاء وتعزف عن إصدار عقوبة هي من صلب إختصاصها؟ ثم ماذا سيكون موقف اللجنة التأديبية التابعة للمجموعة الوطنية في حال ما إذا رفعت الرجاء بعد أسبوع أو أسبوعين توقيفها وأعادت متولي للممارسة، بعد أن تكون قد تأكدت من أنه إستوعب الدرس؟ التأديب هو ردع وزجر وحماية للممارسة الرياضية ولأدابها وأخلاقها، ومتى كان هذا التأديب مؤسسا على أمزجة وليس على مساطر واضحة ومتفق عليها، متى كان هذا التأديب مؤسسا على نزوات أو مفروضا من قوى متخفية وليس على أحكام مصاغة بطريقة حديثة، فلا رجاء أبدا في أن يكون هناك عدل في كرة القدم·